رواية الدكتور جيفاغو - Doctor zhivago Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب بوريس باسترناك وهو من مواليد دولة روسيا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في مجال كتابة الروايات والقصص القصيرة والدواوين الشعرية، حيث أنه تميز في تأليف الأعمال الأدبية، ومن أكثر التي اشتهر بها هي رواية الدكتور جيفاغو والتي أصدرها في البداية باللغة الروسية عام 1957م، ثم بعد ذلك تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية، كما تم تجسيدها فيما بعد إلى العديد من الأفلام السينمائية.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية في موضوعها الحديث عن الثورة البلشفية، وقد كان جزء من هذه الرواية يعبر عن سيرة ذاتية للكاتب، بينما في الجزء الآخر كانت الرواية ملحمية، وهذا ما جعلها قصة الرواية متعددة الطبقات وتتطرق للحديث عن الأثار التي ترتبت على موت والدته، بينما والده والذي كان يعمل في مجال الصناعة ويمتلك ثروة كبيرة، فقد أقدم على الانتحار جراء التأثير المحبط الذي قام به محامية بممارسته عليه وهو شخص يدعى كوماروفسكي، كما اجتمع في الرواية الحديث عن علم الطب والعلاقات الأسرية والحب من جهة، ومن جهة أخرى الحديث عن الخبرة والثورة والمجتمع والحرب.

وقد اعتبر الأدباء والعلماء في الرواية أنه ظهر كل من الفلسفة والأدب والطب بشكل متكامل، إذ أن في كل منهم يفتح لأي إنسان مجال للتعبير عن حبه واحترامه للحياة في شتى الميادين، إذ أنها من وجهة نظر الكاتب من الأمور التي لا تدخل فيها العقائد والمنطق، لكنها تتوق إلى حد ما إلى العدالة، فقد كان المؤلف يميل إلى الخبرة الحسية ويقدرها ويفضلها على تلك النظرة العقائدية أو المنطقية للأمور من حوله.

كما كان يكرر نظرته إلى العالم من أجل حبكة الرواية بكل دقة بليغة وتظهر له شخصية جديدة، تربط كل من الشخصيات والوقائع ببعضهم البعض؛ وذلك من أجل تمول الحرب، وتظهر الثورة على أنها مجرد اعتراض على برنامج معين، وعلى الرغم من ذلك يكون هذا الاعتراض كافي من أجل السعي لقتل شخص، كما أشار الكاتب من خلال الرواية أن الحب لا يمكن أن يتغير على الرغم من الظروف التي تحيط بالمحبين.

رواية الدكتور جيفاغو

في البداية تدور أحداث ووقائع الرواية حول الشخصية البارزة في الرواية والتي تدعى يوري أندرييفيتش جيفاغو، إذ أنه في أحد الأيام كان جيفاغو قد وقع في عشق فتاة تدعى تونيا، وبالفعل تزوج منها ورزقان بطفل، وفي فترة من الفترات وأثناء قيام الحرب اضطر يوري للانخراط في العمل بمهنته كطبيب، وهناك كانت قد قدمت إحدى الفتيات التي تدعى لارا من أجل البحث عن حبيبها الذي شاع عنه أنه مات، ولكن عند وصولها علمت أنه سجين، وفي تلك الأثناء دخلت لارا في علاقة مع يوري وخسرت حبيبها القديم، وقد كان شعور لارا ويوري الواحد تجاه الآخر هو الانجذاب من دون التعبير عن هذا الشعور.

وبعد مرور فترة من الوقت وانتهاء الحرب، رجع يوري إلى موطنه مدينة موسكو وإلى أصحابه القدامى، إلا أنّ الأشخاص الذين يعملون معه في تلك المدينة أصبحوا على الدوام يشككون به، وذلك لأنه كان أثناء الحرب تحت وطأة تأثير البولشيفية، ومن ذلك الوقت توجه يوري إلى الاعتماد على حدسه بدلاً من الاعتماد على المنطق، وفي تلك الأثناء انقسم الثوار الماركسيون، وهذا ما جعل أسرة يوري تضطر إلى الانتقال على متن إحدى القطارات الذي يستخدم من أجل نقل البضائع.

كانت مدة الرحلة عبر القطار طويلة جداً وهذا ما أتاح ليوري الوقت الكافي لإبداء ردة الفعل، حيث أنه أثناء الرحلة كان يشعر بالأمور الحسية من حوله، إذ يشاهد أمام أعينه المعاناة التي يعيشها سجناء الثورة الروسية، ومنذ تلك اللحظة بدأ يوري يسير على مبدأ المساواة والعدل والحرية، وهنا تحرر من المبادئ الثورية غير الفكرية.

وبعد أن وصلت عائلة يوري بأمان وسلامة إلى مدينة الأورال حتى استقرت في إحدى المزارع، وفي ذلك الوقت يقوم يوري باستغلال الأيام التي يصبح فيها الشتاء طويل ومستمر من أجل العودة إلى كتابة الشعر، وفي أحد الأيام وبينما كان يقوم بإحدى الزيارات المحلية يلتقي مرة أخرى بالفتاة لارا، وسرعان ما تنشأ علاقة عاطفية بينهم، وقد كانا يتشاركان كل شيء سوياً بكل بهجة وحب، ومع مرور الأيام اعترف يوري لزوجته أنه لم يكن مخلص لها وقد أقام علاقة مع فتاة أخرى، كما أنه شخص غير مخلص وطلب منها السماح، وفي أحد الأيام بينما كان عائد إلى بيته تعترضه مجموعة من الأشخاص من الذين كانوا مشاركين في الحرب الأهلية الروسية، حيث قاموا بخطفه وإجباره على العمل في خدمتهم كطبيب.

وكان قد مكث عندهم عدة سنوات إلى أن جاء اليوم الذي تمكن فيه من الهروب وعاد إلى لارا، وفي تلك الأثناء تكتشف زوجته بأنه لم يعد في مخيم السجن وأنه قد فرّ من المكان وأنه قام بتغيير اسمه إلى اسم آخر هو ستريلنك، كما أنه أصبح عضو مهم في الحكومة الجديدة المحصنة، وبالرغم من أنه كان مستقر هناك لفترة قصيرة، إلا أنه لم يسأل عنها وعلى عن ابنته ولا حتى قام بزيارة لها، حيث أنه قرر إنهاء المهمة الموكلة له في البداية.

ثم بعد ذلك انتقل كل من لارا ويوري للعيش معاً في ذات المنزل، لكنهم اكتشفوا بأنها تتم ملاحقتهم من قِبل أشخاص غير معروفين، وهنا عزما على السفر إلى إحدى المزارع التي كان يوري قد عاش مع أسرته فيها في السابق، وفي تلك الأثناء عاد من جديد إلى كتابة الشعر، إذ أخذ يعبر من خلاله عن المخاوف التي تعتريه والشجاعة التي يتحلى بها، بالإضافة إلى حبه الشديد إلى لارا، فقد كانت المخاوف التي تعتريه جراء ظهور حبيب لارا القديم والذي يدعى كوماروفسكي.

والذي بدوره أخبره أنّ الثوار يعلمون المكان الذي يختبؤون به وبأنهم عازمون على قتلهم، وقد لهم نصيحة بأن يقوم باصطحابهما إلى الخارج، وفي ذلك الوقت كان بإمكان يوري الرجوع إلى أسرته نظراً لاشتياقه لهم، لكنه يرفض ذلك من أجل حماية حياة لارا، وبالرغم من ذلك وافقت لارا على مرافقة كوماروفسكي للوصول إلى بر الأمان، وهنا وعد يوري لارا بأنه سوف يلحق بها ولن يتركها على الاطلاق.

وفي أحد الأيام شعر كوماروفسكي بمدى حب يوري ولارا وأنه لا يقوى أحدهم على فقدان الآخر، وعلى أثر ذلك عزم على الانتحار، وعندما رجع يوري إلى مدينة موسكو، بدأ بتأليف الكتب الأدبية، فيجد له أخيه عمل في إحدى المستشفيات، وحينما ترجع لارا من أجل رؤيته وعند دخولها بشكل مفاجئ إلى البيت تعثر على جسده ملقى هناك دون أي حركة، وهنا تصاب بالانهيار، ثم بعد ذلك تتساعد مع أخاه على جمع كتاباته، كما يعمل أصدقاء جيفاغو على جمع أشعاره، وفي النهاية تنتهي القصة مع بداية الحرب العالمية الثانية.


شارك المقالة: