رابونزيل ، رابونزيل ، اترك شعرك! “نُشر في الأصل في مجموعة القصص الخيالية للأخوان جريم ” Kinder- und Hausmärchen “، وتُرجمت إلى حكايات الأطفال في عام 1812، وقد تم تكييف Rapunzel على نطاق واسع على مدى أجيال لا حصر لها في الكتب والأفلام والموسيقى.
الشخصيات:
- رابونزيل.
- الأمير.
- الساحرة.
قصة ريابونزيل والساحرة الشريرة:
تدرو أحداث القصة حول زوجين كانا يرغبان في الحصول على طفل دون جدوى وكانت المرأة دائماً ما تأمل أن يرزقها أوأن يمنحها رغبتها في الحصول على طفل، كان لهؤلاء الناس نافذة صغيرة في الجزء الخلفي من منزلهم يمكن من خلالها رؤية حديقة رائعة مليئة بأجمل الزهور والأعشاب ولكنّ تلك الحديقة كانت محاطةً بسور عالٍ، ولم يجرؤ أحد على الدخول إليه لأنها لملكة ساحرة، لديها قوة كبيرة ويخشى منها جميع من حولها.
ذات يوم كانت المرأة تقف بجانب هذه النافذة وتنظر إلى الحديقة، عندها رأت داخل الحديقة مساحة كبيرة مزروعةً بأجمل نبات الرابونزيل وبدا منظره منعشًا وأخضراً لدرجة أنها تمنت لو كان بإستطاعتها تناول بعض منه حيث ازدادت هذه الرغبة كل يوم، ولأنها كانت تعلم أنها لا تستطيع الحصول على أي منها، فقد شعرت بالحزن الشديد وبدت شاحبة وبائسة، وعندما لاحظ زوجها ذلك الحزن سألها: ما بالك يا زوجتي العزيزة؟ فأجابت: إذا لم أتمكن من الحصول على بعض الرابونزيل الموجودة في الحديقة خلف منزلنا، فسوف أموت.
فكر الرجل الذي كان يحب زوجته بشدة بضرورة الإسراع في إحضار الريبانزل لزوجته خوفاً من أن تموت، ففكر بالذهاب بنفسه لإحضارها مهما كلفه الأمر، وفي المساء صعد على الحائط إلى حديقة الساحرة، وأمسك على عجل بحفنة من الرابونزيل، وأخذها إلى زوجته التي صنعت لنفسها في الحال سلطة منه وأكلتها بشهية كبيره. أحبت الزوجة طعمه كثيراً ذلك كثيرًا لدرجة أنها اشتاقت إليه في اليوم التالي أكثر من ذي قبل فقرر الزوج أنّه يجب عليه النزول مرة أخرى إلى الحديقة وصعد في ذلك المساء، ولكن هذه المرة عندما صعد إلى الحائط كان خائفًا للغاية لأنه رأى الساحرة واقفة أمامه.
قالت الساحرة بنظرة غاضبة: كيف تجرؤ على النزول إلى حديقتي وتسرق منها مثل اللصوص؟ ستعاني من أجل ذلك! أجاب: أرجو منكِ الرحمة، أنا فقط قررت أن أفعل ذلك بدافع الضرورة لقد رأت زوجتي حديقتك من النافذة، وشعرت بشوق لهذا الرابونزيل لدرجة أنها ستموت إذا لم يكن لديها بعضاً منه، بعدما سمعت الساحرة كلامه خفّت حدة غضبها وقالت له: إذا كان الأمر كما قلته، فسأسمح لك بأخذ ما تريده، فقط أضع شرطًا واحدًا، يجب أن تعطيني الطفل الذي ستحضره زوجتك إلى العالم، وسأعامله معاملة حسنة، وسأعتني به كأم. فوافق الرجل من شدة رعبه من الساحرة.
وبعد فترة من الزمن حملت المرأة وكانت سعيدة جداً بهذا الطفل الذي ستنجبه ولكنّها كانت خائفه من الساحرة التي أرادت أن تأخذ طفلها بدلاً من الطعام التي كانت تمنحها إياه يومياً ومرت الأيام وجاء موعد ولادة الطفل وكانت أنثى. وبعد ولادتها بدقائق حضرت الساحرة إلى فراش المرأة على الفور، وأعطت الطفلة اسم رابونزيل، وأخذتها معها وسط ذهول وحزن والديها الذين لم يستطيعا مقاومة قوة الساحرة.
كبرت رابونزيل لتصبح أجمل طفلةعلى وجه الأرض وعندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، أغلقت الساحرة عليها في برج يقع في غابة، ولم يكن به سلالم ولا أبواب، ولكن في الجزء العلوي كانت هناك نافذة صغيرة وعندما كانت تريد الساحرة الدخول، وقفت تحت النافذة وصرخت: رابونزيل، رابونزيل، اسدلي شعرك لي، حيث كان لدى رابونزيل شعر طويل رائع، ناعم كالذهب المغزول وعندما كانت تسمع صوت الساحرة كانت تقوم بفك خصلات شعرها المضفرة، ولفها حول النافذة أعلاه، ثم يسقط الشعرعشرين غرزة وتقوم الساحرة بالصعود متمسكة به.
وكانت تمضي الأيام ورابونزيل حبيسة هذه القلعة ولا يُسمح لها إلا بالنظر من النافذة فقط وبعد عام أو عامين، كان ابن الملك يسيرعبر الغابة ومر بجانب القلعة التي تسكنها، ثم سمع أغنية كانت بصوت ساحر لدرجة أنه وقف واستمع لها حيث كانت هذه رابونزيل، التي كانت تقضي وقت عزلتها في الغناء بصوتها الجميل الذي كان يتردد في الغابة، أراد ابن الملك الصعود إلى مصدر الصوت فبحث عن باب البرج، لكنّه لم يعثرعلى أي باب فعاد إلى المنزل، لكن الغناء أثر في قلبه بشدة لدرجة أنه كان يخرج كل يوم إلى الغابة ويستمع إليها.
وذات مرة عندما كان يقف وراء شجرة، رأى الساحرة وقد أتت إلى هناك، وسمع كيف صرخت: رابونزيل، رابونزيل
أسدلي شعرك، ثم أنزلت رابونزيل ضفائر شعرها، وصعدت إليها الساحرة. قال الأمير في نفسه: إذا كان هذا هو السلم الذي يصعد به المرء، فسأحاول دفع ثروتي لصعوده مرة واحدة، وفي اليوم التالي عندما حلّ الظلام، ذهب إلى البرج وصرخ: رابونزيل، رابونزيل أسدلي شعرك وعلى الفور سقط الشعر دون أن تراه وصعد ابن الملك.
في البداية، كانت رابونزيل خائفة بشكل رهيب عندما جاء إليها رجل إلى داخل القلعة فهي غير معتادة على رؤية أحد غير والدتها في الداخل لكن ابن الملك بدأ في التحدث معها تمامًا مثل صديق، وأخبرها أن قلبه كان منشغلاً لدرجة أنه لم يكن مرتاحاً أبداً منذ سماعه صوتها وقد أصّرعلى رؤيتها، ثمّ فقدت رابونزيل خوفها، وعندها سألها عما إذا كانت ترضى بالزواج منه، وعندما رأت أنه شاب وسيم، فكرت: سيحبني أكثر من سيدة غوثيل العجوز: فقالت له نعم.
قالت: سأذهب معك طوعاً، لكني لا أعرف كيف أنزل لذلك أحضر معك خصلة من الحرير في كل مرة تأتي فيها، وسأنسج فيها سلمًا وعندما يكون ذلك جاهزًا أنزل فتأخذني على فرسك، واتفقا على أن يأتي إليها كل مساء حتى ذلك الحين، لأن المرأة العجوز تأتي نهارا وتغادر ليلاً، لم تلاحظ الساحرة أي شيء في البداية، إلى أن قالت لها رابونزيل ذات مرة: أخبريني يا سيدة جوثيل، هل تقبلين لو تزوجت وغادرت القلعة مع أمير شاب، أنّه يأتي كل يوم لرؤيتي. عندها صرخت الساحرة:أنت أيتها الطفلة الشريرة، ما الذي أسمعك تقولينه؟ ظننت أنني فصلتك عن كل العالم ومع ذلك فقد خدعتني.
وفي قمة غضبها، أمسكت الساحرة بخصلات رابونزيل الجميلة ولفتها مرتين حول يدها اليسرى وأمسكت بمقص من اليمين وقصت شعرها، ووضعت الضفائر الجميلة على الأرض وكانت قاسية لدرجة أنها أخذت رابونزيل المسكينة إلى الصحراء حيث ووضعتها لتعيش في حزن وبؤس شديدين، وفي نفس اليوم الذي أخرجت فيه رابونزيل، قامت الساحرة في المساء بتثبيت ضفائر الشعر التي قطعتها على خطاف النافذة، وعندما جاء ابن الملك وصرخ: رابونزيل، رابونزيل، أسدلي شعرك، ولكنّها تركت الشعر وذهبت.
صعد ابن الملك مسرعاً ولكنّه لم يجد رابونزيل في الأعلى بل وجد الساحرة، التي كانت تحدق إليه بنظرات شريرة وسامّة وصرخت ساخرةً: آها! الطائر الجميل لم يعد يغني في العش، لقد حصل عليه القط، وسوف يخدش عينيك أيضًا فرابونزيل ضاعت أمامك ولن تراها أبدًا بعد الآن. جلس ابن الملك أمامها من الألم، وفي لحظة يأس قفز من البرج ونجا بحياته ولكن الأشواك التي سقط فيها اخترقت عينيه ثم تجول أعمى حول الغابة، ولم يأكل سوى الجذور والتوت ولم يفعل شيئًا سوى الرثاء والبكاء على فقدان حبيبته الغالية.
وهكذا بقي الأمير متجولاً في بؤس لعدة سنوات، وأثناء تجواله الطويل تقدم يوماً ما إلى الصحراء مكان رابونزيل، حيث كانت تعيش في بؤس، سمع صوتًا بدا مألوفًا له فتوجه نحوه، وعندما اقترب، عرفه إنّه صوت رابونزيل التي اقتربت تعانقه وهي تبكي حتى أنّ دموعها سقطت على وجهه وعينيه عندها أصبح قادراً أن يرى بهما كما كان من قبل ثمّ قادها إلى مملكته حيث تم استقباله بفرح وتزوجها الأمير، وعاشوا بعد ذلك سعداء وراضين.