تُعد الكاتبة والمؤلفة ليزا تيتزنر وهي من مواليد دولة ألمانيا من أهم وأبرز الروائيات اللواتي ظهرن في القرن التاسع عشر، حيث أنها اشتهرت في كتابة روايات أدب الأطفال، والتي كانت تحصد نسبة مبيعات عالية، ومن أكثر الروايات التي اشتهرت بها هي الأخوة السود، والتي يعود سبب تسميتها نسبة إلى الأطفال الذي يعملون في تنظيف المداخن، وقد تم العمل على نشرها سنة 1940م، كما تم تجسيدها إلى مسلسلات كرتونية عديدة.
رواية الأخوة السود
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية مع نهاية القرن الثامن عشر ومع بداية القرن التاسع عشر، في إحدى القرى التي تعرف باسم قرية سوغنونو، حيث أن تلك القرية كانت على مقربة من أحد الأودية التي يعرف بوادي فيزاسكا والذي يقع في دولة سويسرا، كما كان تدور الوقائع أيضاً في مدينة ميلانو التي تقع في دولة إيطاليا، ومحور الحديث في الرواية هو مجموعة من الأطفال، إذ أن البعض منهم كانوا قد أصبحوا أيتاماً ولم يجدوا من يأويهم، بينما البعض الآخر منهم كانوا ولدوا في وسط عائلات تعاني من أدنى مستويات الفقر.
وعلى أثر حالة الفقر التي يعاني منها أهاليهم اضطروا إلى بيعهم، وفي تلك الفترة يتم نقلهم إلى مدينة ميلانو؛ وذلك من أجل الانخراط في العمل والأشغال الشاقة، وبالإضافة إلى العمل الشاق كانت الظروف التي تحيط بهم قاسية إلى أبعد الحدود، حيث أن أصحاب العمل والأشخاص المحيطين بهم كانوا يعاملونهم بطريقة سيئة للغاية، فلم يعلم الأطفال في ذلك الوقت من أين يسدون الثغرات في حياتهم.
وضمن أحداث الرواية كانت هناك شخصية رئيسية في الرواية، وهو أحد الأطفال الذي يدعى جوليان، حيث أن ذلك الطفل كان ينتمي إلى إحدى الأسر التي تعيش تحت مستوى الفقر وهو كان قادم من مدينة سوغنونو الواقعة في دولة سويسرا، ذاك الطفل كان أبيه يعمل في جمع القش من المناطق التي توجد بها منحدرات خطرة إلى حد كبير؛ وذلك من أجل بيعها والحصول على قوت عائلته اليومي، ولكنه هذه المهنة كانت لا تحصل حتى تعبها ولا تدر عليها النقود التي يستطيع بها تأمين قوت عائلته.
وهذا ما اضطره على بيع طفلها الوحيد إلى أحد الأشخاص الذين يقومون على شراء الأطفال من العائلات الفقيرة واستغلالهم وتشغيلهم في أعمال شاقة؛ وذلك من أجل تحصيل النقود والاستفادة منهم، وكان ذلك الرجل الذي قام بشراء جوليان وهو من أصول روسية يخضعه إلى العمل على تنظيف المداخن الموجودة في المنازل، وقد كان ذلك العمل يعرض جوليان إلى التلوث جراء دخوله داخل المدخنة والخروج منها، وهذا يسبب في استنشاق الدخان والرماد الموجود فيها، بالإضافة إلى الترسبات التي تخلفها تلك المداخن، وفي معظم الأحيان كان جوليان يجبر على تنظيف المدخنة وهي لا تزال ساخنة، وهذا ما يجعل حياته في خطر أكبر.
وفي تلك الفترة كان جوليان تتم معاملة أسوأ أنواع المعاملة من قِبل صاحب العمل وزوجته، والتي كانت شخصية لا تحمل داخلها سوى الأذى والضرر للآخرين حيث أنها لا تعرف سوى أن تقوم بحرمان جوليان من كافه حقوقه، سواء كان ذلك على مستوى الطعام أو تقديم الملابس له أو اعطاءه حقه في مكوثه إلى النوم والراحة، كما أنها قامت في أحد الأيام بإلقاء تهمة السرقة عليه، بينما كان من قام بالسرقة هو في الحقيقة ابنها
إذ أنها كانت بدل من أن تقدم لطفل من عمره العطف والحنان الذي يكون في أشد الحاجة إليه، تقوم بأخذ الهدايا التي يتم تقديمها له من قِبل الجيران في الحي وكل من يراه ويشاهد وضعه السيء، وذلك من باب الشفقة عليه، وتقوم بتقديمها إلى ابنها، وحينما كان جوليان حينما يتعرض إلى وعكة صحية ويمرض، كانت تلك السيدة تتجاهله ولا تقدم له أي نوع من أنواع العلاج.
لكن مما كان ميسر إلى جوليان أن هناك كان طبيب يقيم في المدينة يولي اهتمام كبير إلى تلك الفئة من الأطفال، حيث كان يقدم له الدواء والعلاج في حال تعرض إلى وعكة صحية، لكن في كل مرة كان يفعل ذلك الطبيب كانت السيدة من أجل أن تقبل بذلك تطلب منه مبلغ مادي، وبالفعل كان ذلك الطبيب يلبي طلبها ويقدم لها مبلغ من المال، وهذا الطبيب كان في حال استدعى نقل جوليان إلى المستشفى يتكفل في كافة المصاريف والتكاليف التي تترتب على ذلك طوال فترة مرضه.