رواية آن في المرتفعات الخضراء - Anne of Green Gables Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد الكاتبة والمؤلفة لوسي مود مونتغمري وهي من مواليد دولة كندا، لكنها أمضت حياتها بأكملها في بريطانيا، وهي من أهم وأبرز الروائيات اللواتي ظهرن في القرن التاسع عشر، وقد كانت من الرائدات في كتابة الروايات والقصص القصيرة، حيث أن صدر عنها مجموعة من الأعمال الأدبية التي تمت ترجمتها إلى الأفلام السنيمائية العالمية، كما تم ترجمت الغالبية العظمى منها إلى مختلف اللغات العالمية، ومن أكثر الروايات التي حصدت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي أن في المرتفعات الخضراء، وقد تم العمل على إصدار الرواية في سنة 1908م.

نبذة عن الرواية

اعتبر الأدباء الرواية على أنها تصنف تحت مسمى روايات الأطفال الكلاسيكية، وهي من أبدع الروايات التي كتابتها حول فترة أواخر القرن التاسع عشر، تم السرد من خلالها مغامرات تعيشها إحدى الطفلات اليتيمات، والتي أمضت مرحلة طفولتها في دور الأيام، كان قد حدث خربطة في المعلومات وتم إرسالها إلى شقيقتين في عمر الخمسينات والستينات، حيث أنهن بالفعل كانتا قد قدمتا طلب لتبني طفل، ولكن على أن يكون ذلك الطفل ذكر وليس أنثى؛ وذلك من أجل المساعدة في أعمال المزرعة، وتناولت الرواية الحديث عن الحياة والمغامرات التي عاشتها تلك الطفلة اليتيمة، وقد تم اعتماد الكتاب الذي نشرت به الرواية للتدريس في مختلف المدارس الأوروبية.

رواية آن في المرتفعات الخضراء

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الفتيات اليتيمات التي تقيم في إحدى المدن، وتلك المدينة تعرف باسم بلدة بولينغبروك من مدينة نوفا وهي تحمل اسم مستعار من نسج خيال الكاتب، وتلك الفتاة تدعى آن شيرلي، حيث أنها في ذلك الوقت كانت ما زالت في مرحلة الطفولة، وفي أحد الأيام يتم إرسالها من أجل الإقامة مع سيدتين يدعيان ماريلا وماثيو كتبيرت، وهن أختين كبيرتان في السن في مرحلة الشيخوخة، وتتراوح أعمارهن ما بين الخمسينيات والستينيات.

وقد كان ذلك بعد فترة قضتها آن في دور الأيتام وبيوت الناس الغرباء، حيث أن كل من ماريلا وماثيو قد عزمتا في تلك الفترة على تبني طفل من دور الأيتام؛ وذلك من أجل تقديم المساعدة والعون لهما في أعمال المزرعة التابعة لهن والتي تقع في المرتفعات الخضراء، إذ أن تلك المرتفعات تقع في بلدة تعرف باسم أفونلي، وقد كانت كذلك خيالية من نسج المؤلف، وبسبب خربطة وسوء تفاهم كان قد حدث بين الأختين ودار الأيتام يتم  إرسال الطفلة آن بدلاً عن الصبي.

وفي ذلك الوقت كان آن تتميز بأنها تمتلك خيال واسع وطاقة كبيرة في نشر الفرح والسرور في أي مكان تقيم به، كما كانت تتمتع بشخصية فكاهية ومرحة، وقد كانت على الدوام تدافع بها عن مظهرها الخارجي، حيث أنها كانت تمتلك شعر ذو لون أحمر ووجهها مليء بالنمش ولونه شاحب وجسدها نحيل للغاية، وقد كانت تكره كل تلك الصفات، لكنها تصرح أنه وعلى الرغم من كل تلك الصفات فيها، إلا أنها تمتلك أنف جميل وتحب أنفها كثيراً.

كما كانت تلك الصغيرة شخصية ثرثارة للغاية، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالحديث عن خيالاتها ووصف أحلامها التي تطمح إلى تحقيقها، في البداية تصرح ماريلا من خلال لهجة متجهمة وصارمة برغبها في أن تقوم  بإعادة آن إلى دار الأيتام، لكن بعد قضاء بعض الوقت في مراقبة تحركات وتصرفات آن والتمحيص في طريقة تفكيرها، بالإضافة إلى تشجيع ماثيو بأسلوبها العطوف والهادئ، تقرر ماريلا أن تحتفظ بآن في بيتها وتتركها لتعيش معهم.

ويوماً بعد يوم سرعان ما تتأقلم وتعتاد آن على الحياة في ذلك البيت، كما كانت مستمتعة بحياتها كثيرًا، وفي أحد الأيام تزدهر في قرية المزارعين متلاحمة النسيج، وتلك الأجواء سرعان ما سيطرت على تفكير وخيال آن، حيث كثيراً ما تركز في حديثها عن جمال الطبيعة في تلك المرتفعات.

وقد أراد المؤلف أن يسرد من خلال هذا الجزء من الرواية كافة المصاعب التي واجهتها آن، بالإضافة إلى المباهج  التي حصلت معها أثناء استقرارها في تلك المرتفعات، فقد كان ذلك أول وطن حقيقي تعرفه على وجه الإطلاق، ومن هنا يتم انضمام آن إلى أحد المدارس  المحلية، ومن هنا سرعان ما تتفوق في دراستها، وتقيم علاقة صداقة مع فتاة تدعى ديانا، وقد كانت تلك الفتاة تعيش في الجوار من إحدى صديقاتها المفضلات الأخريات، كانت لدى آن مطامح وتطلعات أدبية كثيرة.

ويوماً عن يوم تأخذ تلك المطامح والأهداف بالنمو أكثر فأكثر؛ وعلى الرغم من علاقتها الطيبة من الغالبية العظمى من الطالبات إلا أن هناك طالب يدعى غيل برت، وقد كان على الدوام ينعت آن بالسخرية من شعرها الأحمر، وهذا كان من الأمور التي تتضايق منها الطفلة من الأصل، وهذا ما يجعلها تشعر بالغضب منه، وعلى الرغم من كان قد قدم اعتذاره مرات كثيرة، ولكنها بقيت مع مرور الوقت وبالرغم من تصريحها بأنها ما عادت تكرهه، إلى أن كبرياؤها وعنادها يمنعاها من الحديث معه.

ومن جهة أخرى يتطرق الكاتب إلى المغامرات التي تعيشها آن في قرية أفونلي، حيث أنها في تلك القرية كانت تعيش حياة رائعة وبسيطة وتقضي أوقاتها في اللعب مع صديقاتها بكل هدوء ورصانة، وبين الحين والآخر كانت آن تقوم ببعض الأمور التي تثير بها الفكاهة بينها وبين صديقاتها مثل قيامها بصبغة شعرها باللون الأخضر، حيث أنها كانت تنوي صبغة باللون الأسود، لكن حدثت خربطة بالألوان،

ومع مرور الوقت أصبحت آن في السادسة عشرة من عمرها، وهنا بدأت الدخول في إحدى الأكاديميات التي تعرف باسم أكاديمية الملكة؛ وذلك من أجل الحصول على رخصة والتمكن من التعليم في المدارس، وبعد مرور سنة من تلقي الدورات التعليمية في الأكاديمية، تتمكن من الحصول على رخصة، فمن المعتاد أن يتم الحصول على الرخصة خلال عامين متتاليين، لكن آن بسبب الذكاء التي تتمتع به حصلت عليها خلال عام واحد فقط،  وعلى أثر ذلك فازت بإحدى المنح في الأكاديمية والتي تمنح فقط للطلاب المتفوقين في اللغة الإنجليزية، وتلك المنحة مكنتها من متابعة دراستها من أجل الوصول إلى شهادة بكالوريوس من جامعة ريدموند تقع على البر الرئيسي لمدينة نوفا.

وفي النهاية تقع كارثة مأساوية حين تتوفى ماثيو جراء إصابتها في أزمة قلبية، وقد أصيبت بتلك النوبة بسبب فقدانها أموالها وأموال شقيقتها في أحد المصارف، وبدافع الوفاء والإخلاص إلى ماريلا والمرتفعات الخضراء، تتخلى آن عن المنحة الدراسية التي حصلت عليها؛ وذلك حتى تبقى في البيت وتقدم المساعدة إلى ماريلا، حيث أنها يوماً عن يوم كانت بصرها يعود للخلف، وهنا تقرر آن التدريس في أقرب المدارس المحلية، والعودة إلى المرتفعات الخضراء في عطلة نهاية الأسبوع، وتبقى آن ترسم أحلامها وتطلعاتها.


شارك المقالة: