نبذة عن رواية الإيطالي:
رواية الإيطالي أو ما يُعرف باعتراف التائبين السود، هي رواية قوطيّة كتبتها المؤلفة الإنجليزيّة آن رادكليف في عام 1797م. وكانت هذه الرواية آخر عمل نشرته المؤلفة آن رادكليف خلال حياتها، على الرغم من أنَّها استمرت بكتابة رواية جاستون دي بلوندفيل، إلا أنها نُشرت بعد وفاتها في عام 1826م.
تتمتع رواية الإيطالي بصورة أدبيّة قاتمة وغامضة وكئيبة، تُركّز على موضوعات الحب والإخلاص والاضطهاد خلال الفترة الزمنيّة لمحاكم التفتيش المُقدّسة. كما تتناول الرواية القضايا التي كانت سائدة في زمن الثورة الفرنسية، مثل الدّين والأرستقراطية والجنسية. ويعتبر استخدام المؤلفة آن رادكليف الشهير للصور المخفية قد وصل إلى ذروته من التعقيد في هذه الرواية، فكان الإخفاء والتمويه من العناصر الرئيسية للروايات الخاصة بها.
الشخصيات:
- فينسينتيو دي فيفالدي.
- إلينا روزالبا.
- الأب شيدوني (الكونت دي مارينيلا).
- مارشيسي دي فيفالدي.
- السيدة بيانكي.
- الأخت أوليفيا (الكونتيسة دي برونو).
- نيكولا دي زامباري.
- السيدة دير سان ستيفانو.
- بياتريس.
أحداث رواية الإيطالي:
تبدأ أحداث الرواية في مدينة نابولي في إيطاليا في القرن الثّامن عشر في كنيسة سانتا ماريا ديل بيانتو، حيث يتحدث مسافر إنجليزي مع راهب إيطالي. لاحظ الإنجليزي رجلًا ذو مظهر غير عادي في منطقة مظلمة من الكنيسة، وهو قاتلًا بحسب اعتقاد الراهب. وعندما سأل الإنجليزي عن سبب حماية هذا القاتل في الكنيسة، وجه صديقه الإيطالي الذي سافر معه انتباهه إلى اعتراف مشهور أُقيم في الكنيسة من قبل هذا القاتل، والذي كان مشهدًا مذهل بحسب اعتقاد نُقاد الأدب. عرض الإيطالي على الإنجليزي أنْ يرسل له قصة عن اعتراف هذا القاتل السابق والمشاكل التي رافقت ذلك الاعتراف. وعندما ذهب كلاهما في طريقه، بدأ الإنجليزي بقرأه القصة على النحو التالي:
إنَّه عام 1758م في كنيسة سان لورينزو في نابولي حيث يرى فينسينتيو دي فيفالدي الجميلة إلينا روزالبا مع خالتها السيدة بيانكي، فتأثر فيفالدي بجمالها واعتزم التودد إليها على أمل أنْ ينتهي بهم الأمر بالزواج. وعندما تسمع والدة فيفالدي، السيدة مارشيسا، عن حبه لليتيمة إلينا، تُناشد الكاهن الذي تُقدم له اعترافاتها، الأب شيدوني، منع الزواج، فوعدته بأنَّها ستساعده في الحصول على ترقية في الكنيسة.
واصل فيفالدي زيارة السيدة بيانكي في فيلا ألتيري، وفي هذا الوقت اقترب منه راهب وكان يبدو كالشبح، فهدده بالابتعاد عن الفيلا وعن إيلينا. وبعد كل زيارة للفيلا، حاول فيفالدي عبثًا أسر الراهب الغريب بمساعدة صديقه بونارمو وخادمه المُخلص باولو. فشك فيفالدي بأنَّ الراهب هو الأب شيدوني، وكان مصمم على معرفة سبب عدم تشجيعه فيفالدي للتقرب من إيلينا.
وعد فيفالدي إيلينا بالزواج وأصبح الوصي عليها بعد اموت خالتها السيدة بيانكي المفاجئ، ولكنه وجد أنَّ إيلينا قد اُختطفت من الفيلا، واستنتج على الفور أنَّ لهذا الأمر علاقة بوالدته مارشيسا والكاهن شيدوني. فترك فيفالدي وباولو مدينة نابولي سرًا لملاحقة خاطفيها، وفي النهاية وجدوا إيلينا مُحتجزة في دير سان ستيفانو البعيد تحت رحمة سيدة قاسية، وتسلل فيفالدي إلى الدير متنكراً في زي راهب؛ وذلك لإنقاذها. وفي الدير تُصادق إلينا راهبة جميلة ولكنها كان يبدو عليها الحزن، وهي الأخت أوليفيا التي ساعدتها على الهروب من الدير لمُلاقاة فيفالدي.
وأثناء التوجه نحو نابولي بعد الهروب، يحاول فيفالدي إقناع إيلينا بالزواج منه بأسرع وقتٍ ممكن، فتوافق إيلينا على هذا الزواج. ولكن قبل لحظات من تأديتهم وعودهم أمام الكاهن في الكنيسة، قام عملاء يدّعون أنَّهم يعملون في محاكم التفتيش أبلغهم شيدوني بمقاطعة واعتقال فيفالدي بتُهمة كاذبة، وهي اختطاف راهبة من دير.
نُقل فيفالدي وباولو إلى سجون محاكم التفتيش في روما لاستجوابهم ومحاكمتهم، وكانوا مرتبكون للغاية بشأن الظروف الكامنة وراء حبسهم، والتي لم ولن يكشفها آسروهم. وخلال هذا الوقت، يأخذون إيلينا بأمر من شيدوني إلى منزل منفرد على شاطئ البحر يسكنه فقط الشرير سبالاترو، وهو شريك شيدوني في جميع جرائمه السابقة، وكانوا ينوُّن قتل إيلينا.
يعود شيدوني إلى المنزل ليغتال إيلينا شخصيًا، ولكنه بدأ تأمل وجهها، فيعتقد بأنَّها ابنته، ويُغير شيدوني موقفه ويُقرر إعادة إيلينا شخصيًا إلى نابولي لإخفائها من مارشيسا. وصل شيدوني وإيلينا إلى نابولي، فوضع شيدوني إيلينا في دير سانتا ماريا ديل بيانتو حتى يتمكن من تحرير فيفالدي. وبعدها عاد شيدوني إلى مارشيسا، مُحتفظًا بسريّة تامه تأييده لزواج ابن مارشيسا وابنته، ويبدأ بصرف انتباه مارشيسا عن محاولة قتل إيلينا، فيقنعها بأنَّها تنحدر من سلالة نبيلة، لذا فإنَّ زواج فيفالدي منها إنْ لم يكن مُربحًا سيكون مناسبًا لأعراف العائلة.
وفي هذه الأثناء في سجن محاكم التفتيش، يظهر الراهب الغامض المعروف باسم نيكولا دي زامباري، ويروي لفيفالدي جرائم الأب شيدوني قبل أنْ يُصبح راهبًا، فهو أحد أقرب الناس لشيدوني ولذلك أمره بأنْ يُسجن مع فيفالدي في نفس السّجن. فبين له أنَّ شيدوني قد قَتَلَ شقيقه وطَعَنَ زوجة أخيه، وحُكِمَ على شيدوني بالإعدام، وقبل أنْ يؤخذ نيكولا دي زامباري إلى زنزانته أخبر فيفالدي علاقة شيدوني بإيلينا. ويعترف للمحكمة أنَّ فيفالدي بريء من كافة تهم الاختطاف.
وبالعودة إلى الدير، ميزت إيلينا صوتًا مألوفًا للغاية ورأت الأخت أوليفيا المحبوبة للغاية في فناء الدير. وبينما يتسامران تجارب بعضهما البعض منذ أنْ انفصلا آخر مرة، تأتي بياتريس خادمة إيلينا للإبلاغ عن الوفاة المفاجئة لمارشيسا، التي عانت من المرض لفترة طويلة. فتتعرف بياتريس والأخت أوليفيا على بعضهما البعض، ومن خلال الحديث تعرف بياتريس أنَّ أوليفيا هي والدة إيلينا، فهي نفسها الكونتيسة دي برونو، التي طعنها شيدوني وتركها مُعتقدًا أنَّها ميتة.
وهنا تعرف إيلينا أنَّها في الواقع ليست ابنة شيدوني، ولكنها ابنة أخته. ونظرًا لأنَّهم من نفس النسب، لا تزال إيلينا من عائلة نبيلة، ممّا سيسمح لها بالزواج من فيفالدي. وبمجرد الكشف عن أنَّ إيلينا هي فتاة تنحدر من عائلة أرستقراطيّة، يُكشف أنَّها تمتلك في عروقها الدّم الملكي الذي يسمح لها بأنْ تكون جديرة بالزواج من فيفالدي.
وفي نهاية الرواية، يتم إطلاق سراح فيفالدي وباولو من السجن ولم شمل إيلينا مع والدتها. ويتزوج فيفالدي وإيلينا بعد معاناة طويلة. وقبل وقتٍ قصير من معرفة مارشيسا بأنَّه تمّ إطلاق سراح ابنها فيفالدي من السجن، تُصاب بمرض وتموت. وبعدها يُحكم على الأب شيدوني بالإعدام بعد معرفة كافة جرائمه، فيقوم بتسميم نفسه ونيكولا دي زامباري، ويستدعي شيدوني محكمة دينية تضم مارشيز وفيفالدي؛ وذلك ليُقدّموا اعترافاتهم النهائية وهم على فراش الموت. وبذلك تموت كافة الشخصيات الشريرة في الرواية، وتعيش بقية الشخصيات بسعادة.