رواية دع الدريقة تطير - Keep the Aspidistra Flying Novel

اقرأ في هذا المقال


من الروايات التي تناولت الحديث حول المجتمع، ووجهت الكثير من الانتقادات للحياة المجتمعية والطبقية فيها هي رواية دع الدريقة تطير، وقد كانت تدور أحداث الرواية  في فترة الثلاثينات من القرن العشرين في مدينة لندن، وتعود كتابتها إلى المؤلف والأدب جورج أورويل، وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، كما تم العمل على إصدار الرواية لأول مرة في سنة 1936م.

رواية دع الدريقة تطير

في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية في اللحظة التي عزم فيها جوردون كومستوك على الحرب ضد ما يراه من وجهة نظرة اعتماد متكامل على المال، وقد برهن على ذلك بترك وظيفة مميزة فقد كان يعمل مؤلف إعلانات في إحدى شركات الإعلانات تعرف باسم (نيو ألبيون)، فقد كانت يمتلك في هذا المجال مهارة جيدة، فكان يتقاضى أجر بسيط بدل من ذلك، فهو يريد ذلك من أجل أن يستطيع التفرغ كتابة الشعر، كان جوردون من أسرة محافظة والمالكة، لكن كل الأموال الموروثة كانت قد تبددت مع الوقت، وهذا ما جعله يستاء من البحث عن عمل حتى يؤمن لقمة العيش.

ومع مرور الوقت أصبح الحرب والشعر لا يسيران مع متطلبات الحياة، فقد كان يفرض على نفسه ويمنعها من الثراء، وهذا ما أثر بشكل كبير على جوردون، إذ بات شخص عصبي وتافهة وسخيف، فقد كان جوردون بدون أي كماليات مجرد غرفة نوم فقط متواجدة في لندن، فقد كان لا يحصل سوى قليل من المال من خلال عمله في إحدى المكتبات الصغيرة التي تعود ملكيتها لشخص يدعى سكوت ماكيكني، فقد كان يعمل بشكل غير ثابت في ماغنوم أوبس كما قرر إطلاق عنوان عليه (متع لندن)، حيث يصف في مضمونه يوم في مدينة لندن.

وفي الوقت ذاته فإنه كان لا يمتلك سوى مجلد صغير من الشعر يحمل اسم الفئران، وقد كان يمتلئ بالغبار على الرف نظراً لبقائه دون أن يلمسه أو يتعرف عليه أحد، فقد كان في ذلك الوقت في حيرة من أمره فمن جهة إذ راضي بحياته فلا يسعى إلى طموح اتجاه المال، وبالتالي ليس له حاجة في البحث عن وظيفة أخرى، ومن جهة أخرى يحتقر الحياة من حوله، فقد كانت الظروف المعيشية لا يوجد فيها أي سبيل من سبل الراحة، كما أن وظيفته تشعره بالملل.

وفي مرحلة من المراحل كان كومستوك مهووس بما يشاهده من تفشي للمال فقد كان يطلق عليه مصطلح (إله المال) فالمال فيه نظره هو من يتحكم في العلاقات التي تدور بين الناس في المجتمع، كما أنه يمتلك الثقة الكاملة في أنّ النساء سوف يجدنه أكثر جاذبية إذا كان في وضع مادي أفضل مما هو عليه، في البداية كان قد تعرف على فتاة شابة تدعى روزماري إذ التقى بها لأول مرة في مدينة نيو ألبيون حيث مكان عملها، لم تكن في الحقيقة راضية عن وضعه الفقير.

كان كومستوك يمتلك صديق واحد فقط وهو يدعى فيليب رافيلستون وهو من الرجال الماركسيين يقوم بنشر مقالاته في مجلة تعرف باسم (عدو للمسيح)، كما كان يتفق مع كومستوك من حيث المبدأ، لكنه من جهة أخرى يوفر لنفسه الحياة المريحة، وعلى أثر ذلك يتسبب ذلك بحدوث توتر كبير حينما تظهر المآسي العملية التي يعاني منها كومستوك في حياته بشكل واضح، ولذلك كان يقوم بنشر جزء من أعمال كومستوك دون علمه، مما أدى ذلك إلى نشر شعره من قِبل إحدى الجهات.

لم يكن لدى جوردون وروزماري سوى وقت قليل للقاء فقد كانت تعمل في وقت متأخر من المساء وتعيش في مكان تمنع فيه الزائرات من النساء المستأجرات، وفي ذات ليلة كان يفكر في النساء العاملات، وبالأخص في روزماري ففي أحد المرات رأى روزماري صدفةً في السوق، وحينها قضوا يوم واحد سوياً في منطقة ريفة قريبة من برنهام بيتشيز وهنا كان شعر بفائض من السعادة إذ تم الاتفاق فيما بينهم أن تكون روز ماري خليلته.

وفي طريق عودتهم كان يسيطر عليهم الجوع مما يضطرهم إلى المرور بأحد الفنادق الباهظة الثمن لتناول الطعام، مما يضطر حينها دفع كافة النقود التي خصصها للرحلة بأكملها على وجبة الطعام، وحينها لجأ إلى الاستقراض من روزماري، وفي ذلك الوقت تخبره أنها لا يمكن أن تفكر بإنجاب طفل منه؛ وذلك لأنه لا يملك المال الكافي من وظيفته، وإذ جاء طفل للحياة سوف يموت جوعاً.

وفي أحد المرات قام قام جورودن بإرسال إحدى مؤلفات إلى واحدة من المطابع الأمريكية، والتي تقوم حينها بإرسال شك مقابل تلك المؤلفة مبلغ يقدر بعشرة جنيهات، وقد كان هذا مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت، وأول ما فكر به هو تخصيص جزء من المبلغ لأخته، إذ كانت على الدوام مستعدة لتقديم المال والدعم له، وفي جزء من المبلغ قام بدعوة كل من رافيلستون وروزماري على العشاء.

ومن ذلك العشاء تتدهور أمور جورودن حيث يحاول التعدي على روزماري رغماً عنها فهو لا يدرك ما يقوم به من كثر الشرب، ولا يعي على نفسه إلى ثاني يوم حين كان قد أصبح متواجد في لأحد زنزانات الشرطة، وبعد صحوته شعر بالحزن جراء ضياع القطعة المكتوب عليها خمس جنيهات الذي كان يريد سدادها لأخته.

يقوم بعدها رافيلسون بدفع الغرامة المالية التي ترتبت على جوردون جراء فعلته، وفي ذلك المكان كان شخص يعمل مراسل وعلى الفور قام بنشر الخبر حول الحادثة التي حصلت مع جوردون، مما أدى إلى فقدان جوردون لوظيفته، ويبدأ حينها في البحث عن مصدر عمل آخر، وفي تلك الأثناء يصاب بحالة من الإحباط واليأس الذي يتسبب في ركود في شعره، وكان يقيم في منزل صديقه رافيلسون، وبعد مرور بعض الأيام حصل جوردون على عمل في أحد المتاجر المخصصة للكتب ومكتبة تعود ملكيتها إلى شخص شرير يدعى تشيزمان، فقد كان يدفع أجار باهض لجوردون، وهو أقل مما كان يتقاضاه جوردون في السابق بعشر مرات.

لكن جوردون لم يقدم على أي اعتراض جراء ذلك، فقد كان المال إلى حد ما يفي بالغرض، فقد بقي جوردون يسير على ذات المبدأ في عدم الطموح بالأموال، وفي تلك الأثناء يحاول أن يتخذ مكان للسكن خاص به، حينها تقوم رزوماري بإقناعه بالعودة للعمل في وكالة نيو ألبيون المخصصة لعمل الإعلانات، لكنه يرفض ذلك، ومع مرور الوقت تستجيب رزوماري لرغباتها في الحياة مع جوردون على الرغم من الوضع الذي يعيشه، وتمل حياتها معه.


شارك المقالة: