ما هي أبرز سمات المدرسة السفسطائية؟

اقرأ في هذا المقال



“حقاً، من ذا الذي لا يكره أو لا يحتقر هؤلاء المدرسين الذين كرسوا أنفسهم، في المقام الأول للمجادلة، ذلك لأنهم تظاهروا بالبحث عن الحقيقة في حين أنهم في بداية حياتهم المهنية يحاولون مباشرة خداعنا بالأكاذيب؟ ذلك لأنني أعتقد أنه من الواضح للجميع أن المعرفة المسبقة بالأحداث المستقبلية لم تمنح لنا بطبيعتنا البشرية، بل إننا بعيدون تماماً عن هذا العلم بالغيب.”

من أقوال سقراط في إطروحته للخطابة Antidosis عندما هاجم السفسطائيين.

ما هي السفسطائية:

ظهرت الحركة السفسطائية في القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان كمدرسة تتبع مذهب فلسفي فكري، يُعرف هذا النوع بالبلاغة والجدل وفن جذب الجمهور، وكلمة السوفسطائية Sophistus هي كلمة يونانية تدل على معلم البلاغة والجدل، فالمتحدث الماهر في القواعد الخطابية يميّزه اليونانيين بالسفسطائي وذلك لامتلاكه مهارة تميزه عن متحدث آخر، بينما تعني السفسطائية في المعجم الوسيط تعني من أتى بالحكمة المموّهة أي الحكمة والحقيقة المقنعة.

ولا بد من الذكر أن الجدل العادي يختلف عن الجدل السفسطائي، فاستخدام أسلوب السفسطة في الحديث يعني التستر على الحقائق واستخدام الأدوات الخطابية وأساليب الجدل لعكس حقائق الكلام ، بينما يصرف الأفكار أيضًا عن الحقائق والظروف الصحيحة إيديولوجيًا أو المقبولة ، وتضليل المعارضين في الاتجاه الصحيح.

سمات السفسطائية:

تكمن سمة هذه المدرسة في اهتمامها بفن البلاغة والجدل ، ليس البحث عن الحقيقة ، بل للارتباك والتظاهر، ترتبط الحقيقة بهم حسب فائدتها وسبل المنفعة من هذه الحقيقة، فلا توجد قيمة تتجاوز هذه المنفعة، وينكر السفسطائيون الحواس والحدس والأشياء الأخرى التي يدركها المنطق أو يقبلها في ظل ظروف اجتماعية سليمة.

وطرح السفسطائيون القضايا التي تحمل جانبين وتأييدهم للجانبين، فدافعوا عن الخير والشر مثلاً وعن الصواب والباطل في نفس الوقت، وطرح الحجج في مختلف القضايا والمواقف، حتى وصل بهم الأمر بالتشكيك بالدين وقضاياه، وكان يطلق عليهم بالخطباء أو المعلمين وليس بالحكماء وذلك لأنهم استخدمو علمهم وجدلهم كتجارة للحصول على المعرفة.

أشهر الفلاسفة السفسطائيون:

يعد بروتاجوراس من زعماء ورواد الفلسفة السفسطائية في القرن الخامس قبل الميلاد، فقد أسس أفكار المذهب السفسطائي، وتقوم فلسفته على أنّ الإنسان هو الأساس لقياس كل شيء، فقياس الصواب والخطأ يأتي من تحديد حاجات الإنسان، ويقاس على ذلك الكثير من القضايا من مثل الخير والشر والعدل والظلم والحقيقة والظلام.

ولعل من أبرز الفلاسفة المعاصرين اللذين تأثروا وتبنوا المدرسة السفسطائية هم فريدريك نيتشه ورينيه ديكارت، فكانو يميلون إلى مزج الخيال بالمنطق كما فعل السفسطائيون.


شارك المقالة: