رواية أمون راع - Omon Ra Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب فيكتور بيليفين وهو من مواليد دولة روسيا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه كان يمتلك نظرية مختلفة عن باقي الأدباء من قبله، ولم يذكر في يوم من الأيام أنه قد تأثر بمن سبقوه، فمن وجهة نظره أن الكاتب ينبغي عليه أن يُحدث شيء جديد ومختلف عن البقية، ومن أكثر الروايات التي حقق بها شهرة واسعة هي رواية أمون راع، والتي تم عرضها في العديم من الأفلام السينمائية، كما تم ترجمتها إلى أشهر اللغات العالمية، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1992م.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية في مضمونها الحديث موضوعاً عن أحد الرحلات التي يقوم بها البطل إلى الفضاء، حيث أن الكاتب قد أشار إلى المجتمع السوفيتي والقوات الخاصة وطموحاتهم في إبراز الإنجازات البطولية أمام العالم الخارجي؛ وذلك من أجل إظهار ما تملكه من تطور وبراعة، حيث أن السوفيتيتين كان جميع تركيزهم على إبراز الإنجازات البطولية لديهم دون الاهتمام لما تعقبه تلك الإنجازات أو ما تسببه لمن يقوم بها من أضرار جسدية ونفسية.

وقد أراد الكاتب من خلال الرواية أن يشير إلى أن المجتمع السوفييتي الذي كان كل ما يطمح له هو استغلال البطولات التي يطمح إليها المراهقين، حيث أنه عند وصول الشباب إلى مرحلة المراهقة يطمح إلى أن يركب الطائرات ويحلق في سماء المدينة وحول العالم، لكنه لم يكن يدرك ما يترتب على تلك الأحلام، فالقوات السوفيتية لا تريد ممن يركبون الطائرات إلى أن يقوموا بصنع إنجاز يتباهون به أمام العالم.

رواية آمون راع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول مراحل الحياة لأحد الشبان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يتم من خلال الرواية وصف مرحلة البلوغ لدى بطل الرواية والذي يدعى أمون، إذ أول ما ولد البطل كان في الفترة التي تبعت الحرب العالمية الثانية في مدينة موسكو، إذ تبدأ قصته منذ مرحلة الطفولة إلى أن يمر في مرحلة الشباب والمراهقة ثم بعد ذلك إلى فترة يصفها بأنها مرحلة النضوج لديه.

حيث أنه في تلك المرحلة أدرك أنه ينبغي عليه أن يقوم بتحرير نفسه من الانجذاب والانسياق نحو متطلبات المجتمع من حوله وتلبية رغباته التي يهدف إلى تحقيقها دون أن يأبه بعواقبها أو ما يترتب عليها، حيث أنه في ذلك الوقت كانت هناك مجموعة كبيرة من الرغبات التي يسعى المجتمع السوفيتي إلى تحقيقها من خلال حياة الشباب، كما أنه كان من الرافضين إلى الالتزام أو تطبيق المتطلبات، إذ كان يرى أنه بذلك يرضخ لسيطرة القيود الأيديولوجية التي كانت الدولة في تلك الأثناء تطبقها بكل قسوة وشدة.

وفي الفترة التي كان قد أتم بها المرحلة الثانوية سرعان ما توجه إلى الالتحاق في الأكاديمية العسكرية التابعة إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك، حيث أنه بعد مكوثه فترة بها أدرك أن تلك الأكاديمية في حقيقة الأمر لا تقوم بصناعة طيارين وتأهلهم لأن يكونوا طيارين المستقبل، بل إنها على العكس من ذلك تماماً حيث أنه تعرض حياة طلابها إلى أخطار كبيرة، إذ أنها تجعلهم حقل تجارب إلى سلسلة من التجارب التي توصف بالغدر في أصحابها، إذ كان هناك الكثير من الطيارين الذين بترت أرجلهم، فالغاية التي كان يسعى لها الاتحاد السوفيتي هي إظهار للعالم الخارجي البطولات الموجودة لدى السوفيتيين من الطلاب العسكريين.

وقد جاء بعلامة بتر الأرجل والأطراف من ما قد حدث مع الطيار الشهير الذي كان معروف في فترة الاتحاد السوفيتي والذي يدعى أليكسي، حيث أن هذا الطيار كان أحد الأبطال الذين عاشوا تلك التجربة حين استطاع الرجوع إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها الحكم السوفييتي لوحده، إذ أنه على الرغم من أنه كان مصاب بالعديد من الجروح البالغة على أثر حادث حصل معه أثناء تحطم الطائرة التي كان يقلها بعد حدوث معركة كبيرة، وقد استغرت رحلة عودته ما يقارب الثمانية عشر يوماً، إلا أنه تمكن من الوصول إلى المنطقة السوفييتية.

وبعد وصوله ويوماً عن يوم كانت تزداد حالته سوءً إلى أن جاءت اليوم الذي اضطر به إلى قطع رجليه من منطقة تحت الركبة، وعلى الرغم من كل ما حلّ به إلى أنه لم ييأس يوم من التفكير في العودة إلى الطيران، حيث أن حاول بشتى الطرق والسبل، وفي النهاية توصل إلى أن يقوم بتركيب أرجل اصطناعية، ومع كثرة التمارين الرياضية والخضوع إلى حلقات من العلاج الطبيعي تمكن بالفعل من العودة إلى مهنة الطيران.

وفي أحد الأيام ودون حدوث أي تصرف أو سلوك خارج عن الأنظمة والقواعد في الأكاديمية تم إرسال كل من آمون وأحد رفاقه إلى إحدى المنشئات، وقد كانت تلك المنشاة لا أحد يعلم بوجودها أي شخص على الاطلاق، حيث أنها كانت واقعة تحت المقر الرئيسي المخصص للجنة أمن الدولة والتي توجد في مدينة موسكو، ومن هناك، بدأوا في التهيؤ والاستعداد إلى إحدى المهمات التي كانت من المفترض أنها تكون باتجاه القمر.

وقد كان ذلك ما صرحت به رئيس اللجنة إلى الطالب أمون، حيث شرح له أنه تم التوصل إلى اقتراح أنه بدل من البحث عن مركبة فضائية آليه وإطلاقها نحو القمر لاستكشاف والاستطلاع قد فضل الحزب إرسال أناس من جنس البشر، حيث يقوم المدربون بتهيئة الأشخاص المراد إرسالهم وتدريبهم على المهام المراد أن يقوموا بها، حيث كانوا يدربوهم على كيفية تسيير الآليات الفضائية وتدريبهم على كيفية فصل الصواريخ كذلك.

وفي ذلك الوقت وبعد أن تتم مهنة تدريب أمون وزميله، في البداية يتم تجهيز آمون من خلال التثبيت في المقعد لأحد المركبات التي تشبه إلى حد ما الدراجة، وقد أوعزت إليه مهمة هي القيام بتوصيل فنار لا سلكي إلى سطح القمر والقيام بتثبيتها هناك، وفي آخر لحظة تم إجراء أخر إجراءات والتأكد من وضع أمون وتفقد المركبة، وهنا انطلق نحو القمر.

لكن بعد السير فترة قصير جداً لا يجد نفسه أنه قد وصل على سطح القمر، إذ خاض قليلاً بين النجوم دون أن تكون مأمنه له كافة الاحتياطات التي تحميه من الأوضاع الجوية هناك، وبعد فترة وجيزة وجد نفسه عبر أحد الأنفاق المهجورة، وبينما كان ما زال يقود المركبة الفضائية، فقد تجاهل كل الإشارات والعلامات من حوله التي تشير له إلى مكان تواجده، وبعد مواجهته من قِبل الأشخاص الذين يقيمون في ذلك المكان بدأ يوجه سير مركبته إلى مكان آخر، إلى أن وجد نفسه في عالم الطبيعة البشرية في مدينة موسكو.


شارك المقالة: