قصة البومة ذات الرأس العظيم والعينين

اقرأ في هذا المقال


قصة البومة ذات الرأس العظيم والعينين ( Owl with the Great Head and Eyes) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها (S B. Gundy, Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الذئب.
  • الأرنب.
  • البومة.

قصة البومة ذات الرأس العظيم والعينين:

منذ زمن بعيد، عندما كان جلوسكاب حاكمًا للهنود في شرق كندا، وعندما كانت الحيوانات تعمل معه وتتحدث مثل الرجال، كان الذئب أحد أعداء الأرنب، وظاهريًا بدا أنّهم أصدقاء، لكنّ كل منهم كان خائفًا من الآخر، كان الأرنب مخلصًا جدًا لعمله كمرشد للغابات الذي أظهر للناس الطريق إلى الأماكن البعيدة.

لكنّه كان أيضًا محتالًا رائعًا، وكان مسرورًا بلعب المقالب على كل شخص قابله، كان يحب أكثر من أي شيء أن يضايق الذئب، وكان دائمًا قادرًا على خداعه، حدث أن عاش كل من الأرنب و الذئب معًا في أعماق الغابة الكندية، وعلى بعد مسافة منهم في منزل صغير، كانت تعيش امرأة أرملة فقيرة لديها ابنة واحدة فقط.

كانت فتاة جميلة جدًا، شعرها أسود وعيونها مثل الظلام تحت الماء، وقع كل من الأرنب والذئب في حبها، وسعى كل منهما بطريقته الخاصة لتكون زوجته، حاول الأرنب جاهداً أن يكسب حبها، وعندما يذهب إلى منزلها كان يرتدي معطفًا بنيًا ناعمًا، ويضع سوارًا حول رقبته وأجراسًا على قدميه، وغالبًا ما كان يعزف بلطف على الناي، على أمل أن يسحرها بموسيقاه.

ولكن بغض النظر عما فعله الأرنب،لم تهتم الفتاة بوجوده، وبدا أن الذئب العجوز كان محظوظاً أكثر، لأنّها كانت تحب شكله وقوته، وكان الأرنب المسكين يشعر بالم لذلك، وفي أحد الأيام الجميلة في فصل الربيع، جاء الأرنب على الفتاة وأمها تجمع الأزهار، ثمّ اقترب للاستماع إلى حديثهم.

سمع الأم تقول: لا أحب الأرنب الصغير، ولكنّ الذئب يسعدني جيدًا، يجب أن تتزوجي الذئب يقولون لي أنّه صياد عظيم، وإذا تزوجت منه فلن نرغب أبدًا في البحث عن الطعام، وعندما سمع الأرنب هذا كان حزينًا جدًا، لقد قرر أنّه لا ينبغي أن يتزوج الذئب بأي حال من الأحوال من ابنة الأرملة، وأنّه يجب عليه استخدام كل قوته لمنع ذلك.

وفي تلك الليلة ذهب وحده إلى منزل الفتاة، ثمّ تحدث باستهزاء عن الذئب قائلاً بعبوس: الذئب ليس صيادًا، لم يصطاد أبدًا أي شيء، لأنّه كسول وليس لديه عقل، ويجب أن أطعمه دائمًا لمنعه من الجوع، إنّه مجرد وحش ودائمًا ما أركب على ظهره عندما أذهب إلى بلد بعيد، لأنّه لا يصلح لأي شيء آخر

تساءلت والدة الفتاة كثيراً، وقد أذهلت كثيراً بهذا الخبر، لكنّها لم تكن متأكدة من أن الأرنب قال الحقيقة، لأنّها سمعت أنّه في بعض الأحيان كان يكذب، لذلك قالت: إذا ركبت الذئب إلى هنا سأصدقك، ولن يتزوج ابنتي، وسوف تتزوجها بنفسك، وعاد الأرنب إلى المنزل سعيدًا ومتأكدًا من نهاية سعيدة لخدعته.

في اليوم التالي التقى الأرنب عن قصد مع الذئب في الغابة، وقال له: دعنا نذهب معًا لرؤية ابنة الأرملة، وكان الذئب سعيدًا بالذهاب، وبعدما انطلقوا  بدأ الأرنب في البكاء، ثمّ استلقى على الأرض، وتدحرج وهو يأن ويفرك بطنه كما لو كان في ضيق شديد، وانتحب قائلاً: أعاني من ألم حاد في بطني، لا أستطيع المشي لمسافة أبعد.

ولا يمكنني الاستمرار إلّا إذا حملتني على ظهرك، وافق الذئب عن طيب خاطر، لأنّه أراد أن يرى الفتاة الجميلة، وتسلق الأرنب ضاحكًا على نفسه على ظهر الذئب، وركض الذئب دون أن يشعر بالحمل، ولم يبتعدوا كثيرًا عندما بكى الأرنب مرة أخرى وقال: لا أستطيع الركوب بدون سرج، لأنّ ظهرك العاري يؤلمني ويصيبني بالبثور.

واستعاروا سرجًا صغيرًا من حقل ووضعوه على ظهر الذئب، وسرعان ما قال الأرنب: هذا ممتع، دعنا نلعب بأنّك حصان وأنّني متسابق رائع، أود أن أضع لجامًا صغيرًا عليك وأحمل سوطًا، كان الذئب راغبًا في إرضاء الأرنب حتى ينسى ألمه، فوافق بكل سرور، وفعل كما طلب الأرنب، وذهبا معًا إلى منزل الفتاة، والذئب يهرول مثل حصان صغير، والأرنب يضحك على نفسه.

وعندما اقتربوا من المنزل، أحدث الأرنب ضوضاء كبيرة حتى تتمكن الأم وابنتها من النظر لمعرفة من أين جاء الصراخ، ونادى بصوت عال: قف، قف، وفتحت الفتاة ووالدتها الباب ونظرتا إليهما بدهشة، ثمّ بينما كنّ ينظرن، ضرب الأرنب الذئب ضربة لاذعة بسوطه، ووصفه بصوت عالٍ بأنّه وحش كسول، وقفز الذئب وسقط بسبب وخز السوط، لكنّه لم يقل شيئًا.

وعلى بعد مسافة، ربط الأرنب الذئب بشجرة قائلاً: ابق هنا وسوف أرسل الفتاة إليك، ثمّ ذهب إلى المنزل، وقال للمرأة: الآن ستصدقين أنّ الذئب وحش ثقيل، لأننّي ركبت على ظهره هنا، فصدّقته المرأة، وأخبرته أن يعطي الذئب بعض الذرة أو العشب، لكنّ الأرنب قال: إنّه لا يأكل الذرة أو العشب، إنّه يأكل اللحوم الطازجة فقط.

ثمّ أعطته بعض اللحوم الطازجة، وكان الذئب سعيدًا، واختفى غضبه ونسي ألم السوط، واعتقد أنّه من الممتع الحصول على وجبة جيدة بهذه السهولة، ووعدت المرأة أن تزوج الأرنب من ابنتها، وعندما حلّ الليل، عاد الأرنب إلى المنزل سعيدًا تاركًا الذئب لا يزال مقيدًا بالشجرة، وكان الظلام شديدًا لدرجة أنّ الذئب لم يره يغادر المنزل، ولفترة طويلة اعتقد أنّه لا يزال في الداخل، وانتظر طويلًا في ضوء النجوم.

أخيرًا، سئم الانتظار لأنّه كان واقفًا ساكنًا في هواء الليل البارد،  فقطع بأسنانه اللجام الذي ربطه بالشجرة، ثمّ ذهب إلى بيت المرأة، لكنّ المرأة لم تسمح له بالدخول، وأخبرته أن يذهب بعيدًا، ووصفته بأنّه وحش كسول، فعاد إلى المنزل في غضب شديد، لأنّه كان يعلم الآن أنّه قد تمّ خداعه، وأقسم أنّه سينتقم من الأرنب.

في اليوم التالي علم الأرنب من المرأة أنها رفضت الذئب من بابها، وعرف أنّ الذئب أدرك أنه قد تم خداعه، كان خائفًا إلى حد ما من انتقام  الذئب، واختبأ بين الأشجار لعدة أيام، ثمّ أخرجه الجوع وخرج للبحث عن الطعام. وفي إحدى الأمسيات دخل إلى حديقة بحثًا عن ملفوف، وكان مشغولًا بأكلها، وعندما تجسَّس عليه أصحاب الحديقة، فقالوا: هذا هو اللص الذي يسرق خضارنا.

سنقبض عليه ونعلمه درساً، وأمسكوا به وربطوه سريعًا بشجرة وذهبوا للحصول على ماء حار لصبه على ظهره ليعلمه ألّا يسرق الحديقة مرة أخرى، ولكن بينما كانوا بعيدين، جاء الذئب هو أيضًا كان جائعًا جدًا، لأنّه لم يأكل أي وجبة لعدة أيام، لكنّه كان سعيدًا عندما رأى الأرنب لأنّه سينتقم منه.

وعندما رآه الأرنب من بعيد، وقرر أن يجرب خدعة أخرى عليه، وصرخ إليه وقال: ساعدني، يا صديقي، طلب مني الناس هنا أن آكل خروفًا صغيرًا لطيفًا، وعندما رفضت فعل ذلك، ربطوني بهذه الشجرة، وذهبوا إلى احضار الخروف لي،كان الذئب جائعًا جدًا بحيث لم يكن حذرًا، ونسي كل حيل الأرنب.

وقال: سوف آكل الخروف الصغير، وفكّر في الوجبة اللطيفة التي سيحصل عليها، ثم قال الأرنب: فكّ قيدي وخذ مكاني، فالناس سيكونون هنا قريبًا مع الحمل، ففكه الذئب وقام  الأرنب بدوره بربطه سريعًا بالشجرة، وضحك على نفسه لأنّه تغلب مرة أخرى على الذئب الغبي، وهرب بسرعة واختبأ خلف الأشجار ليرى ما سيحدث.

وسرعان ما عاد الناس حاملين قدور الماء الحار، ورآهم الذئب قادمين، وكان في حالة معنوية عالية، لأنّه اعتقد أنّ الحمل الذي سيأكله كان في أحد الأواني، وفي ظل الشجرة العظيمة لم يتمكن الناس من الرؤية بوضوح شديد، واعتقدوا أنّ الذئب كان أرنبًا، فسكبوا الماء الحار على ظهره وركلوه وضربوه على رأسه بعصا كبيرة.

وقالوا: الآن، أيّها اللص، علمناك مدى خطورة سرقة الحدائق، فعوى الذئب من الألم، وسمعه الأرنب، واهتز ضحكًا بسبب نجاح خطته، ذهب الذئب بعيدًا بضجر بين الأشجار، وأقسم مرّة أخرى على قتل الأرنب بمجرد أن ينظر إليه، ولعدّة أيام بحث عن عدوه، وأخيرًا، ذات ليلة، جاء على الأرنب جالسًا في رقعة من نباتات التبغ الهندية يأكل ويمضغ أوراق التبغ.

وعندما رأى الأرنب عيون الذئب الغاضبة، خاف وركض بعيدًا إلى الغابة، كان القمر يضيء في الغابة، وطارده الذئب لفترة طويلة، جرب الأرنب كل حيله لإخفاء آثاره، لكن دون جدوى، ثمّ انزلق من خلال حفرة صغيرة إلى شجرة مجوفة حيث لم يستطع الذئب متابعته، فقال الذئب: سأقتله الآن، ولكن يجب أولاً أن أعود إلى المنزل للحصول على فأس لقطع الشجرة وقطع رأسه.

ثمّ نظر حوله بحثًا عن شخص ما ليراقب الشجرة أثناء رحيله حتى لا يتمكن الأرنب من الهروب، ورأى بومة جالسة بهدوء على فرع قريب، فنادى عليها وقال: انتبهي لهذه الحفرة حتى أعود، ولا تدعي الأرنب يفلت، لذلك نزلت البومة وجلست بجانب الحفرة ووعدت بالحراسة على السجين، وذهب الذئب بعيدًا للبحث عن فأسه.

لكنّ الأرنب بقي لديه خدعة أخرى، وبعد أن ذهب الذئب بعيدًا، نادى على البومة الجالسة بجوار الحفرة، وقال: يا بومة، تعالي وانظري يا لها من غرفة صغيرة لطيفة لدي هنا في الشجرة، أجابت البومة: الجو مظلم للغاية، لا أستطيع الرؤية، ثمّ قال الأرنب: افتحي عينيك على مصراعيها وضعي وجهك بالقرب من الحفرة، لأنّي لدي ضوء هنا ويمكنك أن تري بسهولة.

ففعلت البومة ما قيل لها، فتناول الأرنب جرعة كبيرة من عصير التبغ من أوراق التبغ الهندية التي كان يمضغها، وعندما وضعت وجهها بالقرب من الحفرة قام برش العصير في عيني البومة، فصرخت البومة بصوت عالٍ، لأنّ  العصير أعماها، وهرب الأرنب بعيدًا، ولم تعرف البومة أنّه ذهب.

وسرعان ما عاد الذئب حاملاً فأسه الحادة الكبيرة، وقال: الآن سأقتله أخيرًا،وخافت البومة أن تخبره عن عينيها، وفي الحال قطع الذئب الشجرة المجوفة، لكن لم يكن هناك أي أثر للأرنب، ثمّ اعتقد الذئب أنّ البومة خدعته، وساعدت الأرنب على الهروب، وفي غضبه ضربها على رأسها بمقبض الفأس حتى تورم رأس البومة المسكينة إلى حجم كبير.

وبكت البومة وعيناه كانتا تحدقان من رأسها المنتفخ بشكل أكبر من ذي قبل، ثمّ ذهب الذئب في طريقه، مصمّمًا على الابتعاد عن الأرنب، ومنذ ذلك الوقت تصرخ البومة في الليل، وعيناه لا تزالان كبيرتان وهما تحدقان بغباء، ولاتستطيع النظر إلى الضوء.

المصدر: https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_64.html#gsc.tab=0,Owl with the Great Head and Eyes,https://fairytalez.com/owl-great-head-eyes/,Owl with the Great Head and Eyes,https://www.oneidaindiannation.com/the-legend-of-why-the-owl-has-big-eyes/,Owl with the Great Head and Eyes,


شارك المقالة: