تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والأديب مارك ز. دانيلوسكي، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن الرواية قد حصدت انتشار واسع حول العالم حال صدورها في شهر مارس من عام 2000م بوساطة دار بانثيون للكتب، وقد حصلت على أعلى نسبة مبيعات في ذلك العام، وهذا ما دفع بالعديد إلى تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
كانت تتمحور الحبكة حول أحد الأفلام الوثائقية أو كما اعتبرت في كثير من الأحيان أنها فلم خيالي، والذي دارت أحداثه حول إحدى العائلات التي يكون بيتها من الداخل أكبر بنحو لا يصدقه النظر عند رؤيته من الجهة الخارجية، وقد تم الإشارة إلى أن صياغة وهيكلية الرواية غير تقليدية مثل العديد من الروايات التي صدرت في ذلك الوقت، وأنه لم يتم التطرق إلى ذلك النوع من الأدب من قبل، كما أن تخطيط وأسلوب الرواية كان غير عادي لجميع الصفحات.
وهذا ما جعلها أبرز مثال على الأدب المرن، كما أنها تحتوي على هوامش كثيرة وعديدة، إذ تضمنت العديد من المراجع للكتب الخيالية والأفلام والمقالات، ومن جهة أخرى كانت تحتوي بعض الصفحات على بضع كلمات أو سطور نصية قليلة، مرتبة بطرق غريبة لتعكس الأحداث في القصة، وغالبًا ما تخلق تأثيرًا من الخوف والتوتر والفوبيا من الأماكن المغلقة.
رواية بيت الأوراق
في البداية يتم سرد وقائع وأحداث الرواية من وجهة نظر أحد الأشخاص والذي يدعى جوني تروانت، حيث أن جوني كان يعمل كموظف في إحدى الدور الخاصة في عمل الوشوم في مدينة لوس أنجلوس، وقد كان الراوي في الحقيقة هو من الأشخاص غير الموثوق بهم، حيث أنه تناول الحديث عن أحد الأشخاص الذي يدعى تورنت، والذي بدوره في ذلك الوقت كان يبحث عن منزل جديد، وفي تلك الأثناء أخبره أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى لود عن منزل قريب يعود إلى أحد الأشخاص الذي يدعى زمبانو، والذي كان قد توفي من وقت قريب، حيث أنه كان رجل كبير في السن ومصاب بالعمى ويقيم في أحد المباني السكنية التي تعود ملكيتها إلى السيد لود.
وفي ذلك المنزل الذي كان يقيم بها زمبانو عثر تورنت على إحدى المخطوطات التي تعود كتابتها إلى زمبانو، حيث تبين أنها عبارة عن دراسة أكاديمية لأحد الأفلام الوثائقية وقد كانت تلك المخطوطة تحمل عنوان سجل نافيدسون، وقد أخرجه في وقت سابق أحد المصورين الصحفيين المشهورين الذي يدعى ويل نافيدسون، ولكن تورنت قد صرح أنه لم يتمكن من العثور على أي دليل أن الفيلم أو أي من الموضوعات التي تناولها كانت قد عرضت في وقت سابق.
ومن هذا الحدث إلى آخر واقعة في الرواية كان الحديث يتخلل العديد من الرواة الذين بدورهم يبحثون في التقرير الذي أعده زامبانو عن تلك المخطوطة، حيث أنه تم التوصل إلى أن المداخلات التي وثقها زامبانو في المخطوطة هي السيرة الذاتية الخاصة به، بالإضافة إلى نسخة مصغرة من أحد الأجزاء التي تنتمي إلى أحد الأفلام والتي تعود إلى شخص يدعى توم وهو شقيق نافيدسون، كما تم إضافة مجموعة صغيرة من المقابلات التي أجريت مع العديد من الأشخاص بخصوص الحياة التي كان يعيشها نافيدسون، وقد كان يتم الحصول على كل تلك المعلومات من سيدة تدعى كارين وهي زوجة نافيدسون، والتي قدمت كذلك بعض المعلومات والملاحظات الموجزة من حين لآخر للعديد من المحررين مجهولين الهوية.
ومن هنا جرى نسجها جميعًا بشكل متناسق للغاية بالاعتماد على مجموعة من الهوامش، كما كان هناك أيضا راوي آخر وهو أم تورنت، إذ تم تجسيد صوتها من خلال مجموعة من الرسائل التي كانت تشتهر باسم رسائل الحوت، وفي تلك المخطوطة كان يتم طباعة النص لكل راوي بخط منفرد ومميز؛ وذلك من أجل أن يسهل على القارئ اتباع التنسيق ولا يكون الأمر يشكل صعوبة على الرواة ومثال ذلك: كان تورنت يجسد شخصية الساعي الجديد في الهوامش، والسرد الرئيسي تمت كتابته بأحد أنواع الخطوط الذي يعرف بخط تايمز نيو رومان وقد كان ذلك في النسخة الأمريكية، بينما المحررين المعروفين والمشهورين تم كتابة نصوصهم بأنواع خطوط التي تعرف باسم خطوط بوكمان.
وأول ما بدأ الراوي في الحديث عن مخطوطة زمبانو حول أسرة نافيدسون، والتي كانت تضم كل من السيد ويل وهو ما كان يعمل مصور الصحفي، وزوجته التي تدعى كارين جرين وقد كانت سيدة تتصف بالجمال الفائق وتعمل كعارضة أزياء سابقة، وطفليهما اللذان يدعيان الطفل تشاد والطفلة ديزي، وشقيق ويل الذي يدعى توم، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى من الذين جسدوا عدة أدوار في القصة، ففي أحد الأيام انتقلت أسرة نافيدسون منذ وقت قريب إلى منزل جديد في مدينة فرجينيا.
وفي أحد الأيام حينما رجعت الأسرة من الرحلة التي قضتها في مدينة سياتل وتم الوصول إلى المنزل، اكتشفت العائلة وجود تغيير كبير في منزلهم، إذ ظهرت مساحة تشبه الخزانة إلى حد ما وقد كانت مغلقة خلف أحد الأبواب غير المصممة من ذي قبل، إذ لم يكن هناك في السابق سوى جدار فارغ، كما ظهر باب آخر في نهاية تلك الخزانة، وقد كان هذا الباب الثاني يقود إلى الغرفة الخاصة بالأطفال، وهنا بدأ السيد ويل يبحث حول تلك الظاهرة، إذ وجد أن القياسات الداخلية للبيت أكبر إلى حد ما من القياسات الخارجية له، في البداية لاحظ أن هناك فرق أقل من بوصة واحدة، ولكن مع مرور الوقت بدا أن الجزء الداخلي من الشقة يتوسع مع الوقت، ولكن مع الحفاظ على النسب متساوية من الخارج.
كما أنه كان هناك تغيير ثالث وأكثر تطورًا، ألا وهو ظهور ممر مظلم وبارد يفتح في جدار غرفة الجلوس الخارجية، والذي ينبغي أن تظهر نهايته في الفناء الخارجي، ولكنه لم يظهر كذلك، ومن هنا صور ويل الجزء الخارجي من الشقة؛ وذلك من أجل إظهار المكان، الذي من المفروض أن يكون فيه الممر، ولكنه من الواضح أنه كان غير موجود، كما تتم الإشارة إلى هذا الوضع أنه من الأمور غير الطبيعية تحت اسم رواق الخمس دقائق ونصف، وقد تبين أن هذا الممر يؤدي إلى مكان يشبه إلى حد كبير المتاهة، وأول ما يبدأ بغرفة كبيرة وهي ما تعرف بغرفة الانتظار، والتي كانت تقود إلى مساحة هائلة وتعرف بأنها القاعة الكبرى.
وتلك القاعة كانت عبارة عن غرفة تتميز بوجود بدرج حلزوني ضخم، ويظهر حين يتم النظر إليه من الأسفل عند النزول بأنه دون نهاية، كما كان هنالك العديد من الممرات والغرف الأخرى، وقد كانت جميعها معتمة ومظلمة وعديمة الملامح، كما أن الجدران والأرضيات والأسقف في تلك الغرف كانت تتميز بلونها الرمادي الغامق، والصوت الوحيد الذي كان يتم سماعه في تلك الممرات هو صوت يشبه هدير البحر، ولم يتم تحديد مصدره أبداً، والذي تبين أنه مصدرًا علميًا مقتبسًا في الكتاب يفترض أن هذا الصوت ناتج عن إعادة تصميم المنزل بنحو متكرر.