نبذة عن بهلول:
وهو بهلول بن عمرو الصيرفي الهاشمي العباسي الكوفي العراقي، أبو وهب، يُعتبر أحد الشعراء البارزين والأدباء العظماء في الأدب بعصر الدولة العباسية، ولد الشاعر بهلول سنة مائة وتسعين للهجرة في الكوفة بالعراق، حبث اشتهر الشاعر بهلول بحكمته الواضحة آنذاك. وكان كاملاً من حيث المعارف والحكم والآداب في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد.
ولكي يتخلَّص الشاعر بهلول من متابعة الأمراء والخلفاء في عصر الدولة العباسية، تظاهر بأنه يوجد نوع من الاختلال العقلي فيه والذين وصفوه الرواة بأنه كان مجنوناً. ولهذا تصرَّف بتصرفات الجنون والهذيان؛ وذلك عن طريق قول بعض الكلامات غير المفهومة أو الكلمات التي يتفوَّه بها المجانين في بعض الأحيان؛ وذلك بسبب تشييع كبار رجال الدولة في العصر العباسي للشاعر بهلول.
واتبع الشاعر ديانة الإسلام، حيث نجد ذلك في الكثير من المواطن الشعرية. والمؤكد منه أنَّ الشاعر بهلول عاش في أكناف وأحضان الدولة العباسية، حيث كتب الكثير من القصائد الشعرية التي نظّم أبياتها في مديح آل بين الرسول عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى مديح الخليفة العباسي هارون الرشيد.
وأمّا عن قصته مع الخليفة العباسي هارون الرشيد، أنه عندما مرَّ هارون الرشيد وهو في طريقه للحج لقي الشاعر بهلول. وسأل من هذا فقالوا له حاشيته بأنه بهلول المجنون، فقال هارون الرشيد أشتهي أن أشاهده أو أراه، فقال لهم نادوه لي من غير ترويعٍ أو خوف، فذهب حاشة أمير المؤمنين هارون الرشيد، لكي ينادوه وقالوا له أجب أمير المؤمنين، فلم يستجب، فقال له الخليفة العباسي هارون الرشيد السلام عليكَ يا بهلول، فرد عليه وقال: وعليكَ السلام ياأمير المؤمنين.
فقال له أمير المؤمنين إني أشتاق إليه يا بهلول، فقال بهلول: ولكني لم أشتاق إليك، فقال عظني يا بهلول، فقال: وبمَ أعظك يا أمير المؤمنين، فقال هذه قصورهم وهذه قبورهم.
وروى الشاعر بهلول عن الكثير من الأشخاص، الذين من أمثلهم: أيمن بن نائل والراوي عاصم بن أبي الجنود، كذلك الإمام جعفر الصادق، الإمام موسى الكاظم، الشاعر عمرو بن دينار والكثير من الشعراء والأدباء والأئمة الذين روى عنهم الشاعر بهلول.
وقال بعض المؤرّخون أنَّ الشاعر بهلول توفّي سنة مائة وتسعين للهجرة، حيث دفن في مقبرة تدعى مقبرة الشونيرزية، كما أنَّ قبره معروفاً في بغداد عاصمة العراق والآن تعرف بمقبرة الكرخ التي كانت قديماً.