رواية الأنف - Nose Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب نيكولاي جوجول وهو من مواليد دولة روسيا من أهم وأبرز الكُتاب الذين أبدعوا في مجال كتابة القصص القصيرة والروايات، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية الأنف وهي من القصص التي كتبت في المرة الأولى باللغة الروسية، وتم العمل على نشر الرواية لأول مرة في مجلة شهيرة تعرف باسم كونت تمبوراري في شهر سبتمبر من سنة 1836م.

نبذة عن الرواية

الموضوع الذي دارت وقائع وأحداث الرواية حوله هو موضوع الأنف، إذ كان الكاتب في الأصل يتميز بأنفه الكبير والمدبب، وقد كان ذلك الموضوع من الأمور الملفتة للجميع، حيث كان كل من يشاهده يبدي تعليق حول أنفه، مما جعل هذا الأمر يضفي على أسلوب ومواضيع القصص والروايات التي كتبها نيغولاي غوغول، فقد كان غوغول من الأشخاص الحساسين لدرجة كبيرة يعني أي شخص يتطلع على أنفه دون إدراج أي تعليق كان يدرك ذلك من نظرة عينيه، ولم يقتصر الحديث عن أنفه في مؤلفاته بل كان أيضاً يتحدث عن ذلك الأمر خلال الرسائل التي يتم تداولها بينه وبين أصدقائه.

ولم يكن في معظم رواياته وقصصه الحديث عن أنفه هو بالذات، بل كان أحياناً يشير به إلى الأشخاص الذين يحشرون أنفسهم في كل شيء من حولهم وفي أي موضوع يطرح أمامهم، وهذا ما جعل العديد من الأدباء والمؤرخين إلى أنّ ذلك الأمر لم يكن ذلك الأمر العميق الذي يمكن أن يدور حوله رواية أو قصة، بينما كان يرى البعض الآخر أنه بالفعل أمر مهم فهناك الكثير ممن يحشرون أنفسهم في أمور ويتعمقون بها وهذا أمر مزعج للغالبية العظمى من الناس.

رواية الأنف

في البداية كانت القصة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، حيث أنه في الجزء الأول من القصة كانت الأحداث والوقائع قد دارت في أحد الأيام وبالتحديد في الخامس والعشرين من شهر مارس إذ استيقظ شخص يدعى إيفان ياكوفيليتش من نومه، وقد كان يعمل كحلاق في المنطقة، وفي الصباح وجد زوجته قد أتمت عمل الخبز الساخن له، توجه نحو مائدة الإفطار حتى يتناول طعامه ويتوجه إلى عمله، وفي البداية حينما أخذ رغيف من الخبز قسمه إلى نصفين.

ولكن فجأة أصيب إيفان بالدهشة حيث وجد أنف داخل رغيف الخبز، أصيب إيفان بالرعب من ذلك المنظر، وما أثار لديه الخوف الشديد هو معرفة إلى من يعود ذلك الأنف، فقد كان متأكد من أنّ هذا الأنف يعود لشخص يدعى كوليجيتي أستاور كوفاليوف، وهو من الشخصيات التي يعرفها إيفان بشكل مقرب جداً.

وعند رؤية زوجة إيفان لذلك المنظر المريب ارتعش جسمها بالكامل وبدأت بالصراخ بأعلى صوتها، وقد أصرت على خروج إيفان خارج المنزل والقذف بذلك الأنف إلى أبعد مكان، فلا تقوى على فتح عينيها ورؤية ذلك المشهد مرة أخرى، وبالفعل سرعان ما خرج إيفان من المنزل وتوجه نحو النهر الموجود في القرية ليذرف الأنف به، ولكن في تلك اللحظة قام أحد ضباط بمشاهدته، حينها حاول إيفان التخلص من تلك القصة بأي طريقة وأي وسيلة فإذا شك الضابط في أمره، فإنه قد يقع في مشكلة كبيرة يصعب عليه الخروج منها.

وهنا بدأ يعرض على ضابط الشرطة بعض النقود مقابل أن لا ينطق بأي شيء عن ما شاهده، ولكن الضابط قابل طلبه بالرفض، وأخبره أنه يحصل على أموال طائلة من أشخاص آخرين تقدر بأضعاف أضعاف ما يعرضه عليه إيفان، وهنا بدأت الظلام يسود أمام إيفان فلا يعلم ما يفعل من أجل أن يخرج نفسه من تلك الورطة ولا يعلم أن سوف يوصل به الأمر.

ومن هنا يبدأ الجزء الثاني من القصة حيث أول ما بدأ به هو اللحظة التي استيقظ بها شخص يدعى كوفاليوف من نومه، لكنه كان يشعر على أن هناك أمر غريب وعلى الفور طلب المرآة وأخذ ينظر في وجهه، وهنا أصابه الذعر من عدم وجود أنفه وسط وجهه، وسرعان ما خرج إلى قسم الشرطة ليدلي بما حدث معه.

وأثناء توجهه نحو منزل رئيس قسم الشرطة شاهد أنفه ملقى على حافة الطريق، وقد كان في ذلك الوقت في كامل أناقته إذ يرتدي بدلة مطرزة بخيوط من ذهب ويعتلي سيارة باهظة الثمن، فقد كان في الواقع رجل ثري ويتمتع بالحياة الكريمة والرفاهية العالية، ومن هنا يبدأ كوفاليوف بالجري خلف أنفه والطلب منه أن يعود إلى مكانه، لكن أنفه يرفض ذلك بشدة ويهرب إلى مكان بعيد، سار خلفه إلى مكان بعيد في أمل منه أن يقبل الأنف أن يعود إليه، لكن تعبه وجهده في ملاحقة أنفه لم تجدي نفعاً، وهنا يشاهد كوفاليوف فتاة شابة في غاية الجمال أراد أن يتحدث إليها ويغازلها، ولكنه حينها أدرك أنه بدون أنف، مما أدخله ذلك في حالة من الاحراج وارتد عن الحديث مع الفتاة.

وعند وصول كوفاليوف إلى منزل رئيس الشرطة لم يجده في منزله، وهنا عزم على نشر إعلان عبر إحدى المجلات يعبر به عن تقديم مكافأة كبيرة جداً من المال لأي شخص يحاول العثور على أنفه وتقديمه له، ولكن صاحب المجلة لم يقبل طلبه على الاطلاق نشر الإعلان وبرر رفضه أن نشر من هذا النوع من الإعلانات يُعتبر أمر مشين للمجلة، ومن هنا قرر كوفاليوف العودة مرة أخرى والبحث عن رئيس قسم الشرطة لمساعدته في العثور على أنفه، لكن مدير الشرطة لم يقبل أن يقدم له أي مساعدة وقد رد عليه أن مثل تلك الأمور ليست من اختصاصه، رجع كوفاليوف إلى بيته وهو محبط ومصاب باليأس.

وفي اليوم التالي يأتي أحد رجال الشرطة ويبحث عن منزل كوفاليوف ويقدم له أنفه، سرّ كوفاليوف بذلك كثيراً وقد غمرته السعادة العارمة، وعلى الفور حاول هو وضابط الشرطة إرجاع الأنف إلى مكانه في وجهه، لكن لم يتمكن أحدهم من فعل ذلك، هنا استدعى طبيبه الخاص حتى يرجع له أنفه.

ولكن حتى الطبيب لم يتمكن من إعادة الأنف إلى وجهه، بدأ بالتفكير في الشخص الذي في الأصل قام بإزالة أنفه، ودارت أفكاره حول إحدى السيدات التي تعرف باسم السيدة بودوتشاينا؛ وذلك لأنه رفض قبول الزواج من ابنتها، وهنا سرعان ما حاول راسلتها ومعرفة إذا كانت هي من قامت بفعل ذلك، لكن نفت كل ما قاله كوفاليوف، فلم تكن هي من قامت بذلك الفعل، ومن هنا بدأ خبر زوال أنف كوفاليوف ينتشر في كافة أنحاء المنطقة ويسود الظلام في الجزء الثاني أيضاً من القصة.

وفي الجزء الثالث من الرواية وعلى وجه التحديد في اليوم السابع من شهر أبريل أفاق السيد كوفاليوف فوجد أن أنفه قد عاد إلى وجهه مرة أخرى وسكن الفرح قلبه، وفي ذلك الوقت يلتقي كل من إيفان وكوفاليوف عند الحلاق فيندهش إيفان من أن أنف كوفاليوف قد عاد إلى مكانه، ثم بعد ذلك يتجول كوفاليوف في كافة أنحاء المنطقة ليري الجميع أنّ أنفه قد عاد له.


شارك المقالة: