فلسفة الرجل والمرأة

اقرأ في هذا المقال



عندما دعا الكونت كيسر لينج برنارد شو للمشاركة في كتابة فصل في كتاب الزواج، رفض شو ذلك الطلب قائلاً ” لا يستطيع رجل أم يكتب شيئاً عن حقيقة الزواج عندما تكون زوجته على قيد الحياة”، فهم قلة من كتبو عن هذا الأدب بالرغم من اتصاله المباشر بأنفسنا، فلا بد من معرفة كل شخص لنصفه الآخر، ولا بد من معرفة اختلافات بين عقل الرجل وعقل المرأة وطريقة تفكير كل منهما.

فلسفة دور الرجل والمرأة في الحياة:

بحال الطبيعة والمتعارف عليه تكمن وظيفة الرجل في خدمة المرأة والأطفال، بينما وظيفة المرأة في خدمة النوع، ولربما لهما أدوار أخرى لكن أبرزها هذه الأدوار، فكان من الطبيعي عمل الرجل في الحماية والكسب والمغامرة والمشاركة في الحرب، بينما دور المرأة في الحياة للنسل والعناية بالرجل والأطفال.

ولربما نادراً ما نرى المرأة المحاربة، لكن عادة ما نراها هادئة بغير غريزة القتال التي يتمتع بها الجنس الآخر للعيش والحصول على الآمان لربما أو للحصول على الغنيمة والمكاسب، فمن الواضح أنّ المرأة أقل ميلا للعنف من الرجال إلّا في فترات التي يمكن تضطرب بها فسيولوجياً، والتي تنتصر في حربها في العادة نتيجة صبرها وثباتها فهي أكثر صبراً من الرجل الذي يكون قتاله وحربه أشد قوة ولكن أقل ثباتاً.

ولربما المرأة أقل إيجاباً من الرجل في امتلاك الغرائز من مثل الحركة واللعب والحبو والقذف والتسلق والجري وغيرها من الحركات عديمة النفع، فالمرأة تميل إلى الإستقرار الزائد في الحركة حتى أنها أكسل من الرجل، كما أنها تتحمل المرض بشكل هادئ، بينما الرجل الذي لم يعتاد على الهدوء والركود فنراه يتحمل المرض في قلق ولعله يخبر كل من يراه عن ألمه الذي ألّم به.

ذكر أفلاطون عن حقيقة الرجل والمرأة في كتابه ” مأدبة“، عندما حكى أريستوفانيس بأن الرجل والمرأة كانا مخلوقاً واحداً ذو قوة كبيرة يحمل في جسده رأسين ولديه ثمانية أطراف، وفي أحد الأيام قام بتحدي الألهة ليحل محل زيوس، فجرت بينهم معركة انتهت بأن قسم زيوس هذا المخلوق إلى نصفين، نصف رجل والنصف الآخر إمرأة، فقضى كل منهما حياته في الأرض يبحثان عن بعضهما تائهين حتى يكملا كل منهما الآخر.

في جمهورية أفلاطون الفاضلة يرى أنه لا فرق ولا اختلاف بين الرجل والمرأة سوى في التكوين الجنسي فقط، مع اعترافه بأن المرأة أقل قوة وقدرة من الرجل في كل الأمور، ومع هذا فإنه يرى أنّ الحياة المدنية ذات طابع ذكوري أو أنثوي بحت، وبالتالي اذا تم تقليص الفروق والإختلافات بين الرجل والمرأة يصبح الفرق والإختلاف بين الجنسين كالفارس بين الذكر والأنثى، أو كالفارق بين رجل طويل الشعر ورجل أصلع، ومن هنا تصبح المرأة ما هي إلّا رجل أقل قوة من حيث أنه يمتلك كل القدرات التي يمتلكها باقي الرجال ويتمتعون بها إلّا أنه ليس على نفس القدر من القوة.

“إذا كان من المتوقع أن تفعل نفس العمل الذي يؤديه الرجال والنساء، يجب علينا أن نعلمهم نفس الأشياء.”

من أقوال الفيلسوف أفلاطون في كتابه الجمهورية

وعبر التاريخ تأثر الكثير من الفلاسفة بأفكار أفلاطون ونظرته للمرأة والرجل واعتبروها حركة لاسترداد حقوق المرأة، حيث أنه ساوى بين الرجل والمرأة، وهناك آخرون شككوا في منطقية ومصداقية أفلاطون في حركته مع المرأة لأنه غفل وقلل من الفروق الفسيولوجية والسيكولوجية بين الرجل والمرأة، فردّ أفلاطون على ذلك بأنه يرى المرأة كالرجل غير أنها أضعف في البنية الجسدية وبذلك ستعمل في الوظائف التي تناسب بنيتها في الجيش.

الفلسفة الإجتماعية بين الرجل والمرأة:

تبنت الفلسفة الإجتماعية الدور المنوط لكلا الجنسين في المجتمع مع دراسة الفروق بينهما، كما راقبت الأفكار المتعقلة بنظرة كل من الرجل والمرأة لنفسهما ونظرة كل منهما للآخر، وإرتأت هذه الفلسفة أن هذه الأمور تأتي من المجتمع وثقافته وأفكاره السائدة.
فالمرأة تهتم وتحب التواصل وإقامة العلاقات الإجتماعية الشخصية بعكس الرجل، وتمتاز أيضاً المرأة بالثرثرة وميلها للكلام عن العاطفة لذا تعتز بنفسها وتفتخر عند إقامتها علاقة شخصية حميمة، بعكس الرجل الذي يمتاز بقلة الكلام، وبالنسبة للرجل تميل رغبته إلى المنافسة بينما المرأة تميل رغبتها للمشاركة، أما عن طريقة حل المشكلات فالرجل يشعر بالتحسن عن طريق حل المشكلة، بينما المرأة تتحسن بالحديث عن المشكلة.


شارك المقالة: