مفهوم الذكاء الاصطناعي في علم الاجتماع الرقمي

اقرأ في هذا المقال


زاد الاهتمام السوسيولوجي بدراسة الجوانب المختلفة للذكاء الاصطناعي والمجتمع حيث تم تسويق أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا في المجالات المختلفة، لقد انفجر الأدب البحثي نتيجة لذلك، ويمثل التنقل في هذا الكم الهائل من الأدب تحديًا لأولئك الذين دخلوا للتو مجال علم اجتماع الذكاء الاصطناعي، يعتبر الذكاء الاصطناعي مجالًا فرعيًا لعلم الاجتماع الرقمي في حد ذاته.

مفهوم الذكاء الاصطناعي في علم الاجتماع الرقمي

يشير الذكاء الاصطناعي إلى مجال البحث العلمي أو المجتمع المعرفي، وهو مساحة اجتماعية للمهنيين المدربين الذين تتمثل وظائفهم في إنشاء المعرفة ونشرها، يظهر انتشار مختبرات أبحاث الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية والصناعية، والمؤتمرات كيف أصبح هذا المجتمع المعرفي أكبر وأكثر ديناميكية، وهذا المجتمع محكوم بعلاقات القوة بين الوكلاء ومجموعات الوكلاء في الميدان.

الذكاء الاصطناعي كخوارزميات أو مجموعة من التعليمات الرياضية المعطاة لبرامج الكمبيوتر، ينظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه تقنية وصفية، ويتم تحليله من حيث مختلف التقنيات والتطبيقات الفرعية.

لقد تم تصور تطوير الذكاء الاصطناعي على أنه ظاهرة تكنولوجية واجتماعية وثقافية مميزة تشكل جزءًا من الثورة الرقمية، تمت دراسة الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع التقنيات الرقمية الأخرى مثل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء لتقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الأوسع لهذه التقنيات.

الأدبيات الاجتماعية حول الذكاء الاصطناعي في علم الاجتماع الرقمي

الذكاء الاصطناعي العلمي

تأتي الأبحاث الاجتماعية المبكرة حول الذكاء الاصطناعي من منظور علمي للذكاء الاصطناعي، والذي يقترب من الذكاء الاصطناعي كمجال بحث علمي أو كنظام للمعرفة، تتضمن الأسئلة التي يتم استكشافها كيفية إجراء أبحاث الذكاء الاصطناعي من قبل الجهات الفاعلة الاجتماعية في البيئات الاجتماعية، وبالتالي فهي مؤسسة مبنية اجتماعياً، وما هي آثار الذكاء الاصطناعي على طبيعة المعرفة البشرية والعلاقة بين الإنسان والآلة وغالبًا ما يأتي العلماء من علم اجتماع العلوم  والتفاعلات بين الإنسان والحاسوب.

حيث أنه أظهرت الأبحاث والدراسات أن تطوير الذكاء الاصطناعي داخل المختبرات ومعاهد البحث يتشكل من خلال علاقات القوة في مجال الذكاء الاصطناعي ومنافسته مع المجالات الأخرى للموارد، وإجماع آخر هو أنه بعيدًا عن الموضوعية تجسد أنظمة الذكاء الاصطناعي القيم الثقافية لمطوريها وتعيد إنتاجها.

تطرح التطورات الأخيرة في هذا المجال أسئلة مهمة مثل ما إذا كان يتم تنفيذ الذكاء الاصطناعي في بيئة اجتماعية ويتولى أدوارًا اجتماعية، ويسن الممارسات الاجتماعية، ويشكل علاقات اجتماعية، ثم كيف تخترق أنظمة الذكاء الاصطناعي المؤسسات الاجتماعية وتحولها، وفي هذه العملية تعيد تعريف المجتمع الحياة.

نهج آخر يأخذ نهج نظرية شبكة الممثلين الذي يفترض أن الأشياء والأفكار والأفكار موجودة جميعها في العلاقات الاجتماعية وبالتالي يجب النظر إلى البشر والآلات بالمثل في التحليل الاجتماعي، ويجادل بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعمل مثل الفاعلين الاجتماعيين البشريين لتشكيل العلاقات الاجتماعية وبناء الحقائق الاجتماعية.

يتناول الخيط الثالث في هذه الفئة مسألة آثار الذكاء الاصطناعي على المجتمع البشري والعلاقات بين الإنسان والآلة، على سبيل المثال يمكن للآلات الآن توليد المعرفة، وبالتالي تغيير كيفية إنتاج المعرفة وتلقيها واستخدامها، ومع ذلك جادل باحثون آخرون بأن الآلات غير قاد رة على قراءة السياقات والتأكيد على أن الآلات ليس لديها قدرة بشرية.

يجب أن تستجوب أسئلة البحث المستقبلية في هذه الفئة أسئلة علاقات القوة، بالنظر إلى الدور المتزايد الأهمية للشركات الاجتماعية والحكومات في تمويل وتشكيل أبحاث الذكاء الاصطناعي، يجب أن يدرس العلماء كيف واجه هذا التأثير مقاومة من مجتمع الذكاء الاصطناعي وآثار صراع القوى على أبحاث الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي الثقافي

لا يزال البحث الثقافي للذكاء الاصطناعي مجالًا ناشئًا، وينظر البحث في هذه الفئة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي باعتباره ظاهرة اجتماعية ويفحص تفاعلاته مع الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية الأوسع التي يتطور فيها ويتشكل من خلالها، يمكن أن يساعد تعميم ثقافة الذكاء الاصطناعي على توسيع وتعميق علاقات القوة غير المتكافئة في المجتمع.

درس الباحثون أيضًا البناء الاجتماعي للذكاء الاصطناعي، ينصب تركيزهم على كيفية استفادة المجموعات المختلفة من الموارد الثقافية المختلفة لتطوير سرديات الذكاء الاصطناعي التي تساعد على تعزيز أجنداتهم المختلفة، لقد ثبت أن التأطير الثقافي الفعال لتطوير الذكاء الاصطناعي ناجح في حالة تطوير الروبوتات في الدول المتقدمة.

أحد الآثار المترتبة على هذه النتائج هو أن الذكاء الاصطناعي المسؤول يمكن تشكيله وإنشائه من خلال تشكيل تصور مطوري الذكاء الاصطناعي لما يجعل الذكاء الاصطناعي شائعًا اجتماعيًا ومن خلال التأثير على التصميم الاجتماعي للذكاء الاصطناعي من خلال التأطير الثقافي الفعال للذكاء الاصطناعي وإلغاء تأطيره، يمكن صياغة تطوير مسؤول للذكاء الاصطناعي من خلال الجهود المتضافرة لأصحاب المصلحة المتعددين.

الذكاء الاصطناعي التقني

يعتبر الذكاء الاصطناعي تقنية وصفية ويحلل تطبيقاتها وتقنياتها الفرعية المختلفة، وتمت دراسة الأتمتة في مكان العمل على نطاق واسع من قبل علماء الاجتماع الرقمي، والحجة الرئيسية هي أن أنواع العمل المختلفة تتأثر بالذكاء الاصطناعي بشكل مختلف، يمكن أتمتة العمل الميكانيكي بشكل أكثر كثافة من العمل الذي يتطلب مدخلات بشرية أكثر تعقيدًا.

وجادل الباحثون الذين يفحصون التأثيرات الاجتماعية للمركبات ذاتية القيادة أنه لكي تعمل هذه الآلات المعقدة في المجتمع، يجب أن يكون هناك تعلم اجتماعي رقمي أفضل، يتطلب مشاركة العديد من أصحاب المصلحة مثل مطوري الذكاء الاصطناعي وعلماء الروبوتات والحكومة والجهات الفاعلة الاجتماعية الأخرى، ومع ذلك لا يزال هذا الخط من البحث محصوراً في المجال النظري والتخميني دون الكثير من البحث التجريبي لفحص الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع.

جدول أعمال بحثي مهم آخر ضمن هذه الفئة هو فحص استخدام الأنظمة الآلية للأغراض العسكرية، السؤال الرئيسي هو إلى أي درجة ينبغي للمرء أن يثق في الأنظمة الآلية عندما تتخذ قرارات ذات خطورة عالية مثل استهداف وإطلاق النار، أو قتل البشر الآخرين، والقلق النظري المركزي هو التمييز بين الآلية و الاستقلالية، حتى الأنظمة الآلية معقدة للغاية فهي ليست بالضرورة مستقلة، وبالتالي فإن القرارات التي تتخذها مثل هذه الأنظمة في الحرب لها عواقب أخلاقية مهمة؛ لأن الآلات ليست مسؤولة عن قراراتها.

خط بحث آخر هو فحص الخوارزميات والتي تعتبر مؤسسات اجتماعية قوية، أن اتخاذ القرار باستخدام الخوارزميات يمكن أن يكون متحيزًا وتمييزيًا ومضللًا، وإنهم يقومون بأتمتة عدم المساواة، وغالبًا ما يتخذون قرارات تمييزية تُخضع الفقراء والمحرومين لظروف قاسية، وأساس الخلاف هنا هو أن الخوارزميات يقال إنها محايدة ولكنها غير حساسة اجتماعيا، وإنها تعزز عدم المساواة الاجتماعية القائمة، وبالتالي فهي إشكالية أخلاقية وسياسية.

المصدر: التفاعل الاجتماعي في المجتمعات الافتراضيه، للباحث عبد الله احمد القرني.علم الاجتماع الآلي، الدكتور علي محمد رحومة.الراي العام في الواقع الافتراضي وقوه التعبئه الافتراضيه، د محمد مصطفى رفعت.الثورة الافتراضية "دور وسائل التواصل الإجتماعي في الثورات"، د، نسرين عجب.


شارك المقالة: