قصة حتى العشب يمكن أن يصبح شخصًا ما إذا حاول

اقرأ في هذا المقال


قصة حتى العشب يمكن أن يصبح شخصًا ما إذا حاول أو (Even a Grass Plant Can Become Someone if it Tries)، هي حكاية شعبية جمعت من الأسكيمو الذين يعيشون في أمريكا الشمالية، للمؤلف: كلارا كيرن بايليس، نُشرت عام 1922، للناشر: شركة (Thomas Crowell)، الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيّات:

  • الساق.
  • الكرمة.
  • الفأر.
  • البومة.
  • الرجل.

قصة حتى العشب يمكن أن يصبح شخصًا ما إذا حاول:

كان بالقرب من فوّهة يوكون، ينمو نوع طويل ونحيف من العشب تجمعه النساء وتجففه في الخريف ويستخدمنه في تجديل الحصير والسلال والوسادات وفي نعل الأحذية الجلدية، إحدى سيقان الحشائش التي كانت النساء تجمعها، لم يحب المصير الذي ينتظره، وقال في نفسه: لماذا يجب أن أبقى على هذا الشكل وألا أصبح أبدًا أي شيء سوى وسادة في نعل الحذاء ليتم الدوس عليه إلى الأبد؟

ثمّ قال: لا بد أن يكون من الأجمل أن أكون الشخص الذي يمشي على الوسادة، ولكن بما أننّي لا أستطيع أن أكون كذلك، سيكون على الأقل شيئًا أفضل من العشب، وعند النظر حوله، رأى مجموعة من الأعشاب تنمو بالقرب منه، وبدا هادئًا جدًا وقال: سأكون عشبًا، هذه حياة أعلى وأكثر أمانًا من هذه، وفي الحال تم تحويله إلى عشب مثل الذي يحسده، وظلّ لفترة من الوقت في سلام.

لكن ذات يوم عادت النساء مع سلال ومعاول وبدأت في حفر هذه الأعشاب وأكل بعض الجذور، ووضع البعض الآخر في السلال لأخذها إلى المنزل، وتُركت النبتة المتغيرة قائمة عندما عادت النساء إلى المنزل في المساء، لكنها رأت مصير رفاقها، وقالت: هذا ليس آمنًا للغاية، في الوقت الحالي يجب أن آكل، أتمنى لو أنني اخترت شكلاً آخر.

نظر إلى الأسفل، ورأى كرمة صغيرة زاحفة تتشبث بالقرب من الأرض، وقال: هذا هو الشيء الذي يجب أن أكون عليه، هذا أمر غامض ومتواضع لدرجة أنّ النساء لن يلاحظن ذلك أبدًا، سأكون كرمة من هذا النوع، ودون تأخير أصبح كرمة صغيرة تعشش تحت الأوراق الميتة، ثمّ كان يعيش في سلام وعزلة وقت طويل، ولكن ذات يوم جاءت النساء ومزّقن العديد من الكرمات.

وتوقفنّ قبل وصولهن إلى الكرمة المتحولة، قائلات: سنعود غدًا ونحصل على الباقي، ثمّ أصبحت الكرمة بعد هذا مليئة بالخوف، وتحولت بسرعة إلى نبات صغير يحمل الدرنات مثل بعض النباتات التي كانت تنمو بالقرب منها، وحدث التغيير ولكن جاء فأر صغير من الحقول عبر العشب وبدأ في الحفر في نبات مجاور، ممسكًا الدرنة في مخالبها وقضمها، وبعد ذلك تسلل الفأر مرة أخرى وعاد.

فكّرت الكرمة المتحوله وقالت: لكي أكون بأمان، يجب أن أكون فأرًا، الحيوانات هي نوع من الكائنات أعلى من النباتات، على أي حال، سأكون فأرًا، وعلى الفور أصبحت فأرًا وهربت مسرورة بالتغيير، وبين الحين والآخر كان الفأر المتحول يتوقف للحفر لاستخراج درنة، أو يجلس على قدميه الخلفيتين لينظر حوله إلى المشاهد الجديدة التي تظهر، وقال: هذا أكثر بهجة بكثير من أن تكون نباتًا وأن تبقى دائمًا في مكان واحد ولا ترى أي شيء في العالم.

أثناء السفر برشاقة بهذه الطريقة، لاحظ الفأر شيئاً أبيض غريبًا قادمًا عبر الهواء باتجاهه، واستمر في الهبوط على الأرض، وبعد التوقف عن تناول شيء ما، كان يطير مرة أخرى وعندما اقترب، رأى الفأر أنّها بومة بيضاء كبيرة، وفي نفس اللحظة رأت البومة الفأر وانقضّت عليه، وعندما انطلق، كان الفأر محظوظًا بما يكفي للهروب من خلال الركض في حفرة صنعها واحد من نوعه، وحلّقت البومة بعيداً.

وبعد فترة، غامر الفأر بالخروج من ملجأه، على الرغم من أنّ قلبه لا يزال ينبض بشكل مؤلم من رعبه الأخير وقال أخيراً: سأكون بومة، وبهذه الطريقة سأكون بأمان، وهكذا فكّر الفأر، ومع امنيتة تحول إلى بومة بيضاء جميلة، ثمّ قال: هذا جيد! إنّه لأمر رائع أن أطير في الهواء، وأن أصعد إلى السماء تقريبًا حيث يمكنني أن أنظر إلى أسفل العالم بأسره، أنا سعيد لأننّي لم أكن سعيدًا بالبقاء دائمًا في التراب.

مع رفرفة الجناح البطيء الصامت، انطلقت البومة نحو الشمال، وكانت تتوقف بين الحين والآخر للقبض على فأر وأكله، وبعد رحلة طويلة، ظهرت جزيرة واعتقدت البومة أنّها ستذهب إلى هناك، وعندما كانت بعيدة في البحر، أصبحت أجنحتها متعبة للغاية لدرجة أنّها لم تتمكن من الوصول إلى الشاطئ إلا بصعوبة بالغة حيث طفت على قطعة من الأخشاب التي كانت في الرمال.

وفي وقت قصير، رأت رجلين حسنين المظهر يمران على طول الشاطئ، وظهر الشعور القديم بعدم الرضا مرة أخرى، ثمّ قالت: كان هذين الرجلين يتحدثون بلغة أفضل من لغتي، وبدا أنّهما يفهمان بعضهم البعض، وكانا يضحكان ويقضيان وقتًا ممتعًا، سأكون رجلاً، وبرفرفة واحدة من الجناح كانت البومة تقف على الأرض حيث تحوّلت على الفور إلى شاب جيد.

لكن، بالطبع اختفى الريش ولم يكن الرجل يرتدي ملابس، وعندما حلّ الليل على الأرض بعد فترة وجيزة، وجلس الرجل وظهره على عصا الخشب التي كان يجلس عليها عندما كان بومة، ونام حتى الصباح، فاستيقظ ونور الشمس في عينيه، وعند قيامه شعر بصلابة وألم من هواء الليل البارد، فوجد بعضاً من نفس العشب الذي كان عليه في السابق، وقام بتجديله على شكل يشبه الوشاح الذي يحفظ قليلاً من البرد.

وعندما رأى حيوان الرنّة يرعى، شعر برغبة مفاجئة في قتله وأكل لحمه، وزحف قريباً على يديه وركبتيه، ثمّ قفز إلى الأمام وامسك به من قرنيه وكسر رقبته مرّة واحدة، ولفترة طويلة حاول التفكير في كيفية إزالة الجلد، ولاحظ أخيرًا وجود حجر بحافة حادة يمكنه من اختراق جلد الحيوان، ثمّ سرعان ما جرّد الحيوان بيديه، ومزق قطعة من اللحم حاول ابتلاعها لأنّه ابتلع الفئران عندما كان بومة، فوجد أنّه لا يستطيع القيام بذلك بسهولة.

لذلك مزّق أجزاء صغيرة وطحنها بأسنانه، لقد اكتشف بالفعل أنّه بضرب حجرين معًا أصبح دافئًا وشعر بالرضا عن يديه الباردة، لذا الآن قام بضربهم معًا حتى أتت شرارات أشعل بها بعض الأعشاب الجافة واشتعلت نارًا لطهي لحمه وتدفئة نفسه، وفي صباح اليوم التالي قتل حيوانين رنة آخرين ولفّ نفسه بجلودها من الرأس إلى القدم، ثمّ أكل لحمهما، وسرعان ما جفّت الجلود عليه وأصبحت مثل جزء من جسده.

ومع ازدياد برودة الليل، جمع كمية من الأخشاب الطافية من الشاطئ حيث بنى لنفسه كوخًا صغيراً، وجده مريحًا للغاية، وعندما كان يمشي فوق التلال ذات يوم حيث اقترب من حيوان أسود غريب يأكل التوت من الشجيرات، تسلل إليه وأمسكه من رجليه الخلفيتين، وبردة فعل غاضبة استدار الحيوان في وجهه، وأظهر أسنانه البيضاء القوية.

ولكنّ الرجل قام بأرجحته عالياً فوق رأسه وأسقطه على الأرض بقوة لدرجة أنّ الدب مات، وأثناء سلخه للدب، رأى أنّه يحتوي على الكثير من الدهون، وبعد أكله الكثير من لحمه، علّق جلد الدب ليضع ستارة على بابه لإبعاد الريح الباردة، وبهذه الطريقة عاش عدة أيام، لكنّه أصبح الآن إنسانًا، ويحتاج إلى مجتمع بشري، ولا زال يتذكر الشابين اللذين رآهما على الشاطئ عندما جلس كبومة على عمود على الشاطئ.

فقال: مرّ رجلان هنا ذات مرة، وقد أحببتهما، ربما يعيشون على مقربة من هنا، أود أن أرى شخصًا مثلي، سأذهب للبحث عنهم، فذهب بحثاً عنهما، كان يتجول على طول الساحل لمسافة ما، فوصل إلى زورقين جديدين رائعين عند سفح تل، وكان هناك رماح وخيوط وعوّامات وأدوات صيد أخرى، بعد فحصها بفضول، لاحظ مسارًا يؤدي إلى تل، اتّبع المسار وعلى قمة التل وجد منزلاً به مخزنان بالقرب منه والعديد من الحيتان البيضاء التي قُتلت مؤخرًا والعديد من الجماجم حوله.

وفي رغبته  لرؤية الناس في المنزل قبل أن يظهر نفسه، ذهب بخطوات صامتة في طريق المدخل وصعد إلى الباب، فرفع بحذر أحد أركان الستارة الجلدية المعلقة في المدخل، ونظر إلى الداخل، مقابل المدخل كان هناك شابًا جالسًا يعمل على بعض الأسهم، بينما كان قوس بجانبه، أسقط الستارة ووقف لبعض الوقت في شك حول كيفية المضي قدمًا، فكان يعتقد أنّه إذا دخل المنزل فقد يطلق النار عليه قبل أن يتاح له الوقت للإعلان عن حسن نيّته.

لكنّه في النهاية قال: إذا دخلت وقلت: جئت يا أخي، فلن يؤذيني، فرفع الستار بسرعة ودخل، استولى صاحب المنزل على القوس ووجه سهمًا على رأسه تمامًا فقال له: لقد جئت يا أخي، عند هذا سقط القوس والسهم وصرخ الشاب مسرورًا: هل أنت أخي؟ تعال واجلس بجانبي، وأظهر صاحب المنزل سعادته وسأل: هل أنت حقًا أخي؟ أنا سعيد جدًا برؤيتك، يا أخي.

لأننّي كنت أعتقد دائمًا أن لدي أخاً في مكان ما، على الرغم من أنني لم أجده مطلقًا، أين عشت؟ هل عرفت والدينا؟ كيف نشأت؟فأجاب: لا، لم أعرف من قبل والدينا، لم أكن قد ولدت ولم أكبر، وجدت نفسي فقط رجلاً يقف على شاطئ البحر، هناك بنيت لي منزلاً، لكننّي كنت وحيدًا، لذلك جئت لأجدك، لم يكن لديّ أي أبوين يمكنني تذكرهما.

كانت ذكرياتي المبكرة هي أنني وجدت نفسي وحدي في هذا المنزل حيث عشت منذ ذلك الحين، وأقتل الحيوانات من أجل الطعام، كنت وحدي والآن أنت يا أخي، ستعيش هنا أيضًا، ولن نفترق مرة أخرى


شارك المقالة: