رواية اليقظة - The A Wakening Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر المؤلفة والأديبة كايت شوبان وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكاتبات اللواتي ظهرن في القرن العشرين، حيث أنها اعتبرها الأدباء رائدة للكاتبات النسويات، ومن أبرز الروايات التي صدرت عنها هي رواية اليقظة التي تم تجسيدها إلى أفلام سينمائية، كما تمت ترجمتها إلى أهم اللغات العالمية، وتم العمل على نشرها في سنة 1899م، حيث أنها أول ما صدرت كانت تحمل عنوان الروح المنزوية.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية في موضوعها الحديث عن إحدى الشخصيات التي تدعى إدنا بونتيلر والتي كانت في ذلك الوقت تعاني من صراع متزايد بين المعتقدات غير التقليدية التي تدور حول الأنوثة والأمومة من جهة وبين المواقف الاجتماعي السائدة في مطلع القرن التاسع عشر في مناطق جنوب أمريكا، حيث أن تلك الرواية تُعد من أولى الروايات في الولايات المتحدة الأمريكية التي تناولت في مضمونها مناقشة قضايا المرأة.

كانت كايت شوبان من النساء المناصرات للمرأة واستقلاليتها، حيث اعتبرت روايتها على أنها مصدر للحركة النسوية التي قد أثارت في ذلك الوقت ردود فعل كبيرة بين مجموعة النقاد والقراء المعاصرين، حيث أن الرواية كانت قد جمعت ما بين النقد الاجتماعي اللاذع والسرد الواقعي، وهذا الأمر مهد الطريق وساهم إلى حد كبير في قيام الأدب الأمريكي الحديث، كما قدمت هذه الرواية تصور مسبق عن كتابات الأدباء الأمريكيين من مثل ويليام فولكنلر وإرنست همنجواي كما أن الحديث عن هذه الرواية تردد في أعمال الكتاب الحديثين مثل هنري جيمس وإديث وارتون، كما اعتبرت الرواية من بين أول الروايات الأمريكية التي تمت كتابتها بأسلوب بليغ ضمن الروائع المعاصرة.

رواية اليقظة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الحديث عن إحدى العائلات والتي تدعى عائلة بونتيلر، حيث يقوم أحد الأشخاص ويدعى لوينس وهو يعمل في مهنة الأعمال والتجارة من مدينة نيو أوريلانس، حيث كان عمله في ذلك الوقت يركز على إحدى المؤسسات التي تعرف باسم مؤسسة لويزيانا كارويل للمقتنيات والتراث، كما أن السيد لوينس كان يقيم مع زوجته التي تدعى إدنا وأبنائهم الاثنين رويال وإيتني.

وفي أحد الأيام تذهب العائلة بأكملها من أجل قضاء إجازة وفترة نقاهة واسترخاء في إحدى الجزر التي تعرف باسم جزيرة جراند، وهذه الجزيرة كانت تقع في خليج المكسيك، وأثناء تلك الرحلة تتخذ العائلة أحد المنتجعات الذي تديره سيدة تدعى ليبرون ومعها أبنائها فيكتور روبرت، وفي ذلك المنتجع أيضاً تعرفت إدنا على إحدى السيدات التي تدعى أديل، حيث أن أديل كانت تذّكر إدنا بكل ما أوتيت من فرح وسرور في حياتها، وأشادت بها أنها تقوم بواجباتها كزوجة وكأم على أكمل وجه.

وفي أحد الأيام بدأت تنشأ بين إدنا وبين روبرت ابن السيدة ليبرون علاقة، إذ أن روبرت كان ذلك الشاب الوسيم واللطيف والذي كان باستمرار يحاول جذب انتباه إدنا واستمالة عواطفها بشكل واضح، إلى أن وقع كل منهما في حب الآخر، أدرك روبرت فيما بعد أن إقامة علاقة غرامية مع امرأة متزوجة من المؤكد أنه سوف تكون نهايتها فاشلة، وفي تلك الأثناء عزم على الهروب إلى دولة المكسيك، حيث أراد أن يقيم مشروع عمل هناك، ومن هنا بدأ الكاتب يركز في الرواية على الحديث عن التغير الذي حدث مع إدنا في مشاعرها بعد ذلك، حيث أنه بدأت مشاعر الأمومة تتساوى مع حريتها الاجتماعية ورغبتها في أن تكون مع روبرت.

وبعد انتهاء العطلة الصيفة رجع السيد لوينس وعائلته إلى مدينتهم، وهناك أعادت إدنا بشكل تدريجي ترتيب أولوياتها ورجعت تمارس دورها بشكل حيوي؛ وذلك من أجل تجديد سعادتها القديمة، ولكنها لم تقوى على التأقلم مع الوضع، وهنا بدأت تعزل نفسها عن المجتمع بأكمله من حولها، إذ انسحبت من واجبات الأمومة والتي كانت ترتبط بها بشكل تقليدي، ويوماً بعد يوم لاحظ السيد لوينس أن زوجته تعاني من حالة غريبة، وهنا تواصل مع طبيب من أجل حالة زوجته، فقد كان يخشى من أن تكون بدأت تفقد قواها العقلية، نصح الطبيب زوجها بأن يتركها تفعل ما تشاء، وقد أكد له بأن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها بعد فترة قصيرة.

وفي تلك الأثناء كان لوينس يتجهز من أجل السفر إلى مدينة نيويورك؛ وذلك من أجل قضاء بعض الأعمال المهمة، وفي ذلك الحين اضطر ارسال أبناءه من أجل الإقامة مع والدته، فبقيت إدنا في المنزل لوحدها لفترة طويلة، وهنا لوينس قدم لها مساحة مادية وعاطفية؛ وذلك من أجل جعلها تتنفس وتتأمل في كثير من جوانب حياتها، وبينما كان زوجها ما يزال بعيد انتقلت إدنا للإقامة خارج بيتها في كوخ صغير قريب من منزلها، وهنا بدأت بالتقرب من شخص يدعى ألسي أروبين، وقد كان ذلك الرجل المستمر في طلب الزواج من الفتيات في المدينة، كما كان صاحب صيت واسع بأنه يطلق العنان لعواطفه، لكنها سرعان ما أنهت علاقتها به.

ومع مرور فترة قصيرة تعرفت إدنا على فتاة تدعى رياسز، وقد كانت تعمل كعازفة موهوبة، حيث أن الحديث حول عزفها شاع صيته، ولكنها كانت تتميز بشخصية كتومه وغامضة إلى حد ما، وقد كان عزف رياسز قد أثار إدنا بشكل كبير من أول ما سمعته، حيث كان يجسد بشكل واضح ما كانت إدنا قد بدأت التطلع إلى تحقيقه بشغف كبير، ألا وهو الاستقلالية، كانت رياسز قد كرست كامل حياتها للموسيقى وإلى ذاتها عوضاً عن الاهتمام بتوقعات المجتمع من حولها.

وقد كان الحوار الذي حصل في السابق في المنتجع مع السيدة أديلي عن الإشادة بإدنا ووضعها العائلي وكيفية تنظيم حياتها مختلف تماماً عن الحديث مع رياسز، والتي كانت بدورها تشجعها على المضي قدماً بأفكارها وتحقيق طموحاتها مهما كلفها الأمر، كان هناك تواصل بين رياسز وروبرت خلال فترة تواجده في المكسيك، حيث كانت تستلم منه رسائل بشكل منتظم، وفي أحد الأيام تعلم إدنا عن تلك الرسائل وترجو من رياسز أن تقوم بإخبارها عن فحوى تلك الرسائل، وحينما تفعل رياسز ذلك تكتشف إدنا أن روبرت ما يزال يفكر فيها ويحبها.

وفي النهاية رجع روبرت إلى المدينة، لكنه بقي منعزل عن جميع الناس في البداية، وقد كان يبرر ذلك أنه متعب ولا يستطيع أن يستقبل أحد؛ وذلك من أجل أن لا يلتقي بإدنا، ولكنه لم يقوى على ذلك لفترة طويلة، إذ سرعان ما خرج واعترف لها بعشقه في نهاية الأمر، كما اعترف لها بأن رحلته إلى المكسيك كانت مجرد عذر للفرار من علاقة قد تبوء بالفشل، وحينما رجعت إدنا إلى بيتها وجدت رسالة من روبرت يخبرها بها أنه غادر المنطقة ولن يعود على الاطلاق؛ إذ أنه يعشقها إلى درجة أنه لا يستطيع إلحاق العار بها وتوريطها في علاقة كهذه، وعلى أثر ذلك أغرقت إدنا نفسها في مياه خليج المكسيك.


شارك المقالة: