رواية الخيانة The betrayed Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن توماس مان، وتم العمل على نشرها عام 1953م، وقد تناولت في مضمونها الحديث عن سيدة بعد أن وصلت إلى مرحلة متقدمة بالعمر أرادت أن يحدث لها معجزة تجدد شبابها بها من خلال الخوض في قصة حب، ولكن بعد أن اعترفت بحبها للشاب اكتشفت أنها مصابه بمرض خطير ولم يمضي الكثير حتى توفيت.

الشخصيات

  • روزالي فون توملر
  • آنا ابنة السيدة روزالي
  • إدوارد ابن السيد روزالي
  • كين كيتون مدرس لغة إنجليزية لإدوارد

رواية الخيانة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول سيدة تدعى روزالي فون توملر، وهي سيدة أرملة منذ سنوات عديدة تعيش في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة دوسلدورف مع ابنتها وتدعى آنا وابنها ويدعى إدوارد، كانت علاقتها بابنها علاقة سطحية، بينما مع ابنتها كانت علاقتها أعمق بكثير، تبلغ آنا من العمر ثلاثين عامًا تقريبًا، درست الرسم وبقيت غير متزوجة بسبب مرض في قدمها، وكانت السيدة روزالي تأسف على حالة ابنتها.

ولكن آنا كانت لا تشعر بنقص بسبب وجود والدتها كشريك محادثة مألوف حولها دائمًا، حتى لو كانت آراء الأم وابنتها غالبًا ما تكون مختلفة، كانت السيدة روزالي عاشقة شغوفة للطبيعة، وابنتها آنا تتصرف باستمرار بشكل رائع وعقلاني إلى حد ما ولديها موهبة شغوفه بفن الرسم، وفي رسوماتها كانت تميل نحو التصميم التجريدي والزهد.

وذات يوم شرحت روزالي لابنتها أحد المواقف التي تسبب لها بخيبة أملها في حياتها العاطفية، ولم تقوى في يوم من الأيام على التصالح مع ذلك الموقف، وهذا ما جعلها تنبه عليها بأن تكون حذره في تعاملها مع فئة الشباب من أفراد المجتمع الذي تعيش فيه، حيث أنه في تلك الفترة من حياتها بدأت آنا تتعرف على معارف جديدة في حياتها، وفي ذات الوقت كان إدوارد والذي كان يستعد لشهادة الثانوية العامة أدرك ذات يوم أنه يحتاج إلى تقوية بمهارات اللغة الإنجليزية من أجل تقدمه في الدراسة، فاستأجر مدرسًا خصوصياً وهو شاب ورياضي يدعى كين كيتون.

والشاب كين فرّ في السابق إلى دول أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى وبقي هناك، وبعد مرور فترة وجيزة تطورت علاقة روزالي إلى أكثر من مجرد عاطفة أمومة لهذا الشاب، وذلك علاوة على شعور آنا تجاه كين، وذات يوم شعر إدوارد بذلك، وبدا أنه محرجًا للغاية، ولكن لم يقوم بأي ردة فعل وكل ما قام به هو أنه طلب من الدته الاستغناء عن خدمات كين من الآن فصاعدًا، وقد برر ذلك بأنه اكتسب الآن معرفة أساسية باللغة الإنجليزية، ولكن السيدة روزالي رفضت ذلك، وذات يوم تحدثت إلى آنا عن حبها.

وحينما سمعت آنا بذلك بدأت وأنها غير راضية عن عذاب والدتها وحالة عشقها لكين والتي بدت بشكل لا يطاق، وقد أوضحت لوالدتها أن كين يعتبر ابنها من حيث العمر، وقد أخذت تحاول آنا بشتى الطرق الدبلوماسية لنزع فتيل الموقف وتقليل سيطرة كين على والدتها، ولكن السيدة روزالي تواصل التأكيد على أنها لا تريد التخلص من حبها له، وذات يوم رأت آنا أنها أصبحت في مرحلة من حقها بها أن تخوض علاقة حب مع شاب، وبينما ترى أن هذا يحدث نتيجة لتأثير روحها على الجسد، تظل آنا قلقة إلى حد ما لأنها لا ترى هناك أي شعور بداخلها.

وفي يوم من الأيام اقترح كين والذي كان باستمرار يُظهر اهتمامًا كبيرًا بدول أوروبا القديمة ويلوم بلاده على افتقارها إلى الأجواء التاريخية القيام برحلة إلى واحدة من القلاع الشهيرة والتي تعرف باسم قلعة روكوكو هولترهوف الواقعة على نهر الراين، وأوضح أن تلك المنطقة تملئ الإنسان بالطاقة، وبالفعل لم يمضي كثيراً حتى شرعوا في الرحلة، وأول ما وصلوا إلى وجهتهم، تتجولوا أولاً في الطرق الرائعة للحديقة الفخمة، ومن ثم توجهوا نحو الأشجار القديمة الضخمة والنباتات الغريبة وهناك تتعارض تلك الطبيعة مع إحساس روزالي المثالي بها.

وفي لحظة من اللحظات قامت السيدة روزالي بأخذ الخبز الذي جلبه كين للبجع الأسود وبدأت تُطعم البجعات وتناولت قطعاً منه؛ وذلك حتى تلفت انتباه كين، وبعد الانتهاء من إطعام البجع ذهبت إلى داخل القلعة من أجل القيام بالمشاركة في جولة إرشادية، وخلال تلك الجولة لاحظت مجموعة الزائرين أن هناك بابًا خفيًا من ورق الحائط، من بين العديد من الأشياء الملفتة الأخرى، ومع استمرار مسير الزائرين الآخرين، تسلل كل من السيدة روزالي والشاب الأمريكي كين إلى مجموعة من الغرف السرية خلفه.

وأول ما دخلوا إلى تلك الغرف على الفور أمسكت روزالي بيدين كين وحاولت التمسك به بسبب خوفها من شدة ظلام تلك الغرف السرية، ويقودها كين إلى مكان أبعد داخل كوّة والتي كان ورق حائطها متشابكًا مع أزواج من الحمام المنقار، وهناك كان تمثال منحوتًا ومعصوب العينين يحمل في يد واحدة شيئًا مثل مصباح الشعلة، وفي تلك اللحظة تأسف روزالي من كين لاضطرارها بالاعتراف بحبها له في هذا القبر وفي هذا الجو الميت من جميع الأماكن، وأخبرته أنها في الليلة التالية تريد زيارته في غرفة ضيوفه، ثم بعد ذلك غادر الاثنان الغرفة المظلمة الميتة.

وفي النهاية ما حدث هو أن في اليوم التالي لم تقوى السيدة روزالي على الوفاء بوعدها، إذ في الموعد المحدد أصيبت السيدة روزالي بوعكة صحية صعبة جداً، مما تسبب لها في حدوث نزيف غزير بطريقة مقلقة، وفي تلك الأثناء تم استدعاء الطبيب والذي بدوره اكتشف على الفور إصابة السيدة روزالي بأحد أنواع الأمراض الخطيرة والذي يعرف باسم مرض السرطان، وأن ذلك المرض الخطير لديها كان في مرحلة متقدمة، ولم يعد هناك أي احتمال للشفاء أو حتى إبطاء عملية المرض.

وأوضح الطبيب أن أمام السيدة روزالي لتبقى على قيد الحياة فقط بضعة أسابيع أخرى، وخلال هذا الوقت غالبًا ما تذكر السيدة روزالي البجعة السوداء التي أكلت عندها بعض خبز كين قبل وفاتها بفترة وجيزة، وكانت لديها شكوك واضحة بأن ذلك الخبز يحتوي على شيء ما، وأخيراً تحدثت آنا إلى والدتها قائلة: لا تتحدثي عن خداع الطبيعة وقسوة ازدرائها، ولا تقللي من شأنها كما لا أفعل، لا أحب الذهاب إلى الربيع القادم دونك يا والدتي، ولكن كيف سيكون شكل الربيع بدون موت؟ فهو بعد كل شيء، كما أنه وسيلة عظيمة للحياة في إظهار الخير والنعمة.

العبرة من الرواية هي أن العمر من الأمور الحتمية في الحياة، فاليوم الذي يمرّ لا يمكن أن يعود أبداً.

مؤلفات الكاتب توماس مان


شارك المقالة: