رواية الملاذ - The Sanctuary Novel

اقرأ في هذا المقال


المؤلف والكاتب ويليام فوكنر من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أشهر الأدباء الذين أبدعوا وتميزوا في مجال الأدب، حيث أنه صدر عنه العديد من المؤلفات الأدبية مثل كتابة المسرحيات ودواوين الشعر والنصوص السينمائية والقصص القصيرة والروايات، وقد حصل على جائزة نوبل للأدب، وأول ما ذاع صيته كان في القرن التاسع عشر، ومن أكثر رواياته التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية الملاذ، إذ جسدت إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول موضوع عمليات الاختطاف التي تحصل للفتيات، حيث أن تلك الحادثة كان يريد الكاتب التطرق للحديث عنها كونها من الأمور التي تحدث على مستوى العالم، وقد كانت نظرته في تلك الرواية نظرة شمولية، إذ أن في أي مكان في العالم من الممكن أن تتعرض أي فتاة إلى مثل تلك الواقعة، وقد كانت تدور الوقائع حول إحدى الفتيات التي كانت ما زالت في مرحلة التعليم الجامعي، ومما تتسم به أنها من الفتيات اللواتي يتميزن بالعفة والشرف، إذ أنها في لحظة ما يتم اختطافها والاعتداء عليها، وقد كانت أحداث تلك الرواية تدور في ولاية تعرف باسم ولاية ميسيسبي، حيث كانت ذات الولاية التي ولد فيها المؤلف والتي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كانت في تلك الفترة منع تناول المشروبات التي تؤذي العقل وتفقده الوعي.

تم اعتبار الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها من أكثر الروايات التي أثارت الجدل بين الوسط الأدبي؛ وقد كان ذلك بسبب الفكرة الرئيسية التي تناولها الكاتب كموضوع يطرح من خلال الرواية وهو الاعتداء على الفتيات، وقد تم العمل على نشرها للمرة الأولى سنة 1931، ولكن على الرغم من ذلك كانت الرواية قد حصدت نجاحًا تجاريًا ونقديًا، وقد ادعى الكاتب أنه تأليفها رديء وأنه تمت كتابتها من أجل الحصول على المال في ذلك الوقت، ولكن عند إجراء المناقشة حولها من قِبل علماء الأدب وجدوا أنها من أهم الروايات التي تناقش قضية عالمية وشمولية.

رواية الملاذ

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى المقاطعات الخيالية والتي كانت من نسج خيال الكاتب، إذ أطلق عليها اسم مقاطعة يوكناباتا إذ أشار إلى أنها توجد في ولاية ميسيسبي، والزمن الذي كانت قد دارت به الوقائع هو أوائل القرن التاسع عشر، حيث أول ما تحدث الكاتب عن شخصية شاب يدعى هوراس، وقد كان ذلك الشاب يعمل في مهنة المحاماة، وتطغو على حياته حاله من الإحباط واليأس بسبب أسرته ونمط الحياة الذي يعيشه وكل أمر حوله، وفي أحد الأيام يقرر أن يقوم بمغادرة بيته الواقع في منطقة تعرف باسم كينستون الواقعة في ولاية ميسيسبي بشكل مفاجئ، ويعزم بالعودة إلى مدينة جيفرسون وهي مسقط رأسه والتي تقع في مقاطعة يوكناباتا، حيث أن هناك كانت تقيم شقيقته الأرملة والتي تدعى نارسيسا مع ابنها وعمة زوجها المتوفى والتي تدعى الآنسة جيني.

وبينما كان يسير في طريقه إلى جيفرسون، يتوقف قليلاً من أجل الحصول على الماء، وقد كان المكان الذي توقف به قريب من مكان إقامة أحد الرجال الذي تعود أصوله إلى دولة فرنسا، كما كان في مرحلة متقدمة من العمر ويعمل في بيع الكحول ويدعى لي، وفي تلك الأثناء يتقابل هوراس كذلك مع أحد الرجال المنحوسين ويدعى بوباي وقد كان ذلك الرجل المنحوس مساعد إلى السيد لي، حيث أنه في ذلك يأخذه الرجل المنحوس إلى أحد القصور الذي يعرف باسم قصر بالي، وفي ذلك القصر يلتقي هوراس بالسيد لي والأشخاص الغرباء الذين يقيمون هناك معه.

وعند حلول المساء يعتلي هوراس سيارة أجرة من ذلك القصر لإكمال طريقة باتجاه جيفرسون، وعند وصوله إلى منزل شقيقته يدور بينه وبين شقيقته نقاش حول موضوع تركه لزوجته، وهناك في ذلك البيت يلتقي برجل يدعى غوان، وقد كان رجل أعزب من ذات المنطقة كان يتردد إلى منزل شقيقته ويتودد إليها باستمرار، وفي ذات المساء يعود هوراس إلى بيت والديه، والذي كان فارغ لسنوات عدة.

وفي تلك المدينة يبقى هوراس مع أحد أصدقائه القدامى والذي يدعى ستيفن، وقد كان في ذلك الوقت مدعو للذهاب من أجل حضور حفلة راقصة تقام في مدينة أوكسفورد، حيث أن ستيفن كان قد رجع إلى جيفرسون بعد تخرجه من الجامعة في مدينة فرجينيا، وقد كان في تلك المدينة أثناء دراسته الجامعية قد تعلم كيفية تناول الكحول وكأنه من طبقة النبلاء، وهو في الأصل كان ينحدر من عائلة ثرية وكان باستمرار يفتخر بتبنيه إلى الرؤية العالمية الأرستقراطية في فرجينيا، وفي تلك الليلة كانت ترافقه فتاة تدعى تيمبل، حيث كانت ما زالت طالبة في المرحلة الجامعية تتلقى تعليمها في جامعة ميسيسبي، وقد كانت تتصف بأنها فتاة سريعة في اتخاذ قراراتها ومتهورة في تصرفاتها، كما كانت تنحدر أصولها من عائلة ثرية من ولاية ميسيسبي كذلك، كما كان يعمل والدها في سلك القضاء.

وفي ذلك الوقت يضع كل من  ستيفن وتيمبل خطة من أجل اللقاء في صباح اليوم التالي؛ وذلك من أجل السفر برفقة مجموعة من زملاء الدراسة إلى مدينة ستاركفيل؛ وذلك من أجل حضور مباراة بيسبول، ولكن بعد توصيل ستيفن لتيمبل إلى بيتها بعد الانتهاء من حضور الحفلة الراقصة، يعلم ستيفن من سكان المنطقة أين يمكنه العثور على مكان تباع به المشروبات الكحولية بشكل سري، حيث أنها كانت ممنوعة في تلك الفترة، ويقضي ليلته بالشرب بشكل كبير، إلى أن يغيب عن الوعي أثناء ركوبه سيارته في محطة قطار، والذي من المفترض أن يلتقي بتيمبل في الصباح.

ولكن حين يستفيق من نومه يدرك أن موعد القطار قد فاته، وهنا يسرع إلى البلدة الموالية؛ وذلك حتى يلحق بالقطار ويلتقي به في مدينة تايلور، حينها يشير إلى تيمبل ويقنعها بالركوب معه في سيارته الخاصة إلى ستاركفيل، وقد كان ذلك الأمر مخالف إلى القوانين الجامعية بالنسبة للفتيات الشابات، ولكن تيمبل وافقت على عرضه واعتلت السيارة معه، وعلى الطريق يبقى ستيفن في حالة فقدان للوعي إذ كان مدمن للكحول بشكل كبير، وفي أثناء الطريق يقرر التوقف عند قصر السيد لي؛ من أجل البحث عن المزيد من المشروبات الكحولية، إلى أن يصدم سيارته بشجرة، وتلك الشجرة كان بوباي قد قطعها ووضعها على طول الطريق عن قصد؛ وذلك خشية من تعرضهم إلى أي مداهمة من قِبل عناصر للشرطة.

وفي تلك الأثناء كان كل من بوباي وشخص آخر يدعى تومي، وهو رجل لطيف لكنه يعاني من خلل عقلي ويعمل لصالح لي قد صادفا وقوع حادثة الاصطدام التي وقع بها ستيفن، وإذ بهم يرجعان بتيمبل وستيفن إلى القصر القديم، تكون تيمبل في حالة رعب وذعر؛ وذلك بسبب سلوك ستيفن والأشخاص والمناظر الغريبة التي تشاهدها في ذلك القصر، وحينما التقت بزوجة لي والتي تدعى روبي، سرعان ما نصحتها بالرحيل قبل حلول المساء، إذ أشارت إلى أنها سوف تزداد حالتها سوءًا أكثر مما هي عليه، ويبقى ستيفن في تناول المزيد من الكحول.


شارك المقالة: