تأثير اللغة المستخدمة في التعامل مع كبار السن

اقرأ في هذا المقال


ما هي اللغة المتبعة للحديث مع كبار السن؟

هناك أسلوب حوار خاص يستخدمه صغار السن أو البالغين الأصغر سنًا عند حديثهم مع كبار السن، ويتميز هذا الأسلوب بمفردات بسيطة وأبنية وتراكيب للجمل ذو طبيعة ألطف من الجمل الكاملة لغويًا وكلمات حشو وحشو معجمي ومصطلحات محببة للغاية وأسئلة مغلقة والتكرار في الحديث والحديث ببطئ، كما يتم استخدام الضمير أنتم الجماعي للحديث معهم؛ وذلك لبيان الاحترام الفائق لهم.

ينبع استخدام هذا الكلام والأسلوب اللغوي مع كبار السن من الصورة النمطية بأن كبار السن قد قللوا من القدرات المعرفية للأصغر سنًا، مثل معالجة اللغة وإنتاجها، وقد يكون استخدامها نتيجة التفرقة العمرية بينهم. وعلى الرغم من أن بعض جوانب الكلام المستخدم مع المسنين قد يكون مفيدًا لبعض المتلقين، إلا أنه يُنظر إليها عمومًا على أنها لغة غير مناسبة وتعيق التواصل بين الأجيال.

كلام المسنين والتواصل:

تنظر نظرية ملائمة الاتصالات في كيفية تعديل كلامنا لشركائنا في المحادثة، فيمكن للأشخاص تغيير كلامهم ليكون أكثر تشابهًا مع كلام شركاء المحادثة، وهو ما يُعرف باسم التقارب اللغوي. وقد يغير الناس حديثهم ليكون أكثر تميزًا، وهي عملية تُعرف باسم الاختلاف. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تعزز هذه التعديلات سيولة المحادثة وتسهل الفهم.

ويميل الناس إلى الاعتماد على الصور النمطية لاستنتاج أنواع التسهيلات التي يجب القيام بها في الحديث. وفيما يتعلق بالتواصل بين الأجيال، يميل الشباب إلى الإفراط في التكيف عند التحدث مع كبار السن. أي أنهم يقومون بإجراء تعديلات أكثر من اللازم.

كما يميل الشباب إلى استنتاج أن كبار السن هم أبطأ في معالجة المعلومات وأكثر مرونة معرفية ولغوية، فهم يصنعون هذه الاستدلالات بناءً على تصور شريك المحادثة الخاص بهم على أنه شخص كبير السن أي قديم، بدلاً من الاعتماد على معلومات حول قدرتهم على المحادثة. وهذا الاعتقاد يؤدي إلى تسهيلات أكثر من اللازم.

الاستراتيجيات المستخدمة لاستيعاب كلام كبار السن:

قام العالم رايان وعدد من زملاؤه في عام 1986 بتقييم العديد من الاستراتيجيات المستخدمة من قبل الأفراد الأصغر سنًا عند استيعاب كبار السن، والتي تشمل:

  • الاستيعاب المفرط: بسبب الإعاقات الجسدية أو الحسية التي تعتمد عليها هذه الفرضية، يرى المتحدثون أن المحاورين يعانون من إعاقة تؤثر على قدرة المحادثة، ولكن المتحدثون وفقًا لهذه الفرضية يستوعبون أكثر من اللازم.
  • التكيف الزائد تبعي الصلة: يحدث هذا في المواقف التي يعتمد فيها كبار السن على الشخص الأصغر سنًا. حيث يكون خطاب الشباب هو المسيطر على الحديث. كما يمكن رؤية هذا النمط في التفاعلات بين كبار السن ومقدمي الرعاية لهم.
  • الاختلاف المرتبط بالعمر: يحاول الشباب التأكيد على تميز مجموعاتهم الشبابية من المجموعة الخارجية أي القديمة. حيث يقوم الشاب بذلك من خلال التحدث بسرعة كبيرة واستخدام المزيد من الكلمات العامية الحديثة، ممّا يؤدي إلى تنفير أو إبراز الاختلافات بين كبار السن.
  • التوافق بين المجموعات: يرى المتحدث أن المحاورين أكبر سناً، ممّا يؤدي إلى ظهور صور نمطية سلبية حول قدراتهم. كما يقوم المتحدث بعمل الترتيبات بناءً على تصورات حول مجموعة المحاور العمرية، بدلاً من لغة الشخص نفسه كفرد.

شارك المقالة: