اقرأ في هذا المقال
- نبذه عن العصر الجاهلي
- الغناء والموسيقى في العصر الجاهلي
- أبرز الموسيقيين العرب في العصر الجاهلي
- النساء الموسيقيات في العصر الجاهلي
- مظاهر الغناء في العصر الجاهلي
قبل البدء والحديث عن الغناء والموسيقى في الزمن الجاهلي يجب التوقف قليلًا عند كلمة جاهلية ومعرفة المعنى لها ويجب معرفة البعد الزمني لهذا الاسم، وبعد ذلك سنتعرف على الغناء وأنواعه في ذاك العصر.
نبذه عن العصر الجاهلي
كلمة جاهلية جاءت من الجهل، وهو زمن جاهلي بالمعنى اللغوي ومعروف عنه بأنه زمن تعصبي وعصر المعارك وعصر القوة في مجتمع اجتماعي، وكذلك هو زمن عبادة الأصنام في المجال التعبدي.
وبالرغم من وجود الأوثان وأماكن العبادة، إلا أن أهل المشرق في ذاك الوقت لم يهتموا بديانات أخرى إلا القليل، حيث انتشرت في القرى النظرة البدوية، فقد كان يقضي المشرقي البدوي حياته في اللهو والعشق والخمر وإلى الحياة التي تعتمد على الملذات والغناء ولديه قدرة البلاغة والتعبير والتلميح عن أي شيء يريده.
الغناء والموسيقى في العصر الجاهلي
كان للموسيقى في ذاك الزمن دوراً كبيرًا في أسرار السحرة والعرافين وكانوا يحضرون الجن عن طريق الموسيقى حتى أنهم كانوا يعتقدون بأن الشعراء ينظمون أشعارهم من الجن والموسيقى كذلك، وكان الإنشاد في ذاك الزمن طريقة للتثقيف بالسمع عندما ينشدوا الشعراء ولم يكن غايتهم التكسب المادي ولم يكونوا من هواة مجالس الغناء وفيهم صفوة المثقفين.
ولكن كان الشعراء يختارون من القيان ذوات الأصوات العذبة فكان الشاعر يعطى قصائده إلى أحدهن والتي تعرضها لملحن يعلمها على تمثيل اللحن على الآلات المعروفة في ذاك الوقت، وبعدها تقوم بغنائه في المجالس ويلقى الشهرة والمعرفة.
ولأهمية المفردات ووقعها المهم في الموسيقى نرى أن الكلام الموزون في الزمن القديم مثَّل بإيقاعاته ومداته الطويلة وكذلك القصيرة شكلًا من الطرب، وقد قامت مجموعة من الأدوات الطَّربية بترجمة هذه الكلمات ومنها:
1- الأدوات الوترية: هي العود والقانون وكذلك الطنبور والقيثار المربع.
2- أدوات النفخ: ونذكر منها المزمار والناي المزدوج والعمودي.
3- الأدوات الإيقاعية: الطبل والدف وكذلك الصنوج والكاسات والجلاجل.
أبرز الموسيقيين العرب في العصر الجاهلي
1- عدى بن ربيعه: من رواد الكلام المنظوم من بني تغلب وعرف بالمهلهل.
2- علقمة بن عبدة: من أبرز أصحاب المعلقات.
3- الأعشى ميمون بن قيس: سمي “بصناجة العرب” بمعنى العازف المشرقي على آلة الصنج.
4- النضر بن الحارث: هو من قام بتبديل المزهر القديم واستعمل العود بدل منه في العزف.
النساء الموسيقيات في العصر الجاهلي
1- أم حاتم الطائي.
2- الخنساء أديبة الرثاء.
3- الجرادتان.
4- هند بنت عتبة.
مظاهر الغناء في العصر الجاهلي
كما هو معروف أن الكلام المنظوم المشرقي نبع منه منابع غنائية طربية وظلت فيه معالم الغناء بارزة ومنها:
1- القافية حيث تعد من أبرز المظاهر ولها علاقة قوية مع أصوات المغنين وحركات الراقصين إنها مخلفات العزف القديم وإنها لتعيد للمستمع تصفيق الأيدي وضرب الطبول ونقر الدفوف، كما ترجع معالم أخرى للغناء كالتَّصريع الذي نراه في بداية القصائد، كقول امرئ القيس:
قفا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخول فَحَوْمَلِ
ورجع إلى التصريع تارة أخرى فأنشد:
أفاطمُ مهلًا بعض هذا التدللِ
وإن كنتِ قد أزمعت صَرْمي فأجْمِلِي
ثم صرع فقال:
ألا أيها الليلُ الطويلُ ألا انجلِ
بصُبْح وما الإصباحُ منكَ بأَمْثَلِ
ونرى أن التصريع يأتي به رواد الكلام المنظوم عندما يفرغون من غناء جزء من مقطوعته أو إنشادها، وينتقل بعدها إلى ثانية، وربما كان ذلك أبرز الدوافع التي جعلتهم يتوجهون إليه حين ينتقلون من غرض إلى آخر في المقطوعة الفنية، ومثال عليه معلقة لبيد بن ربيعة:
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمُقامُها
بمنىً تأبدَ غَولُهَا فَرِجَامُهَا
فمدافعُ الرَّيَّان عُرِّيَ رسْمُهَا
خَلقًا كما ضمن الوُحِيَّ سِلامها
وجَلا السيُولُ عن الطلول كأنها
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَها أقلامُها
دِمَنٌ تجرَّمَ بعد عهد أنيسها
حِجَجٌ خَلَوْنَ حلالها وحرامُها
2- الأوزان القصار: عرفت في الزمن القديم لا عند قاطيني الحضر فقط بل برزت عند أهل البدو وخاصة في مقطوعات الرثاء والغزل، أما الرثاء انتشر عند الجاهليين القدماء إذ روى العلماء أقاويل عديدة عن الخنساء وبكائها أخويها وأنها تتواجد في عكاظ تندبهما، وسارت هند بنت عتبة على نهجها وتنوح أباها وارتبط هذا البكاء بنوع من الكلام الموزون القصير ومثال عليه قطعة أم السُّلَيك:
طاف يبغي نجوةً
من هلاك فهلكْ
ليت شعري ضَلَّةً
أيّ شيء قَتَلَكْ
أمريضٌ لم تعد
أم عدوّ خَتَلَكْ
وفي النهاية نستنتج إن للغناء والموسيقى دور كبير في أعمال السحرة والعرافين في الجاهلية، حيث يحضرون الجن عن طريقهما وكانوا يعتقدون أن رواد الكلام المنظوم يستمدون مقطوعاتهم من الجن في الجاهلية، وكما عرف عنهم أنهم لم بتوجهوا للغناء بقصد التكسب وإنما للشهرة وعرف عنهم أنهم كانوا يختارون من القيان اللواتي يتمتعن بأصوات عذبة من أجل غناء مقطوعاتهم.