رواية الموقف - The Stand Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الأديب والمؤلف ستيفن كينغ وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين برزوا في القرن التاسع عشر، حيث أن رواياته تم تصنيفها تحت مسمى روايات الفانتازيا المرعبة، كما تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي الموقف، ونظراً لأنها لاقت صدى واسع حول العالم فقد تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وتُعتبر الرواية رابع رواية تم نشرها للكاتب، كما أنها من أطول الروايات التي نشرها على الاطلاق، وقد تم العمل على نشر الرواية في عام 1978م.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية الحديث عن موضوع نهاية العالم، حيث أنّ أحداثها ووقائعها تدور بعد نهاية العالم، إذ أنها تتوسع في متابعة لسيناريو القصة القصيرة التي كان قد أصدرها قبل رواية الموقف وهي قصة إبحار الليل، حيث أن الكاتب أراد أن يعرض من خلال الرواية الرؤية التفصيلية التي كانت ناتجة عن الانهيار الشامل للمجتمع بعد الأحداث التي تسببت بها الحادثة التي تم من خلالها إطلاق سلالة من الإنفلونزا والتي كانت معدلة من أجل الحروب البيولوجية، حيث أن تلك الجائحة كانت قد قضت على العالم بأكمله، وأدت إلى قتل أكثر من نصف سكان العالم.

تم العمل على إصدار الرواية للمرة الأولى في سنة 1978م، وقد كان ذلك من خلال مجلد، حيث أنها في ذلك الوقت كانت تشير إلى وقائع سوف تحدث في سنة 1980م، كما تم تقديم ذلك المجلد لنسخة مختصرة للرواية، ثم بعد ذلك تم تغيير في تاريخ الوقائع لتصبح في سنة 1985م، وهنا كانت قد ظهرت شخصية راندال لأول مرة وهي تلك الشخصية الشريرة والرئيسية التي تم اعتمادها من قِبل ستيفن كينغ في رواياته.

ومع بداية عام 1990م، تم إصدار الطبعة الكاملة للرواية بدون حذف أياً من أحداثها، وقد تمت الإشارة إلى عدم الحذف بطباعة خطية في مقدمة الرواية، وهنا تم اعتبار الكتاب الذي طبعت به الرواية من أطول الكتب التي تم نشرها للكاتب ستيفن كينغ، وعلى أثر ذلك حذرت الشركة المنتجة والتي تعرف باسم مجموعة دبل دي المؤلف كينغ بأن السوق ليس لدية الإمكانية في تحمل تكاليف حجم الكتاب.

وهذا ما جعل كينغ يوافق على حذف مجموعة كبيرة من صفحاته واختصارها والتغيير في أحداثها وتواريخها، وأنه بعد ذلك تم نشر الصفحات المحذوفة حسب اختيار المؤلف، بالإضافة إلى إجراء بعض التحديثات على الزمن ووقائع الرواية من الثمانينيات في القرن العشرين إلى التسعينيات من القرن ذاته، كما تضمنت الطبعة الجديدة مقدمة قام بكتابتها المؤلف كينغ بنفسه.

رواية الموقف

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى القواعد العسكرية الواقعة في الولايات المتحدة أمريكية، والتي كانت بعيدة عن الأماكن السكنية، حيث أنه في ذلك الوقت يتم إطلاق سلاح من سلالة إنفلونزا يعرف باسم المشروع الأزرق، لكن لم يكن ذلك بشكل مفتعل ولم يكن أمر مقصود، وإنما كان عن طريق الخطأ في إحدى المختبرات السرية والتي كانت موجودة آنذاك تحت سطح الأرض، وفي تلك الأثناء يكون هناك شخص يدعى تشارلز كامبيون، حيث كان تشارلز يعمل كجندي مسؤول عن الأمن في ذلك المختبر.

وفي تلك اللحظة يتمكن تشارلز من الهروب إلى القاعدة، وذلك بسبب عطل كان قد حدث في بروتوكولات الاحتواء والاحتجاز، إذ سرعان ما قام بالهروب بسيارته مع زوجته وابنته، لكن لم يمضي ذلك طويلاً إذ على الفور تمكن الجيش من ملاحقة كامبيون إلى إحدى البلدات التي تعرف باسم بلدة أرنيت والواقعة من الجهة الشرقية لمدينة تكساس، وهنا سرعان ما اتخذ الجيش قرار تشكيل حزام صحي حول المدينة بأكملها، حيث أن تشارلز كان المريض رقم صفر من الفايروس، كما تلشراء مواد غذائية وتدفئة – نقطة الصرف – المارديني – محلات الربع .
يش.

ومن هنا بقي الأمر سراً ولم يتم نشر أن هذا الفايروس في حال كان شخص مصاب به فإنه يسبب العدوى بنسبة 100%، كما أن ذلك الفيروس كان مقاوم بشكل كبير لأقوى أنواع اللقاحات والمضادات الحيوية، كما أن الجنود في الجيش في ذلك الوقت قد اخفوا على الناس أن شرارة جائحة قادرة على الانتشار بسرعة تفوق الخيال وأنها تستطيع القضاء على العالم بأكمله، كما أنه من المؤكد إذا انتشر الفيروس في هذه المدينة أن ينتشر الفيروس أيضاً بسرعة شديدة إلى البلاد الأخرى، كما أنه يؤدي إلى قتل ما يقارب 99.4% من تعداد السكان البشري على وجه الكرة الأرضية بالإضافة إلى معظم الحيوانات الموجودة.

ومن ناحية أخرى قام الكاتب بالإشارة إلى الخطوط العريضة في الرواية، إذ حدد في سرده للأحداث من جوانب عدة وذلك كمرور جزئي حسب وجهات نظر للشخصيات الرئيسية في الرواية، وقد كانت الخطوط العريضة التي تسببت في الانهيار الشامل ودمار المجتمع بأكمله من خلال العنف الذي كان متفشي في ذلك الوقت، كما أسند انتشار ذلك الفيروس أيضاً إلى الفشل الذريع في تطبيق القانون العسكري في احتواء الهياج والسيطرة عليه، كما أنّ انتشار الفايروس يعود إلى جهود الجيش المتزايدة في إخفاء المعلومات عن أفراد الشعب بأكمله.

وهذا ما أدى إلى الانهيار السريع في المجتمع، وكل تلك الأحداث قد قادت كل من الاتحاد السوفييتي والصين وعرضتهما بشكل متعمد للفيروس؛ وذلك من أجل السعي إلى دمارهم وضمانه على الأكيد، والذي يؤدي في النهاية إلى شبه انقراض لكافة البشرية، ومن جانب آخر قام الكاتب بتصوير الأثر العاطفي الذي ساد في ذلك الوقت، إذ كان ينبغي على الفئة القليلة الناجية من ذلك الفيروس الاعتناء بعوائلهم وأصدقائهم، إذ كان يطغوا عليهم الحزن والحيرة في كيفية تدبير أمورهم، وذلك بسبب رؤيتهم كيف أن كل الذين يعرفونهم قد استسلموا للمرض.

تم نشر الرواية في طبع متعددة، وقد كانت الغالبية العظمى من الطبع تحمل عنوان في مقدمتها الدائرة تنفتح، حيث كانت تلك الطبعة تفتتح بأكملها وتعرض كامل التفصيلات التي كانت تركز بأكثر على الظروف التي صاحبت المراحل التي تطور الفيروس خلالها وما أدى إليه الخرق الأمني والذي بدوره كان السبب في سماح بهروب الفيروس في الأساس من مجمع المختبر السري الذي صُنع فيه بالأصل، كما أن تتوسع المقدمة كذلك للحديث عن كيفية استجابة الجيش والسماح للهياج، والذي على أثره أقيمت حوادث شغب في مختلف المدن وذلك مثل النهب والتكسير، وقد كانت الوفيات لم يتسبب بها الوباء بشكل مباشر، بل ما ساهم في تسبب الموت لكثير من العائلات هو  الانهيار الذي حدث في المجتمع.


شارك المقالة: