نبذة عن رواية العم سيلاس:
تُعد رواية العم سيلاس هي رواية غموض وإثارة على الطراز القوطي الفيكتوري، تمّ تأليفها في عام 1864م من قِبَل المؤلف والروائي الأيرلندي جي شيريدان لو فانو. وعلى الرغم من مقاومة المؤلف لو فونو لتصنيف الروائي على هذا النحو، فقد تمّ الترحيب بها باعتبارها عملًا من الخيال الحسي من قِبَل المراجعين المُعاصرين والنُقاد الحديثين على حد سواء.
كما تُعد هذه الرواية مثال مُبكر على النوع الفرعي لغموض الغرفة المغلقة، بدلاً من كونها كغيرها من الروايات القوطيّة، رواية عن الطبيعة الخارقة. حيث يظهر لو فونو فيها اهتمامًا قويًا بالتنجيم وبأفكار العالم السويدي إيمانويل سويدنبورج، الفيلسوف الصوفي المسيحي.
الشخصيات:
- العم سيلاس روثين.
- مود روثين.
- أوستن روثين.
- مونيكا نوليز.
- السيدة دي لا روجيير.
- دادلي.
- ميليسنت.
ملخص أحداث رواية العم سيلاس:
رواية العم سيلاس هي رواية تمّ قصها من قِبَل فتاة صغيرة تُدعى مود روثين، وهي فتاة تقطن مع والدها المنعزل والخميل أوستن روثين في قصرهم في نول. قامَ كل من والدها وابنة عمها السيدة مونيكا نوليز بتعليمها بشكل تدريجي المزيد عن عمها سيلاس روثين وهو شخص شاذ عن جميع أفراد العائلة، لم تقابله مود من قبل كما أنَّها تُعلمها أساسيات الحياة ومخاطرها. فقامَ سيلاس في أحد المرات بإشعال النار في أحد المزارع وكان مُقامر سيء السمعة، ولكن بعد أنْ وُضع في الكنيسة لتعليم قيم الأخلاق، يبدو أنَّه أصبح مسيحي صالح بشدة. ولكن تتلوث سمعته مرة أخرى بعد أنْ أقدم رجل يدين له سيلاس بدين قمار ضخم بالانتحار، وانتحر هذا الرجل في أحد غُرف قصر سيلاس.
وفي بداية الرواية يُحضر والد مود المربيّة الفرنسيّة السيدة دي لا روجيير؛ وذلك لتكون رفيقة لابنته. كانت السيدة دي لا روجيير تُرعب مود بكافة تصرفاتها، وكان يبدو عليها أنَّ لديها مُخططات كثيرة لها. وفي يوم من الأيام كانت مود والسيدة دي لا روجيير تتمشيان وبدأت مود بإجراء حديث مشبوه مع عدد من الغرباء الذين يبدو أنهم على معرفة بالمربية. وفي أحد الأيام وجدت مود المربية تسرق من مكتب والدها، وعندما اكتشف والدها ذلك قامَ بطرد المربية من بيته.
سألها والدها عمّا إذا كانت مود على استعداد لمجابهة كبيرة مع المجتمع لتبرئة اسم عمها والأسرة بشكل عام، ولكن بعد وقت قصير من قبولها مجابهة من حولها مات والدها وتركها لوحدها تجابه هذا المجتمع. وعندما قرأت مود وصية والدها، اتضح أنَّ والدها أوصاها بأنْ تبقى مع عمها سيلاس حتى تبلغ سن الرشد، وإذا ماتت وهي لا تزال قاصرة تنتقل الورثة إلى سيلاس. حاولت السيدة نوليز والدكتور برايرلي (وهم من معارف والد مود) تغير رأي مود ومنعها من الذهاب للسكن مع عمها، ولكن ترضخ مود لوصية والدها وتذهب لقضاء السنوات الثلاث والنصف القادمة مع عمها.
وفي البداية، وجدت الشابة مود الحياة غريبة نوعًا ما إلى جانب عمها سيلاس، ولكنها لم تكن منزعجة منه أو من تصرفاته، على الرغم من وجود أُناس غريبون ومشؤومون مثل العاملين غير الودودين وديكون هوكس ذو الرجل الواحدة. كان مظهر سيلاس نفسه يخيف مود ولكنه مع ذلك يبدو لطيفًا معها، على عكس معاملته لأطفاله دادلي الفاسد وميليسنت. على الرغم من أنَّ مود كانت تشعر بالضيق من تصرفات وأخلاق ميليسنت الريفيّة، إلّا أنَّهم أصبحوا أفضل الأصدقاء وكانا لبعضهما البعض مصدر الرفقة الوحيد. وأثناء إقامتها مع العائلة كان دادلي يحاول التودد إلى مود، ولكنها ترفض كافة محاولاته.
كان العم سيلاس يواجه وبشكل دوري نوبات جامدة وغامضة، ولهذا كان لا بد له من استهلاك كمية هائلة من الأفيون. وهنا بدأت الأحداث المشؤومة المختلفة تحدث في منزل العم سيلاس وأصبح من الصعب على مود وميليسنت إيجاد أي طريقة للخروج والتنزه خارج المنزل. وفي غضون ذلك يقع دادلي بحب مود ويعرض عليها الزواج، وعندما تفتح مود هذا الموضوع مع سيلاس، يحاول عمها إقناعها بالموافقة على ولده، فيعتبر دادلي شاب هادئ وطيب للغاية، كما أنَّه محبوب من قِبَل الجميع.
ولكن بعد ذلك، يظهر أنَّ دادلي متزوج قبل فترة من الزمن وهذا يجعل مود تشعر براحة كبيرة، فلم تكن تريد الارتباط بشخص هادئ مثله، فهي تُحب الحيوية والمرح. يغادر دادلي وزوجته للإبحار من ليفربول إلى نيويورك، ويقرر بعد ذلك ميليسنت أنْ يلتحق بمدرسة داخلية في فرنسا فيوافق سيلاس على ذلك ويُخبر مود بأنَّها ستلتحق بنفس المدرسة بعد ثلاثة أشهر.
صُدمت مود لرؤيتها سيدة عاملة تُقيم في منزل عمها سيلاس وتشك بأنَّ دادلي لم يغادر المكان أبدًا. وفي أحد الأيام، أرادات مود الذهاب إلى لندن، فقام عمها بتكليف السيدة باصطحابها أولاً إلى لندن، ومن ثم تذهب بها إلى دوفر عبر القناة. وأثناء الرحلة نامت مود طوال الطريق واستيقظت لتجد نفسها مرة أخرى في منزل عمها، فلم تكن رحلتها كما تم إخبارها بل كانت مجرد رحلة ذهاب وإياب إلى لندن. وبعد ذلك وجدت نفسها محتجزة في واحدة من غرف نوم القصر وكانت السيدة التي رافقتها تراقبها، وخلال هذا الوقت كان الجميع يظنون بأنَّها قد ذهبت إلى فرنسا.
ووقتها تتذكر مود تحذيرات السيدة نوليز وترفض شرب أي نوع من المواد المخدرة، التي كانت السيدة التي تراقبها تشريبها إياها. وأثناء حراستها لغرفة مود، نامت السيدة على فراش مود بعد فترة بسيطة من محاولتها لإعطائها المخدر. وفي وقت لاحق من تلك الليلة، قامَ دادلي بتسلق المبنى ودخل الغرفة غير المضاءة وقامَ بفتح النافذة من الخارج. ومختبئًا بعيدًا عن الأنظار، شاهدت مود دادلي يقتل السيدة التي كانت بجانبها بوحشية، ولكنه لم يكن يقصد ذلك فالظلام كان حالك.
دخل العم سيلاس إلى غرفة مود الغرفة، ولكن بسرعة هائلة وبمساعدة ابنة ديكون التي كونت مود معها صداقة قوية أثناء تواجدها في المنزل، تمّ حمل جثة السيدة التي قُتلت بواسطة عربة إلى ملكية السيدة كنولي، وحاولا قدر الإمكان إبعادها عن منزل العم سيلاس. وفي الصباح الباكر، تفاجأ جميع من في المنزل بتواجد العم سيلاس ممددًا على الأرض، فوجدوا بجانبه الأفيون وتبين أنَّه قد تناول جرعة كبيرة جدًا منه، تسببت بوفاته أثر نوبة قلبية.
غادر دادلي المنطقة وظل هاربًا لفترة طويلة في أستراليا ولم يعد لبيت والده أبدًا. وبالرغم من المحاولات المستمرة من دادلي للتقرب من مود، إلّا أنَّها وقعت بحب اللورد إلبيري الساحر والوسيم وتنهي ذكرياتها بملاحظة فلسفية تقول فيها: هذا العالم مليء بالأشباح والأشياء الروحية الخالدة الظاهرة على الشكل المادي، ولكن أنا على يقين بأنَّ الرب سيكون معي بكل تحركاتي.