اقرأ في هذا المقال
- تأثير اللغة الإنجليزية على اللغة العربية في الثمانينيات والتسعينيات
- استطلاعات الباحثون في استخدام اللغة العربية في الجامعات
- اللغة الإنجليزية والعربية في القرن الحادي والعشرين
- العولمة وانتشار اللغة الإنجليزية
تأثير اللغة الإنجليزية على اللغة العربية في الثمانينيات والتسعينيات:
اعتمدت العديد من الجامعات العربية على اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في كليات الطب والهندسة وكليات العلوم بمختلف تخصصاتها منذ أوائل العشرينات. فبات استخدام اللغة العربية في الجامعات يقتصر على تخصص اللغة العربية وعدد قليل جدًا من التخصصات الأخرى، كالشريعة والفقه والحضارة العربية وغيرها.
وكان السبب الرئيسي لحدوث مثل هذه الظاهرة في دول العالم العربي التي كانت تقدس لغتها العربية وتحترم استخدامها لأبعد الحدود، هو الاستعمار البريطاني لبعض الدول العربية الذي دام لفترات طويلة من شأنه إحداث بعض التغيرات في اللغة والثقافة والعلوم ومختلف مجالات الحياة.
استطلاعات الباحثون في استخدام اللغة العربية في الجامعات:
تم إجراء دراسة في عام 1998، وجد فيها عدد من الباحثين السعوديين مثل الجارالله والأنصاري أن 60% من طلاب الكليات العلمية وكلية الطب في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية يدعمون استخدام اللغة العربية كطريقة لتعلم تخصصاتهم، و8.7% لم يروا أي اختلاف في استخدام أي من اللغتين. كما وجد بحث آخر في عام 1998، أن 49% من كلية الهندسة عامة و62.7% من طلاب الهندسة في جامعة الملك سعود خاصة، يعتقدون أنه من الأفضل أن يدرسوا الهندسة باللغة العربية، وسيكون هذا أفضل لهم؛ وذلك لأنهم ستتوافر لديهم الفرصة لفهم تخصصاتهم بشكل واضح كونهم سيدرسون تخصصاتهم بلغتهم الأم.
وفي دراسة مماثلة للمهندس وبيكر أجراها في عام 1998، فضل فيها 66% من طلاب جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية استخدام اللغتين العربية والإنجليزية في إلقاء المحاضرات الصفية، و 57% فضلوا استخدام الكتب العربية لكتابة مشاريعهم.
وأظهرت نتائج مسح أجريت في عام 1998، تبين فيها أن 52% من كلية تكنولوجيا الإنتاج والإلكترونيات الصناعية في الكلية التقنية بالرياض بالمملكة العربية السعودية يعتقدون أن استخدام اللغة العربية كطريقة تعليمية في أقسامهم كان ناجحة وجديرة بالدعم. ويعتقد ما يقرب من 52% من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، أنه يجب استخدام اللغة العربية كوسيلة للتعليم في أقسامهم.
ومع ذلك، فضل 71% استخدام اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم؛ وذلك لأنها تساعدهم في العثور على وظيفة في بلدان أخرى. وبعدها تم التحقق من مدى توفر المنشورات العلمية في اللغة العربية، كمجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا من قبل بعض الباحثين، ولكن كانت المنشورات قليلة ولا تكفي الطلاب ليفهموا جميع جوانب تخصصهم.
اللغة الإنجليزية والعربية في القرن الحادي والعشرين:
نظرًا للتطورات الأخيرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العقد الماضي، أوائل القرن الحادي والعشرين، أصبحت اللغة الإنجليزية أكثر انتشارًا في جميع مناحي الحياة أكثر من أي وقت مضى، حيث يتم استخدامها في كل مكان تقريبًا. فبينت دراسة حديثة أنه يمكن لشخص واحد من بين كل أربعة أشخاص حول العالم التواصل باستخدام اللغة الإنجليزية.
فتعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للتحالفات السياسية والاقتصادية الرئيسية مثل هيئة الدول المتحالفة مع المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي وأوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) ورابطة دول جنوب شرق آسيا. وهي لغة 85% من المنظمات الدولية واللغة الرئيسية للتكنولوجيا والأعمال والتمويل والسياحة.
وتبين في دراسة أُجريت من قبل عدد كبير من اللغويون، أن معظم الأبحاث والمراجع والكتب والدراسات العلمية والمصطلحات الفنية والمؤتمرات الدولية وقواعد البيانات الإلكترونية يتم كتابتها وأجرائها باستخدام اللغة الإنجليزية. فعلى سبيل المثال، الصحف والمحطات التلفزيونية والمسلسلات والأفلام المشهورة عالميًا و90% من المواد المنشورة على الإنترنت تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية.
وبسبب الهيمنة المتزايدة للغة الإنجليزية وانتشارها في شتى مجالات الحياة، يتزايد عدد الأشخاص الذين يسعون لتعلم اللغة الإنجليزية، قام اللغوي كريستال بدراسة في عام 2003، تبين فيها أن مليار طالب حول العالم يحاولون تعلم اللغة الإنجليزية. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أو لغة ثانية في المدارس والجامعات في كل دول العالم بدون استثناء.
العولمة وانتشار اللغة الإنجليزية:
أصبحت اللغة الإنجليزية لغة عالمية، ويعود السبب في ذلك هو الانتشار الواسع للعولمة. حيث يشعر الكثير من الناس بمن فيهم العرب، على الرغم من أن 22 دولة عربية يتحدث جميع سكانها باللغة العربية، أن اللغة الإنجليزية تتفوق على جميع اللغات الأخرى بما في ذلك اللغة العربية. حيث أصبح الكثير من الشباب أكثر حرصًا على تعلم اللغة الإنجليزية من اللغة العربية؛ وذلك لأنهم يشعرون أن اللغة الإنجليزية هي من سيفتح لهم الأفق في حياتهم المستقبلية.