رواية الكثبان - Dunes Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب فرانك هربرت وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، إذ صدرت عنه الكثير من الروايات والقصص التي طغى عليها طابع الخيال العلمي، وقد تم تجسيد الغالبية العظمى من أعماله الأدبية إلى الأفلام السينمائية وحصدت العديد من الجوائز العالمية، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي رواية الكثبان، وتم العمل على إصدار الرواية في عام 1965م.

رواية الكثبان

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الحديث عن الحياة المستقبلية للبشر، إذ يصبحوا مع مرور الوقت قادرين على العيش في الكواكب، والتي تصبح في ذلك الوقت صالحة للعيش فيها، وبالرغم من التطور الكبير الذي حدث في العلوم والتكنولوجيا والتي تم تطويرها بشكل كبير في القرن العشرين، إلا أن الذكاء الصناعي والكمبيوتر كانا من الأمور الممنوعة استعمالها بشكل مطلق؛ وذلك بسبب تغيب هذا النوع من التكنولوجيا في ذلك الوقت، إذ تمكن البشر من أن يقوموا بتطوير للعقول البشرية حتى تكون قادرة على أداء المهام المعقدة والمستعصية، وقد كان ذلك الأمر يشمل كذلك الحوسبة العقلية، وهي مهمة يشرف عليها مدربين مختصين.

وفي ذلك الوقت كان على تلك الكواكب مجموعة تعرف باسم الأخوية، إذ تعتمد تلك المجموعة بشكل كبير على قدرات الإنسان من ناحية البنية الجسدية والبنية العقلية، وذلك من خلال الاعتماد على أحد أنواع البهارات والذي يعرف باسم ميلانج، حيث أنه كان أعضاء تلك المجموعة يسعون إلى تعزيز الجنس البشري من خلال السيطرة عليه وتربيته وفق قوانين منظمة، وقد مرت مجموعة الأخوية بالعديد من السنوات، والتي هدفها إنتاج إنسان يكون قادر على الوصول إلى ذاكرة الأسلاف السابقة، إذ يتميز بالقوى العقلية الحيوية الخارقة التي تمكنه من عبور الزمن والفضاء، وقد كانت تلك المجموعة كذلك تدير أمور الفضاء والتي بدورها كانت محتكرة على قوانين السفر ما بين النجوم.

كما كان يقوم أعضاؤها في ذلك الوقت باعتماد ميلانج فيما بينهم، إذ يعتمد الملاحون على ما يُعرف باسم الهيغلينر في رؤيتهم للأمور الغيبية، والتي كان يرون من وجهة نظرهم أنها توفر الأمان للمسافرين عبر السفن، وقد كان يمتلك الملاحون أيضاً قوة شحن ضخمة جداً تقدر على نقل كم هائل من المركبات الفضائية بين النجوم في سرعة خيالية، إذ يعتمدون على مسحوق التوابل ذاته والذي كان من أهم الأمور التي تفيد الشيخوخة والتنبؤ اللا محدود، وهذا النوع من التوابل لا يمكن الحصول عليه إلا في صحراء معينة لا توجد إلى على كوكب أراكيس، وهذا ما جعل هذا النوع من التوابل ذو قيمة عالية وثمينة وأصبح يستخدم كعملة تبادلية بين الأشخاص.

ومن كان يُعنى بتوزيع هذا النوع من التوابل هي ذات المؤسسة التي تحدد الدخل لكل بيت، كما كان كوكب الذي يقيمون عليه هو عبارة عن نظام بيئي صحراوي شديد القسوة والعدوانية، كما كان ذو كثافة سكانية منخفضة يعيش فيه المقاتلون الناجون من الظروف المناخية القاسية والذين لديهم طقوس تركز على قيمة الماء وأهميتها وكيفية حفظها في ذلك الكوكب القاحل، فهم ينظرون إلى كيف لهم أن يحفظون الماء المقطر من أجساد موتاهم، فقد أراد الكاتب من خلال الرواية أن يشير إلى أن كيف لهؤلاء الشعوب التكيف مع البيئة من الناحية الفسيولوجية.

وفي ذلك الوقت وعلى ذلك الكوكب كانت منظمة تعرف باسم منظمة لاندسراد، وفي تلك المنظمة كانت عائلة تعرف باسم اتردايس تمتاز بشعبية كبيرة، كما كان لتلك العائلة توجهات السياسية، وهذا ما أخاف الإمبراطور شادم الرابع وعائلته، وعلى أثر ذلك عقد اجتماع طارئ للعائلة الحاكمة، كان من ضمن ما أمر به شادم هو العمل على تدمير عائلة اتردايس بأكملها، ولكن ليس بشكل علني، فقد خشي أن يتسبب هذا الأمر بغضب منظمة لاندسراد.

وبالتالي يؤدي إلى قيام حرب أهلية، وهنا فكر الإمبراطور في استغلال الخلاف القديم الذي كان قد وقع بين العائلتين اتردايس وهاركونن، وذلك من أجل التستر على المعتدي الأصلي من خلال استغلال سلطة فلاديمير هاركونن في طرد عائلة اتردايس من الإقطاعية بأكملها، فمن المعروف وقتها أن تلك الإقطاعية محمية بقوات عسكرية تقع تحت سلطة عائلة هاركونن.

وفي ذلك الوقت كانت كل المؤشرات تقول أن عائلة اتردايس لن تتمكن من مواجهة الهاركونن وهذا ما جعل عائلة اتردايس تتشتت ولا تقوى على صد أي هجوم من عدوها، إضافة على تفشي الخيانة بين صفوفها وهذا ما جعل تسليم أي عنصر من العائلة أو حتى قائدهم ليتو نفسه إلى جحيم الهاركونن هو أمر سهل للغاية.

وفي تلك الأثناء تم القبض على أحد أنصار العائلة من قبل القوات السارداكارية، وقد كان يدعى توفير هاوات، حيث أن ذلك الشخص كان يتميز بذكاء اصطناعي محوسب، وكذلك تم اعتقال جندي آخر يدعى هالكسكيب غرني، كما كان هناك طبيب يدعى لونغتون، وهو من الأشخاص الذين كان مشكوك في أمر ولائه وانتمائه لعائلته الاتردايس، فقد قام في أحد المرات بزراعة أسنان مسمومة في فم شخص يدعى ليت وذلك في أمل منه أن يقوم بتصفية بارون الهاركونن؛ وكان السبب في ذلك هو عداء شخصي قديم معه.

وبعد مرور سنوات عدة أدرك شخص يدعى بيتر وهو من الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلة الاتردايس أن الشعب الذي ينتمي إليهم يمتازون بقوة لا يشق لها غبار، وهذه القوة تمكنها من هزيمة جيوش السارداكار واسترجاع كوكب اراكيس الغني بالتوابل، وبسبب النهج الغذائي الذي كان يتبعه شعبه إضافة إلى القوى الخارجية جعلت منه شخص قادر على التنبؤ بالأحداث المستقبلية، ومع ازدياد نفوذه تمكن من بدء مشروعه الجهادي ضد حكم عائلة الهاركونن، والذي أطلق عليه اسم موديب، فقد تنبأ موديب إن جهاد شعب الفرمن سوف يتمدد إلى أن يصل لحرب على مستوى الكون بأكمله؛ وذلك من أجل تجنب الخمول في الجينات.

وفي ذلك الوقت يشعر بيتر بالقلق جراء الحماس الذي يبدو على موديب، إذ أنهم لم يضعوا في حسبانهم إن موديب قد يصبح القائد على ذلك الكوكب، فقرر بيتر إرسال ابن أخيه وولي عهده إلى الكوكب على أمل كسب رضا واحترام سكان الكوكب وأخذهم في صفه.

وبعد مرور عدة أسابيع أصبح بيتر في حالة مزرية، إذ بدا أنه قريب من الموت، فيقدم إلى الشعب حتى يؤكد مدى قواه التنبئية وأنه قادر على مشاهدة كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل، كما أنه قال يشاهد السماء ويؤكد للشعب أن الإمبراطور والهاركونن قد حشدوا العديد من القوات من أجل غزو كوكب الأرض والتمكن من السيطرة عليه، كما أكد بيتر إن فقدان السيطرة على إنتاج التوابل في كوكب باراكيس قد يؤدي إلى ردة فعل تدمر جميع التوابل على هذا الكوكب، لذا ينبغي على الجميع عدم إغراق الحقول بماء الحياة السام.

وفي ذلك الوقت عصف هجوم قوي من أجل تصفية شعب الفرمن، وقد حاولت القوات جاهدة إفشال الثورة تحت عناية ومراقبة الإمبراطور، وفي تلك الأثناء قام بيتر وجيشه تحت غطاء عاصفة مليئة بالرمال بمهاجمة المدينة، وهنا تمكن بيتر من اختراق دفاعات المدينة الأساسية وقد واجه الإمبراطور الذي هدده بتدمير كوكب التوابل منهياً بذلك سيطرة تلك الطبقة، وهنا سرعان ما قام بيتر بقتله.


شارك المقالة: