اللغوي محمد شفيق - Mohamed Chafik

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن اللغوي محمد شفيق:

وُلد اللغوي محمد شفيق في السابع عشر من شهر سبتمبر في عام 1926م، وهو شخصية بارزة في الحركة الثقافية الأمازيغية، المعروفة أيضًا باسم البربر. وهو المؤلف الأصلي للبيان الأمازيغي، تم تعيينه لاحقًا كأول عميد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

كما أنه عمل على نطاق واسع على دمج الثقافة الأمازيغية في الهوية المغربية وهو مثقف رائد من المثقفين المغاربة.

الحياة المبكرة للغوي محمد شفيق:

وُلد اللغوي محمد شفيق في قرية بني آيت سدين الصغيرة الواقعة في جبال الأطلس المتوسط، ونشأ في منزل مسلم متدين على يد عائلة ثرية كانت مهتمة بالزراعة. وفي سن الثامنة بدأ بتعلم اللغة الفرنسية.

تعليم اللغوي محمد شفيق:

التحق اللغوي محمد شفيق بجامعة النخبة دازرو، وهناك درس على يد البروفيسور أحمد الزموري الذي كان من دعاة استقلال المغرب عن فرنسا. حيث أنهى تعليمه الثانوي في مدرسة الليسيه مولاي يوسف، التي لاقت شهرة كبيرة بسيب إغلاقها المؤقت بسبب الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت في عام 1944م.

وخلال التوترات السياسية المحيطة باستقلال المغرب، تجنب اللغوي محمد شفيق التجنيد العسكري الإجباري، على عكس العديد من زملائه المتخرجين الآخرين من الكلية أزرو. وعلى الرغم من الانقطاع عن تعليمه بسبب الصراع السياسي، استمر محمد شفيق في الحصول على درجات علمية في اللغة العربية والأمازيغية والتاريخ والتربية.

العمل المهني والنشاط الأمازيغي للغوي محمد شفيق:

العمل المبكر:

قبل الالتزام بإحياء الثقافة الأمازيغية وإعادة تقديرها، شغل اللغوي محمد شفيق عددًا من المناصب الأخرى التي من شأنها أن تكون مفيدة له في المستقبل. وبدأ حياته المهنية كمدرس في منتصف الخمسينيات. وعلى وجه الخصوص، عمل محمد شفيق على تعليم الفتيات في المناطق الريفية، حيث كان لديهن تقليديًا اجتماعيًا بعدم الوصول إلى مراحل متقدمة في التعليم. وفي عام 1955م، تم تعيينه مفتشًا للتعليم الابتدائي في وزارة التربية والتعليم المغربية.

ومن الستينيات حتى السبعينيات من القرن الماضي، تمت ترقية اللغوي محمد شفيق في وظائف الخدمة المدنية المغربية. وفي عام 1963م، تمت ترقيته من مفتش التعليم الابتدائي إلى مفتش أول للتعليم الوطني. وفي عام 1970م، تم تعيينه وزيراً للتعليم في الديوان الملكي، وفي عام 1972م، أصبح وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء. ومن عام 1973م وحتى عام 1976م، عمل مرة أخرى مستشارًا للديوان الملكي، وبعد ذلك تم تعيينه مديرًا للكلية الملكية. وهناك قام بتدريس ملك المغرب الحالي محمد السادس.

وخلال الفترة التي قضاها في هذه المناصب دعا اللغوي محمد شفيق إلى تعليم تعدد اللغات، لكنه اكتسب القليل من الزخم في مواجهة الهيمنة الفرنسية. وخلال هذا الوقت أيضًا، كتب بإسهاب عن المكانة المركزية التي تحتلها الشعوب الأمازيغية في الثقافة المغربية والأفريقية. وشدد على أهمية استخدام عدسة متقاطعة للنظر في التعقيدات العرقية واللغوية للمغرب. ومن هذا المنطلق، اشتهر بتوفيقه بين آراء القوميين العرب والإسلاميين.

كان عبد السلام ياسين، وهو إسلامي قوي اختلف مع آراء اللغوي محمد شفيق كثيرًا، زميلًا يعمل معه في وزارة التربية والتعليم. واستخدم عبد السلام ياسين الحجة القائلة بأن الهوية العربية الإسلامية للمغرب مرتبطة جوهريًا باللغة العربية القرآنية وبالتالي جادل ضد إدخال الأمازيغية إلى نظام التعليم المغربي.

وفي 1980م، شارك اللغوي محمد شفيق في تأسيس الجمعية الثقافية الأمازيغية، وكان محمد شفيق هو اللغوي الأول الذي يستخدم المصطلح الأمازيغ بدلاً من الاسم الأجنبي البربر. حيث دافع شفيق عن هذا التغيير الاصطلاحي ليعكس التعريف الذاتي للشعب الأمازيغي.

البيان الرسمي ومعهد البحوث والتنسيق الصوتي والموسيقي:

كان عام 2000م، هو أهم عام بالنسبة للحركة الثقافية الأمازيغية. وفي هذا العام كتب اللغوي محمد شفيق وقدم بيان رسمي لاستطلاع المغرب، المعروف أكثر باسم البيان الأمازيغي. وقد طرح في هذا البيان حجة من تسع نقاط لترويج اللغة والثقافة الأمازيغية، وطالب باعتراف رسمي من الحكومة المغربية. ووقع على هذا البيان أكثر من مائتي ناشط وكاتب وفنان أمازيغي.

وبعد ذلك بفترة وجيزة، أنشأ الملك محمد السادس بظهير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM) أو ما يعرف بمعهد البحوث والتنسيق الصوتي والموسيقي. حيث عُيِّن محمد شفيق لاحقًا كأول عميد للمعهد. ومع ذلك، فقد رفض راتبه لإثبات تكريسه الكامل للقضية. ومن أولى القضايا التي تناولها المعهد هي توحيد قواعد الإملاء الأمازيغي.

فكان هناك إجماع ضئيل حول كيفية التعامل مع قواعد الإملاء القياسية، حيث ضغط العديد من القوميين العرب من أجل استخدام النص العربي. كما حدد محمد شفيق والعديد من العلماء الأمازيغ الآخرين هذا الأمر على أنه إشكالي؛ وذلك لأنه سيعزز التسلسل الهرمي بين اللغات.

تقاعد اللغوي محمد شفيق:

في شهر نوفمبر في عام 2003م، تقاعد اللغوي محمد شفيق من منصبه كمدير لمعهد البحوث والتنسيق الصوتي والموسيقي. حيث اختار زميله أحمد بوكوس لملء هذا الشاغر، وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أمضى محمد شفيق القليل من الوقت في نظر الجمهور بإجراء مقابلات لغوية من حين لآخر. ومع ذلك، فقد ظهر مرة أخرى في عام 2011م؛ وذلك للمشاركة في تأليف وتوقيع رسالة مفتوحة إلى الحكومة المغربية بشأن الاستفتاء الدستوري في شهر يوليو من ذلك العام.

وبينما كان رفع اللغة الأمازيغية إلى مرتبة اللغة الرسمية في مسودة الاستفتاء، حددت الرسالة بوضوح توقعات الحكومة في الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية رسمية. وكان محمد شفيق أول من وقّع على الخطاب، وقد أوضحت الحكومة في الواقع بند الصفة الرسمية للغة الأمازيغية. حيث لا يزال محمد شفيق يشغل منصبه كعضو في أكاديمية المملكة المغربية.

الجوائز والتكريمات للغوي محمد شفيق:

  • في عام 1972م، مُنح اللغوي محمد شفيق وسام النخيل الأكاديمي ولقب الفارس لعمله كمفكر فرنكوفوني.
  • في عام 2002م، منح صندوق الأمير كلاوس اللغوي محمد شفيق الجائزة الرئيسية لإنجازاته الأكاديمية، خاصة بسبب العدد الكبير من الأمازيغ الموجودين في هولندا.
  • في عام 2014م، خلال الاحتفال الخامس عشر بعيد العرش لمحمد السادس، كرم الملك اللغوي محمد شفيق بوسام ملكي بامتياز الكفاءة الفكرية.
  • في عام 2018م، تم تكريم اللغوي محمد شفيق بجائزة مؤسسة الأكاديمية الملكية في ختام الدورة الخامسة والأربعين. وقد أشاد التكريم بإنجازات حياة اللغوي محمد شفيق وإسهاماته في المشهد الثقافي المغربي.

الأعمال المنشورة للغوي محمد شفيق:

  • في عام 1972م، قام اللغوي محمد شفيق بتأليف كتابه أفكار متخلفة. وطُبع في مكتبة مدرسية – قرطاسية في الرباط.
  • في عام 1974م، قام اللغوي محمد شفيق بتأليف كتابه ما يقوله المؤذن. وطُبع في مكتبة مدرسية – قرطاسية في الرباط.
  • في عام 1989م، قام اللغوي محمد شفيق بتأليف كتابه عن ثلاثة وثلاثين قرناً من تاريخ الأمازيغية.
  • في عام 1991م، قام اللغوي محمد شفيق بتأليف كتابه أربعة وأربعون درسًا في الأمازيغية. وطُبع في المطبعة العربية الأفريقية في الرباط.

شارك المقالة: