نبذة عن رواية الملك أوتول وإورزته:
تُعد رواية الملك أوتول وإوزته رواية أيرلندية شعبية، قامَ الكاتب جوزيف جاكوبس بتأليفها في عام 1892م. وهي رواية تحكي قصة عجز الملك أوتول وإوزته، والمساعدة التي تلقاها من القديس كافين والتي غيرت له حياته.
الشخصيات:
- الملك أوتول.
- القديس كافين.
- الإوزة.
ملخص أحداث رواية الملك أوتول وإوزته:
في العصور القديمة في وسط أيرلندا عاش ملك اسمه أوتول، لقد كان رجلاً صالحًا ورياضيًا جيدًا أيضًا. كما أنَّه كان يُحب الصيد، فكان يصطاد في الجبال من الفجر حتى الغسق ويمضي وقتًا ممتعًا. ولكن للأسف حتى الملوك الطيبون يشيخون، عندما أصبح الملك أوتول كبير السن وغير مستقر صحيًا بحيث يتعذر عليه الركض في تلك التلال الخضراء، تساءل عما سيحدث له. كان قلبه يضعف، لكنه سرعان ما قرر أنَّه سيحصل على إوزة كحيوان أليف؛ وذلك ليتمكن من قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت معها.
كانت أوزة الملك أوتول ذو صحة جيدة وفي أيام الجمعة كانت تسبح عبر البحيرة وتغوص؛ وذلك من أجل اصطياد سمك السلمون المرقط لإطعام الملك. وفي باقي أيام الأسبوع، كانت الإوزة تطير حول البحيرة؛ لتسلية الملك بأسلوبها الغريب وتذكيره بأيامه التي كان بها يتجول ويلعب في كل الأماكن من حوله. كان كل شيء على ما يرام لعدة سنوات، ولكن الإوزة كانت تكبر أيضًا وبعد فترة، أصبحت الإوزة شديدة الصلابة بحيث لا يمكنها السباحة ولم تتمكن من الطيران، لذا لم يعد لدى الملك المسكين أوتول إوزة لإلهائه بصيد السمك.
ذات صباح كان الملك أوتول يسير على ضفاف البحيرة يشكو من سوء حالته ويبكي عندما ظهر أمامه شاب قوي، فبدأ يفكر في إغراق نفسه، وعندها استدار نحو الشاب وقال له: حفظك الله أيها الشاب. فرد الآخر: حفظك الله بلطفه أيها الملك أوتول. فقال الملك أوتول: هذا صحيح أنا الملك أوتول، ولكن كيف عرفت ذلك؟ أخبره الشاب: أنا من هذه المنطقة أيها الملك. تابعا حديثهما أثناء مشيهما وتبادلا بعض الهموم.
وفي هذا الأثناء، كان القديس كافين هو الشاب ولكنه متخفيًا تحت عباءة وتحت اسم القديس باركر وقال: هل لي أنْ أتجرأ على سؤال كيف حال إوزة الملك أوتول؟ قال الملك: كيف عرفت بأمر بإوزتي؟ تلبك وقتها الكاهن وقال: لا يهم اعتبرني لم أقل شيء أيها الملك أوتول. وبعد المزيد من الكلام الذي دار بينهم، قال الملك: ما هي طبيعتك أيها الكاهن؟ فرد عليه وقال: أنا رجل أمين. قال الملك: حسنًا أيها الرجل الصادق، وكيف تجعل تجني رزق جيد؟ قال كافين: بجعل الأشياء القديمة جيدة مثل الجديدة.
تعجب الملك أوتول من كلام الكاهن وكان يتساءل بداخله كيف يمكن جعل الأشياء القديمة جديدة، فسأل القديس: هل تعبث بالأشياء لجعلها جديدة؟ قال الآخر: لا أيها الملك أوتول أنا لا أعبث بالأشياء، كما أنَّه لدي صفقة لك أفضل من كل المصالح. أكمل القديس: ماذا ستقول إذا جعلت إوزتك القديمة ذو صحة جيدة مثل الإوزة حديثة الولادة؟ عندما سمع الملك هذا الكلام كانت عيونه على وشك القفز من رأسه، فأطلق الملك صفارة ونزلت الإوزة المسكينة تمامًا مثل كلب الصيد تتجول حول سيدها الفقير العاجز.
أخذ القديس الإوزة ووضع عينه أمام عينيها مباشرة وقال: إذا قمت بما أخبرتك به ما الذي سأجنيه بالمقابل؟ قال الملك أوتول: إذا فعلت ذلك سأقول إنَّك أذكى رفيق قد قابلته في الرعايا السبع. قال القديس: هذا ليس الشيء الذي أود الحصول عليه، ما رأيك أنْ تعطيني كل الأراضي التي تطير بها الإوزة وبعدها تُصبح إوزتك بأحسن حال؟ قال الملك: سأفعل كل ما تطلبه.
أمسك القديس الإوزة من جناحيها وقال: سأجعلك الطائر الرياضي مرة أخرى. وبعد ذلك صنع منها شكل صليب وبدأ يُغني عليها أغاني مباركة ورماها في الهواء. قال الملك أوتول: يا للعجب جوهرتي تطير وتحلق مرة أخرى! قال القديس: حسنًا يا عزيزي الملك كان مشهدًا جميلًا أنْ أراك مذهولًا وفمك مفتوحًا ناظرًا إلى إوزتك العجوز المسكينة تحلق مثل النسر. وعندما عادت الإوزة إلى الملك أوتول، ربت على رأسها وقال: عزيزي مافورنين لقد ملكتني العالم.
قال القديس كافين: هل ستعطيني الآن الأراضي التي وعدتني بها؟ قال الملك: لقد فعلت شيء أشبه بالخيال وهو فن لا يتفوق عليه أي فن آخر. وأكمل الملك أوتول: أنا مدين لك بفضل كبير وسأعطيك كل الأراضي التي طارت عليهم إوزتي الحبيبة، على الرغم من أنَّها آخر فدان أملكه إلّا أنَّك تستحقها وبشدة، فلقد كنت فاقد للأمل بأنْ تقوم إوزتي بالطيران مرة أخرى وأتعجب حاليًا من إنْ كان بمقدورها الغوص وصيد السمك.
قال القديس: من الجيد أيها الملك أوتول أنَّك قلت هذه الكلمات، فكنت أنوي أنْ أقوم بشواء الإوزة وأكلها إنْ لم تفي بوعدك. قال الملك أوتول: يا للهول! من حسن حظي أنَّني قلت ذلك. وأكمل: أنت رجل مجاور وجئت إلى هنا فقط لأجربك، وملكتني الدنيا بما فعلته شكًرا لك! قال القديس: أنت لا تعرفني لأنني متنكّر. تخوف الملك من الأمر وظن بأنَّ هنالك أمر خطير وراء ذلك. فقال القديس كافين نفسه: أنا القديس كافين أعظم جميع القديسين.
تعجب الملك أوتول للغاية وبدأ يرسم علامة الصليب بين عينيه وسقط على ركبتيه أمام القديس وقال: يا إلهي! هل أنت حقًا القديس كافين العظيم؟ هل كنت أُخاطبك طوال هذا الوقت دون أنْ أعرف ذلك؟ أنا أعتذر منك أيها القديس العظيم إذا قلت شيء لم يكن مناسب قوله لعظيم مثلك، ولكنني ظننت أنَّني أتحدث إلى قديس ليس ذو مقامٍ عالِ. قال القديس كافين: نعم إنَّه أنا القديس كافين، وها أنت تعرف الآن من أنا. وبالطبع كون القديس رجل فاضل لم يقبل أخذ الأراضي التي طلبها من الملك، وسُعد الملك بذلك كثيرًا؛ فهي آخر ما يملك، ولم يُفكر وقتها أنَّه إذا أعطاه الأراضي لن يبقى له سكن ليبقى فيه.
وهكذا كان للملك إوزة جيدة كالجديدة لتواسيه طوال حياته، وسانده القديس كافين في كل مواقف حياته فلم يتركه وحده أبدًا بعد أنْ رأى ضعفه. وبعد وفاة الملك بقليل، ذهبت الإوزة المسكينة كالمعتاد في يوم الجمعة لصيد سمك السلمون المرقط، ولكن بدلاً من صيد سمك السلمون المرقط اصطادت ثعبان بحر كبير وقتل ثعبان البحر إوزة الملك، ولكنه لم يأكلها لأن القديس كافين قام بمباركتها بيديه المباركتين. وهكذا كانت نهاية كل من الملك أوتول وإوزته العجوز.