رواية دومبي وابنه - Dombey and Son

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر رواية دومبي وابنه من الروايات التي كانت تتميز بطابع جزء كل شهر، حيث تم تقسيم الرواية إلى العديد من الأجزاء الشهرية والتي استمرت ما بين الفترة الواقعة من شهر أكتوبر عام 1846م، حتى شهر إبريل من عام 1848م، وكانت قد كتبت بيد الأديب والمؤلف الكبير تشارلز ديكنز، وقد تم البدء في كتابتها في مدينة لوزان التي تقع في دولة سويسرا، ومن ثم ذهب الكاتب إلى إنجلترا لتكملة باقي الرواية، وقد كان يُطلق على الرواية اسم آخر وهو (التعامل مع شركة دومني وابنه لتجارة الجملة والتجزئة والتصدير.

رواية دومبي وابنه

كانت في البداية تدور أحداث الرواية حول بول دومبي، وهو أحد الأشخاص الذين يملكون أحد شركات الشحن، والتي تحمل الاسم ذاته الذي يحمله الكتاب، فقد كان على الدوام تسيطر عليه الأفكار والهواجس بأنه يريد ابن يحمل اسمه ويستمر في مسيرة والده بعد وفاته، حيث قام الكاتب ببدء قصة الرواية عند ولادة ذلك الابن وموت والدته بعد مرور فترة قصيره على ولادته.

قامت أخت دومبي والتي تدعى لويزا تشيك بتقديم نصيحة له بأن يقوم بتعيين ممرضة مرضِعة لابنه، وبالفعل قام السيد دومبي على الفور باستدعاء سيدة تسمى ريتشارد ووظفتها من أجل رعاية ابنه وتقديم الاهتمام الكامل له، بينما دومبي كان في الواقع لدية طفلة كذلك تسمى فلورنس، فقد كانت في السادسة من عمرها، لكنه لم يكن يولي إليها أي اهتمام.

إذ كان يهملها على الدوام، حيث كان يعتبرها أنها فتاة لا تستطيع القيام بالأعمال التي يقوم بها الابن الذي كان يتمنى لحظة ولادته، وفي يوم من الأيام تذهب المرضعة ريتشاردز مع الفتاة فلورنس والخادمة التي تعمل في المنزل والتي تدعى سوزان نيبر إلى بيت ريتشاردز والذي يقع في حدائق ستاجز؛ وذلك من أجل أن تتمكن إلقاء نظره على أطفالها والاطمئنان عليهم.

وفي أثناء تلك الزيارة ابتعدت الفناة فلورنس عن السيدة ريتشارد والخادمة سوزان، حيث تم اختطافها من قِبل سيدة تدعى براون لفترة قليلة، ثم بعد ذلك تقوم السيدة براون بوضعها في الشارع العام، بقيت فلورنس تدور في الشوارع حتى وصلت إلى مكتب والدها الذي يكون في المدينة، وعند العثور عليها، قام على الفور السيد والتر جاي وهو أحد الموظفين في شركة والدها بإعادتها إلى البيت، لكنه كان قد قام بتعريفها على عمه والذي يدعى سولومون جيلز قبل عودتها، وهو من كان يقوم بصناعة الأدوات التي تستخدم في الملاحة.

كان الابن الذي ولد لدومبي والذي قام بتسميته على اسم والده ليس كباقي الأطفال، إذ كان جسمه نحيل هزيل دائم المرض، كما أنه كان لا يمتلك القدرة في التعامل مع الآخرين والانسجام معهم بالطريقة الطبيعية والسوية، ولذلك كان الأشخاص من حوله يطلقون عليه اسم (قديم الطراز)، كما كان الابن متعلق بدرجة لا توصف بأخته فلورنس، التي قام أبيها بالهمال بها عن قصد، فهي لا تمثل له أي أهمية.

وفي أحد الأيام قرر السيد دومبي أن يقوم بإرسال ابنه بول إلى مدينة برايتون؛ من أجل أن يتم تقديم الاهتمام بصحة ابنه، نظراً لأن تلك المدينة يوجد فيها بحر تمتلئ شواطئه بالمواد الغنية والمفيدة للجسم، وعند مشاهدة السيد دومبي مدى التحسن الذي حصل على جسم ابنه، قرر أن يبقي ابنه في تلك المدينة وأن يستكمل تعليمه فيها كذلك، حينها اتخذ منزل له ولأخته والسيدة التي تدعى بيبشين.

التحق بعدها بول بمدرسة تعليمية تعود لسيدة وطبيبة تدعى بليمبر، فقد تلقى والعديد من الطلاب معه دروس تعليمية بشكل مكثف، كما أن ذلك الأمر كان شاق ومتعب بالنسبة لهم، فقد كان يشرف عليهم سيد يدعى فيدر، يبدأ بول شيئاً فشيئاً التأقلم مع المكان والطلاب وإقامة العلاقات معهم، لكن من أكثر الأشخاص الذي تعلق به بول، هو طالب يدعى توتس، فقد كان من الطلاب الذين يتصفون بالبساطة والطيبة.

تبدأ الحالة الصحية لبول بالتدهور المستمر، فتضف الصحة في جسمه كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه، مما يؤدي في النهاية إلى موته، فلم يستطيع الاستمرار أكثر في المرض، وقد كان قد حدث ذلك حينما كان في السادسة من عمره، وقد كان ذلك الأمر صدمة كبيرة بالنسبة للسيد دومبي، لكن هذا لم يجعله يتقرب من ابنته، على العكس فقد دفع بها بعيدًا عنه، وقد حاولت بكل الطرق والوسائل أن تكسب حب والدها ووده، لكن دون فائدة.

ومع مرور الأيام تم طرد والتر من منصبه، حيث أخذ يعمل كمحاسب في مكان صغير في مدينة باربادوس، حيث حصل ذلك جراء تلاعب قام به المدير المكلف سراً من قِبل السيد دومبي، وهو ما كان يدعى جيمس كاركير، والملقب من قِبل الموظفين في الشركة (صاحب الأسنان البيضاء)، فقد كان يرى هذا المدير أن والتر منافس خطير وقوي له في العمل، فقد خاف أن يقوم بالاستحواذ على ممتلكات السيد دومبي؛ وذلك لأنه أصبح مرتبط مع ابنة دومبي فلورنس.

وفي أحد الأيام تحدث الناس حول غرق والتر في قاربه، هنا سرعان ما قام عمه بترك كل ما في يده والذهاب للبحث عنه، وأشار إلى أحد أصدقائه المعروف بالكابتن إدوارد كاتل في أن يتولى موقع المسؤولية عن السفينة الحربية لحين عودته، وفي تلك الأثناء بقيت فلورنس لوحدها مع كمية بسيطة من أصدقائها تصارع من أجل المحافظة على ممتلكات والدها.

سافر دومبي إلى مدينة ليمينغتون سبا مع أحد الأصدقاء الذي تعرف عليهم من جديد والذي يدعى الرائد جوزيف بي باغستوك، حينها كان الرائد يستغل صداقته من أجل إغاضة حبيبته الآنسة توكس، إذ أراد أن يوضح لها أنه لا يفكر فيها على الإطلاق وتمكن من نسيانها، فهي كانت قد بدأت تعامله ببرودة من أجل آمالها في الارتباط بالسيد دومبي والزواج منه، لكن الرائد قام بتعريف دومبي على إحدى السيدات المشهورة في المجتمع، والتي تدعى سكوتون.

كما كان لديها ابنة أرملة وهي السيدة إديث غرانغر، هنا شعر السيد دومبي، الذي طالما حاول البحث عن امرأة يتزوج منها بعد موت بول، أنّ السيدة إديث هي تلك الامرأة التي تناسب، وذلك لأنها تمتلك مواصفات وميزات تختلف بها عن بقية الفتيات، فهي من عائلة مرموقة ولديها المؤهلات العلمية العالية المستوى، وما زاد من رغبته هو تشجيع الرائد له بالإضافة إلى رغبة والدتها في ذلك الزواج، لكن من الأمور التي كانت واضحة بشكل كبير عليه أنه لم يكن في داخله أي من المشاعر والأحاسيس اتجاهها.


شارك المقالة: