المنهج الإثني والعرقي - Ethnomethodology

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن المنهج الإثني والعرقي:

يعد المنهج الإثني أو العرقي بالعلم أو الحقل الذي يهتم بدراسة الطرق والأساليب المستخدمة من قبل أفراد المجتمع؛ وذلك ليكونوا قادرين على فهم واكتشاف نظام اجتماعي يهتم يتوفر البدائل والخيارات الدائمة لمناهج علم اللغة الاجتماعي السائدة في المجتمعات. كما إنه حقل يشكّل بعض التحديات في كل العلوم الاجتماعية التي تدرس الأشكال الاجتماعية المتطرفة. كما قامت بعض الدراسات الأولية التي أُجريت على المنهج الإثني والعرقي بإنشاء تحليلات متعددة على المحادثة والخطاب الذي يجريه أفراد المجتمع، فوجد بذلك زاوية خاصة به كأحد المجالات المقبولة في المناهج الأكاديمية في علم اللغة الاجتماعي. ووفقا لدراسة أجراها العالم اللغوي ساثاس، فيعتبر أنه من الممكن أن يتم التمييز بين خمسة أنظمة ومناهج أساسية في أنظمة ودراسة المنهج الإثني والعرقي.

كما يقوم المنهج الإثني والعرقي بتوفير مجموعة من الأساليب المستخدمة في دراسات علوم إثنوغرافيا التواصل؛ وذلك لإنتاج الطرق التي بتفاوض بها أفراد المجتمع في أحاديثهم اليومية. فيعد هذا المنهج حقل وصفي بحت بحد ذاته فلا يندرج تحت وصف أو تقييم المنهج الاجتماعي المخصص الذي اعتمود عليه كموضوعٍ للدراسة، ومع ذلك أظهرت مجموعة من الدراسات التطبيقية في العديد من المجالات التطبيقية مجموعة من التصاميم البرمجية والأبحاث الإدارية.

كما يمكننا أن نقوم بتقسيم المفهوم الاصطلاحي للمنهج الإثني والعرقي إلى ثلاثة أجزاء أساسية وتشمل الإثنية والمنهج والدراسة، ويهتم هذا المنهج بشرح ووصف كل الأجزاء الرئيسية. ويمكننا استعمال ولاية كاليفورنيا وبالتحديد جنوبها كمثال على الدراسة هذه والذي يشير فيه مفهوم الإثنية أو العرقية إلى مجموعة مختلفة من اجتماعية وثقافية معينة وغيرها. فيشير المنهج إلى الأساليب والوسائل التي تستخدمها المجموعات اللغوية وخاصة في حياتها اليومية، على سبيل المثال الروتين في استخدام الكلام مع العائلة أو الأصدقاء أو في بيئة العمل وغيرها، وتشير مجالات هذه الدراسة إلى الوصف المنهجي المعمق لهذه الوسائل والأساليب المستخدمة من قبل أفراد المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك تكرس هذه الدراسة كل تركيزها على استخدامات الأفراد في مختلف المجموعات اللغوية في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية تبعًا للأنظمة الاجتماعية الخاصة بالتصفح. وتكمن أهمية وفائدة المنهج الإثني في تحديد طرق وتحديد كيفية استخدام وصيانة واستكشاف النظم الاجتماعية المختلفة. كما يحاول المنهج الإثني بشتى الطرق إصدار مجموعة من التصنيفات اللغوية لتصرفات أفراد المجتمع الاجتماعية والثقافية داخل المجموعات وذلك تبعًا  لتجربة المجموعات وبشكل مباشر ومن دون الحاجة إلى إلزام أي حدود على آراء وأفكار العالم الذي يقوم بالدارسة فيما يتعلق بالأنظمة الاجتماعية لهذه المجتمعات، كما هو الحال في دراسات علم اللغة الاجتماعي.

أصل المنهج الإثني والعرقي:

طوّر المنهج الإثني من قبل عالم الاجتماع هارولد جارغارفينكل والذي بين أن أساس هذا المنهج يعود إلى دراسته التي كانت عن سلوك أعضاء هيئة المحلفين وكانت تلك الدراسة في عام 1954. كان اهتمام هارولد جارغافينكل ينصب في وصف الطرق المنطقية التي يستطيع من خلالها أعضاء هيئة المحلفين التعبير عن أنفسهم في غرفة هيئة المحلفين وذلك لكونهم وبكل بساطة هيئة محلفين في البلاد. وبالتالي تهدف هذه الطرق إلى القيام بعدة أمور منها بيان الحقائق وتطوير سلسلة الأدلة وتقرير مدى صحة شهادة الشاهد وتأسيس منظمة المتكلمين في غرفة المحلفين نفسها وتحديد ما إذا كان الفرد سيكون ضمن قائمة المتهمين أو الذين ستثبت براءتهم، والعديد غيرها من المواضيع ذات للأهمية. كما تقوم هذه الطرق على محاولة تشكيل أنظمة اجتماعية لأعضاء هيئة المحلفين وللباحثين ولكافة الأعضاء الذين يعتبرون ذات صلة في النطاق الاجتماعي المبين.

العلاقة بين علم اللغة الاجتماعي والمنهج الإثني والعرقي:

في حين أنه من الممكن التحقق في الحديث والعوامل المختلفة التي تدخل فيه وتنوع وظائفه وإجراء العديد من الملاحظات السليمة، فإن هذا لا يستنفد بأي حال كل ما قد نريد قوله حول الموضوع. يستخدم الحديث للحفاظ على الواقع وهو في حد ذاته جزء من هذا الواقع. لذلك يمكننا أن ننظر إلى الحديث على أنه ظاهرة بحد ذاتها. فالمنهج العرقي والأثني هو ذلك الفرع من علم الاجتماع الذي يهتم بالحديث الذي يُنظر إليه بهذه الطريقة. كما يهتم علماء المنهجي العرقية بالعمليات والتقنيات التي يستخدمها الناس لتفسير العالم من حولهم والتفاعل مع هذا العالم. كما إنهم مهتمون بشكل كبير بمحاولة اكتشاف الفئات والأنظمة التي يستخدمها الناس لفهم العالم. لذلك فهم لا يجرون دراسات استقصائية واسعة النطاق للسكان ولا يبتكرون نماذج نظرية معقدة للتنظيم الاجتماعي أو يفترضون أن بعض النظريات الاجتماعية أو غيرها سوف تشرح بشكل مناسب اجتماعيًا وبشكل منظم.

فهم يركزون على ظاهرة الوجود اليومي، في محاولة لإظهار كيف يتعامل أولئك الذين يجب أن يتعاملوا مع هذه الأجزاء والقطع من القيام بذلك. كما قال العالم ليتر في عام 1980 إن الهدف من المنهجية الإثنية أو العرقية هو دراسة عمليات صنع المعنى (إضفاء المثالية والصياغة) التي يستخدمها أعضاء المجتمع لبناء العالم الاجتماعي وخصائصه الواقعية (إحساسها بأنها جاهزة ومستقلة عن الإدراك). ومن منظور آخر يبحث علماء المنهجيات الإثنية أو العرقية في إنتاج وتفسير العمل اليومي باعتباره إنجاز متميز للعوامل الاجتماعية، وهم مهتمون بالمحادثة باعتبارها مثالًا واسع الانتشار للعمل الاجتماعي الماهر.

يمكننا استخدام مثال لغوي بسيط لإظهار أنه لا يمكننا أن نأمل في فهم الآخرين إذا لم نشارك افتراضات أساسية معينة مع هؤلاء الآخرين، فيمكننا فقط القيام بذلك عندما تكون المشاركة خيارً ممكناً. ففي دراسة غير منشورة، يعطي ساكس المثال التالي لسلسلة من جملتين لتوضيح هذه النقطة ففي مثال The baby cried. The mommy picked it up. بكى الطفل. التقطته الأم. ولكن كيف لنا أن نفهم هاتين الجملتين من طفل؟ فكيف يتواصلون؟ نحن نفهم أن mommy في الجملة الثانية تشير إلى أم الطفل في الجملة الأولى لكن لا يوجد شيء في بنية الجمل نفسها تخبرنا بذلك. كل الذي يتواجد لدينا هو اتصال بين الطفل والأم وذلك من خلال صيغة الحملة المتوافرة بين أيدينا. يدعي ساكس أنه في مثل هذه الحالات يوجد ما يسميه أدوات وعناصر التصنيف العضوية والتي تسمح لنا بتعيين معاني معينة لكلمات مثل طفل وأم. في هذه الحالة، نضع الكلمات في مجموعة مثل الطفل ، الأم ، الأب (baby, mommy, daddy) في مجموعة بدلا من طفل، صغير، بالغ baby), child,adult) فيمكننا الفهم هنا أن الوالدة هي والدة الطفل هي الموجودة في الجملة الثانية.

لاحظ أننا نفسر العلاقة التالية بشكل مختلف تمامًا The baby cried. The adult picked it up. بكى الطفل. التقطه الراشد. أحد الافتراضات التي نشاركها على ما يبدو مع الآخرين الذين يستخدمون مثل هذه الجمل هو أن العالم منظم بطريقة تجعل هناك فئات معينة من العلاقات يتم التعبير عنها من خلال اللغة. لتفسير جمل أو مجموعات معينة من الجمل ، يجب أن يكون لدينا بعض المعرفة بالفئات التي يجدها المتحدثون ذات صلة (ساكس في عامي 1972 و1972).

حيث تعد هذه المعرفة مكتسبة اجتماعيا. إنه أيضًا نوع المعرفة الذي يهتم به علماء المنهج العرقي. يتبنى علماء الميثودولوجيا العرقية ما يسمى بوجهة نظر الظواهر للعالم. أي أن العالم شيء يجب على الناس أن يستمروا في تكوينه ودعمه لأنفسهم. من وجهة النظر هذه تلعب اللغة دورًا مهمًا جدًا في هذا الخلق والاستدامة. كما يعتبر علماء منهجيات الأعراق المعنى والنشاط الهادف  شيئًا ينجزه الناس عندما يتفاعلون اجتماعيًا. ونظرًا لأن الكثير من التفاعل البشري هو في الواقع تفاعل لفظي فقد ركزوا الكثير من انتباههم على كيفية استخدام الناس للغة في علاقاتهم.

كما أنهم ركزوا على كيفية استخدام الأشخاص للغة في استخدام ما يسميه علماء المنهج العرقي أو الإثني المعرفة المنطقية والتفكير العملي. فتشير المعرفة العامة إلى مجموعة متنوعة من الأشياء. إنها التفاهمات والوصفات والمبادئ والتعاريف التي نستخدمها في الحياة اليومية أثناء قيامنا بمجموعة من الأشياء،  على سبيل المثال معرفة أن الرعد عادة ما يصاحب البرق ومعرفة كيفية تصميم المنازل والعيش فيها ومعرفة كيفية إجراء مكالمة هاتفية  والعلم أن سائقي الحافلات لا يأخذون الشيكاتو العلم أن هناك “أنواعًا” من الأشخاص والأشياء والأحداث على سبيل المثال، الطلاب والأساتذة، والفصول الدراسية والمكتبات، والمحاضرات وجلسات المختبر.

كما تساعدنا هذه الأنواع على تصنيف ما هو موجود وإرشادنا في تفسير ما يحدث حولنا. ويتم اكتساب مخزون المعرفة المنطقية من خلال التجربة ولكن نظرًا لأن تجربة كل شخص تختلف عن تجربة أي شخص آخر ، فإن المعرفة تختلف من شخص لآخر. نحن نعلم أيضًا بوجود هذه الاختلافات، وأن بعض الناس يعرفون أكثر عن أشياء معينة والبعض الآخر أقل.

تخبرنا المعرفة التي حولنا أيضًا أن العالم موجود ككائن واقعي. فهناك عالم في الخارج مستقل عن وجودنا الخاص، فهو عالم يختبره الآخرون وكذلك نختبره جميعًا بنفس الطريقة، فيعد هذا العالم أيضًا عالم ثابت. لا يفكر الناس في مشاكل الحياة اليومية بنفس الطريقة التي يفكر بها العلماء المدربون في حل المشكلات. على سبيل المثال ، قام Scribner بمسح عدد من الأبحاث التي نظرت في كيفية تفكير الناس في أجزاء مختلفة من العالم. من الواضح أن الأشخاص الحاصلين على قدر ضئيل جدًا من التعليم الرسمي أو لا يتمتعون بأي تعليم رسمي، يعتمدون كليًا على خبرتهم الخاصة في حل المشكلات ولا يستخدمون التفكير “المنطقي” أو حتى لا تتواجد لديهم القدرة للقيام بذلك.


شارك المقالة: