حكاية القمر المدفون أو (The Buried Moon) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف جوزيف جاكوبس، والتي نُشرت عام 1892، ونشرها أبناء جي بي بوتنام.
الشخصيات:
- القمر.
- مخلوقات المستنقع الشريرة.
- الرجل في المستنقع.
- الحكيمة.
حكاية القمر المدفون:
منذ زمن بعيد، كانت كالرلاند كلها مستنقعات، وبرك كبيرة من المياه السوداء، وقطرات زاحفة من المياه الخضراء، وقطرات إسفنجية تتدفق عندما تطأها، وكانت الجدة تقول كم من الوقت قبل وقتها مات القمر نفسه ودُفن في المستنقعات، وكانت تقول، أشرق القمر تمامًا وعندما أشرق، أضاءت برك المستنقعات بحيث يمكن للمرء أن يتجول بأمان كما هو الحال في النهار.
ولكن عندما لم يشرق، خرجت الأشياء التي سكنت في الظلمة وذهبت تسعى لفعل الشر والأذى، مثل المخلوقات الزاحفة، كلها ظهرت عندما لم يشرق القمر، وعندما سمع القمر عن هذا، وكونه لطيف وطيب، كان مضطرباً، ثمّ قال: سأرى بنفسي ماذا سأفعل، ربما لم يكن الأمر سيئًا للغاية كما يقول الناس، وانحرف في نهاية الشهر، ملفوفاً في عباءة سوداء، وغطاء أسود فوق شعره الأصفر اللامع.
ذهب مباشرة إلى حافة المستنقع ونظرت في حيث الماء هنا والماء هناك، وعقبات سوداء كبيرة كلها ملتوية ومثنية، وكان أمامه كان كل شيء مظلمًا، ولكن بسبب بريق النجوم في البرك، والضوء الذي جاء من قدميه البيضاء، استطاع أن يرى أمامه، قام القمر بسحب عباءته بشكل أسرع وارتجف وخطى بخفة مثل الريح في الصيف، وبمجرد اقترابه من بركة سوداء كبيرة، انزلقت قدمه.
وكان يتدحرج، فأمسك بكلتا يديه بالقرب من عقبة ليثبّت نفسه بها، لكن عندما تلمسها، التفت حول معصمه حيث وجد زوج من الأصفاد، ثبته حتى لا يستطيع الحركة، كان يشد ويلتف ويقاتل، لكن ذلك لم يكن جيدًا وكافياً، وقف ثمّ ارتجف في الظلام، متسائلاً عما إذا كانت المساعدة ستأتي ثمّ سمع شيئًا ينادي من بعيد، ويبكي حتّى امتلأت المنحدرات بصوت البكاء المثير للشفقة.
ثمّ سمع خطوات تتعثر على طول الطريق، تسحق في الوحل وتنزلق على الأعشاب، وخلال الظلام رأى وجهًا أبيض بعيون خائفة عظيمة، لقد كان رجلاً ضالاً في المستنقعات، منزعجًا من الخوف، كافح نحو الضوء الوامض الذي بدا وكأنه مساعدة وأمان، وعندما رأى القمر المسكين أنه كان يقترب من الحفرة العميقة أبعد من الطريق، كان غاضباً للغاية وآسف لدرجة أنه قاتل وسحبته أكثر من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من أنه لم يستطع أن ينفصل، حتّى سقط غطاء رأسه الأسود عن شعره الأصفر اللامع، والضوء الجميل الذي جاء منه أبعد الظلام، لكنّ الرجل بكى بفرح ليرى النور مرة أخرى، وفي الحال هربت كل الأشياء الشريرة عائدة إلى الزوايا المظلمة، لأنّها لا تستطيع أن تحتمل النور، وتمكن من رؤية مكانه، وأين كان المسار، وكيف يمكنه الخروج من المستنقع.
وكان في عجلة من أمره للابتعاد عن الأشياء التي سكنت هناك، لدرجة أنه نظر إلى الضوء الشجاع الذي جاء من الشعر الأصفر اللامع الجميل المتدفق فوق العباءة السوداء، والقمر نفسه كان منشغلاً بإنقاذه حتّى أنه نسي أنه كان بحاجة إلى المساعدة بنفسه، وأنه تم احتجازه بسرعة من قبل العقبة السوداء، وهكذا ذهب الرجل وهو يلهث، ويتعثر ويبكي من الفرح.
ويطير بحياته من المستنقعات الرهيبة، ثمّ جاء فوق القمر الذي كان يرغب في الذهاب معه، لذا شدّ وقاتل كما لو كان مجنوناً عند سفح العقبة، وبينما كان مستلقياً هناك يلهث أنفاسه، سقط الغطاء الأسود إلى الأمام فوق رأسها، فخرج النور المبارك وعاد الظلام، مع كل شروره، بصرير وعواء، وجاء كل الأشرور يتزاحمون حول القمر ويستهزئون به، ويختطفون ويضربون، ويصرخون بغضب وحقد.
ويلقون الشتائم والزمجرة، لأنهم عرفوا عدوهم القديم الذي دفعهم إلى الزوايا، ومنعهم من تنفيذ إرادتهم الشريرة، وصرخت أجساد الساحرات: لقد أفسدت تعويذاتنا هذا العام! وأنت أرسلتنا في الزوايا!وغرر الماء، وصرخت الساحرات: سوف نسممه، وبدأ عواء الأشياء مرة أخرى، سنخنقه، وهمست الزواحف في رعب، ومرة أخرى صرخوا جميعًا بحقد وسوء نية.
وانحنى القمر المسكين، وتمنّى لو مات وانتهى، فقاتلوا وتنازعوا ما يجب أن يفعلوه به، حتى بدأ ضوء رمادي باهت في الظهور في السماء، واقترب من بزوغ الفجر، وعندما رأوا ذلك، خافوا من ألا يكون لديهم وقت للعمل، وأمسكوا به بأصابع عظمية رهيبة، ووضعوه بعمق في الماء عند القاع، وجلبت الساحرات حجرًا كبيرًا ودحرجته فوقه، لمنعه من الارتفاع.
وطلبن من اثنين من الزواحف أن يتناوبوا على حراسة العقبة السوداء، ليروا أنه مستلقي بأمان، ولا يمكنه الخروج لإفساد حياتهم، وهناك وضع القمر المسكين ميتًا ومدفونًا في المستنقع ومرّت الأيام، وكان وقت قدوم القمر الجديد، ووضع القوم بنسات في جيوبهم وقش في قبعاتهم حتى يكونوا مستعدين له، وبحثوا عنه، لأن القمر كان صديقًا جيدًا إلى قوم الجبال.
وكانوا سعداء للغاية عندما ذهب الوقت المظلم، وعادت الطرق آمنة، وعادت الأشياء الشريرة إلى الظلمة وأحواض المياه من قبل النور المبارك، لكن مرت الأيام والأيام، ولم يأتِ القمر الجديد أبدًا، وكانت الليالي مظلمة، وكانت الأشياء الشريرة أسوأ من أي وقت مضى، واستمرت الأيام ولم يأتِ القمر الجديد، كان الفقراء خائفون، وذهب الكثير منهم إلى المرأة الحكيمة التي سكنت في الطاحونة.
وسألوا إذا كان يمكنها معرفة أين ذهب القمر، فقالت بعد أن نظرت في إبريق القهوة، وفي المرآة، وفي الكتاب: لقد كان ذلك غريبًا، لكن لا يمكنني أن أقول لكم ما حدث له، وذهبوا دون إجابة، وبمرور الأيام ولم يأتِ قمر قط، كانت ألسنتهم تهتز في البيت وفي الدار وفي الثقب، ولكن جاء في أحد الأيام بينما كانوا يجلسون في النزل رجل من أقصى أراضي المستنقعات يدخن، و عندما جلس صفع ركبته.
وأخبرهم كيف ضاع في المستنقعات، وكيف أنه عندما اقترب منه الموت، أشرق الضوء، ووجد الطريق وعاد إلى المنزل بأمان، لذا ذهبوا جميعًا إلى الحكيمة، وأخبروها عن ذلك، ونظرت طويلًا في الكتاب مرة أخرى، ثم أومأت برأسها، وقالت: ولا أستطيع أن أرى حقًا، لكن افعلوا ما أخبركم به، وستجدونه، اذهبوا جميعًا، قبل حلول الليل، ضعوا حجرًا في فمكم.
وخذوا حبة بندق بين يديكم، ثمّ امشوا ولا تخافوا، بعيدًا في وسط المستنقع حتى تجدوا نعشًا، وشمعة وستجدونه، وهكذا جاءت الليلة التالية في الظلام، وخرجوا جميعًا معًا، كل رجل بحجر في فمه، فتعثروا وأخطأوا في الممرات في وسط المستنقعات، ولم يروا شيئًا، على الرغم من أنهم سمعوا التنهدات في آذانهم، وشعروا ببرودة الأصابع الرطبة تلمسهم.
وعندما بحثوا عن التابوت والشمعة، واقتربوا من البركة المجاورة للعقبة الكبيرة حيث دفن القمر، وفي الحال توقفوا جميعًا، وهم يرتجفون، وكان هناك الحجر العظيم مثل تابوت كبير، وعلى رأسه كان هناك عقبة سوداء، وعليه وميض ضوء خفيف مثل شمعة محتضرة. وركعوا جميعًا في الوحل، لكن دون التحدث علانية، لأنهم عرفوا أن الأشياء الشريرة ستمسك بهم.
ثمّ ذهبوا أقرب، وأمسكوا بالحجر الكبير ودفعوه لأعلى، وبعد ذلك رأوا لمدة دقيقة واحدة وجهًا غريبًا وجميلًا ينظر إليهم من الماء الأسود وكأنه سعيد، لكنّ الضوء جاء ساطعًا، وفي الدقيقة التالية، عندما تمكنوا من الرؤية مرة أخرى، كان هناك البدر في السماء، مشرقًا وجميلًا ولطيفًا كما كان دائمًا، وتبتسم لهم، وجعل المستنقعات والمسارات واضحة مثل النهار.