يُعتبر الكاتب والأديب إيان فلمنغ وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الأدباء الذين برزوا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية المميزة والمتقنة، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية الطبيب نو، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1957م.
نبذة عن الرواية
كانت تتضمن الرواية في مضمونها الحديث حول إحدى قضايا التحقيق، والتي كانت تتم من قِبل أحد الأشخاص المتخصصين في مهنة التحقيق ويدعى المحقق جيمس بوند، وقد كانت تلك القضية تتضمن اختفاء اثنين من الزملاء له الذين يعملون في قسم الاستخبارات التابع إلى مدينة جامايكا، وفي تلك الأثناء استنتج المحقق بأن زميليه قد كانا يحققان في قضية أحد الأطباء والذي يدعى الطبيب نو، وهذا الطبيب هو عالِم تعود أصوله إلى دولة الصين، كما كان صاحب أحد المناجم الذي يعرف باسم منجم غوانو، حيث أن ذلك المنجم كان يقع في إحدى الجزر التي تعرف باسم جزيرة كراب كي، وهي جزيرة من نسج خيال الكاتب وقد وصفها أنها تقع في ولاية الكاريبي.
تم انتقاد الرواية من قِبل العديد من الأدباء والنقاد نقداً سلبياً واسع الانتشار في مملكة بريطانيا، إذ كانت من أول روايات فليمنغ التي تواجه هذا الكم من النقد، كما نبذ شخص يدعى بول جونسون وهو من العاملين في مجلة نيو ستيتسمان الكتاب ووضعه تحت وصف أحد الكتب التي تتحدث في مضمونها حول الجنس والغرور والعنف، ولكن تم قبول الرواية بشكل أفضل وأحسن حين تم صدورها في الأسواق الأمريكية.
كما تم في وقت لاحق نشر الرواية على شكل متسلسل في إحدى الصحف التي تعرف باسم صحيفة ديلي اكسبرس، في البداية كانت على شكل قصة قصيرة ومختصرة، ثم بعد ذلك تم التوسعة في أحداث ومجريات الرواية ونشرها على شكل سلسلة هزلية، ومن ثم تم تحويلها لفيلم للمرة الأولى في سنة 1962م، وفي سنة 2008م، تم العمل على نشر نسخة منه على قناة بي بي سي.
رواية الطبيب نو
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام التي تم بها إسناد مهمة إلى رجل يدعى جيمس بوند، حيث أن جيمس كان يعمل في مجال التحقيق، وقد أوعز إليه رئيسه في العمل القيام في مهمة وصفها بالسهلة إلى إحدى المستعمرات التي تعرف باسم مستعمرة جامايكا التي كانت تابعة إلى دولة بريطانيا، وفي ذلك الوقت كان جيمس قد تعافى عن قريب من إحدى حالات التسمم الجسيم الذي أصيب بها جراء إحدى العمليات والمهمات التي قام بها والتي أطلق عليها عميلة سميرش، وفي تلك الأثناء تم أمر جيمس بالتحقيق حول قضية اختفاء لرئيس مركز في مدينة كينغستون، وهذا الرئيس كان يعرف باسم القائد جون وسكرتيرته.
وبعد اطلاع جيمس على ملف القضية وجد أن السكرتيرة التي تدعى ستراغوايز كانت تحقق حول مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها طبيب يدعى جوليوس نو، وهو طبيب صيني يقيم في دولة ألمانيا، حيث يقيم لوحده ومنعزل في إحدى الجزر التي تعرف باسم جزيرة كراب كي الخيالية، وفي تلك الأثناء كان الطبيب يدير منجم يعرف باسم منجم ذرق الطائر، تحتوي الجزيرة في أحد أطرافها مستعمرة لطائر أبو ملعقة الوردي، وفي ذلك الوقت كانت تنتشر الكثير من الشائعات حول وجود تنين شرير يعيش هناك أيضاً.
كانت هذه المجموعة من الطيور والتي تعرف باسم أبو ملعقة الوردي محمية من قِبل إحدى الجمعيات الوطنية التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعرف باسم جمعية أود وبون، والتي توفي اثنان من ممثليها أثناء تحطم طائرتهم في المكان المخصص إلى هبوط طائرات نو، وحين وصل جيمس إلى المستعمرة سرعان ما أدرك بأن هناك من يقوم بمراقبته، حيث أن غرفته الفندقية كانت باستمرار تبدو مفتشة، كما كانت تصله سلة من الفاكهة كل فترة، وقد كانت تلك الفاكهة مسممة، ويتم الإشارة إلى سلة الفاكهة على أنها هدية من المدير المعماري للفندق، كما كان يتم وضع الحريش القاتل في سريره أثناء نومه.
وفي أحد الأيام زار جيمس بشكل سري للغاية جزيرة تعرف باسم جزيرة كارب كي؛ وذلك من خلال مساعدة أحد أصدقائه القدامى الذي يدعى كورل؛ وقد كان سبب الزيارة ليعرف إن كانت هناك أي علاقة بين الطبيب واختفاء العملاء، وحين يلتقي جيمس وكورل بسيدة تدعى هوشن، والتي بدورها كانت في تلك اللحظة تقوم بتجمع الأصداف الثمينة والنفيسة، وأثناء اللقاء تم إلقاء القبض من قِبل رجال الطبيب على كل من جيمس وهوشن، وقد كان ذلك بعد أن تم حرق كورل حتى الموت بواسطة تنين الطبيب، والذي كان عبارة عن عربة مدرعه قاذفة للهب مصممه من أجل منع أي معتدي من الاقتراب من تلك المنطقة.
ثم بعد ذلك تم أخذ جيمس وهوشن إلى إحدى المنشآت المحكمة والتي كانت منحوتة داخل أحد الجبال، وهناك أشار الطبيب إلى جيمس أنه يعمل مع مجموعة من الأشخاص التابعين إلى دولة روسيا، وأنه قام ببناء المنشأة المحكمة تحت الأرض، والتي من خلالها يتمكن من القيام بتخريب كافة الاختبارات للصواريخ التي تعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تنطلق من مدينة كاب كانفيرال، حيث أن الطبيب كان في السابق أحد أعضاء منظمة تونغ الصينية، ولكن تم إلقاء القبض عليه من قِبل إحدى المنظمات؛ وقد كان ذلك جراء سرقته لمبلغ كبير من مالهم، ولكي يجعلوه عبرة للآخرين قاموا رؤساء المنظمة بقطع يديه ثم بعد ذلك اطلقوا النار عليه، ولكنه تمكن من النجاة بنفسه؛ وذلك لأن قلبه كان في الجهة اليمنى من صدره ولم تصبه الرصاصة.
ثم بعد ذلك كان الطبيب يولي كامل اهتمامه إلى قدرة الجسم البشري على تحمل الألم والبقاء على قيد الحياة، لذلك أجبر جيمس على عبور طريق العقبة المبني داخل نظام تهوية المنشأة، ومن هنا بقي جيمس تحت الملاحظة، وبينما كان يعاني من الصدمات والصقعات الكهربائية التي كان يتلقاها والحروق التي ألحق بجسده والعناكب الكبيرة السامه، انتهى أمر تعذيبه بالقتال مع الحبار العملاق الأسير والذي تمكن من هزيمته من خلال استخدامه إلى مجموعة من الأسلحة المرتجلة، وبعد هروب جيمس صادف هوشن والتي تم تركها مربوطة لتأكلها السرطانات، ولكن تمكن من الفرار والهروب بعد أن تجاهلوه، وفي النهاية تمكن جيمس من قتل الطبيب باستخدام آلة تحريك ذرق الطائر في الأحواض بعد أن استولى عليها وحول اتجاه تدفق الدرق ليدفنه حياً به.