يُعتبر المؤلف والكاتب أرنست همنغواي وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من الكُتاب الذين لاقوا شهرة واسعة عبر العالم، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها ومضى وقت طويل في كتابتها هي رواية ثم تشرق الشمس، فهي من أول وأهم الروايات التي كتبها، تم نشرها في عام 1926 ميلادي، وقد كانت من أهم الروايات العالمية التي تمت كتابتها على الإطلاق، حسب آراء الحكماء والروائيين في ذلك الوقت، إذ لاقت قبولاً واستحساناً كبيراً لدى المؤلفين والكتاب.
رواية ثم تشرق الشمس
تُعد من أكثر الروايات التي اشتهر فيها هيمنجواي، وقد ألهمت العديد من الشابات في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية أن يتخذن قصة الشعر القصيرة، ويرتدين الملابس التي تم طرح تفصيلها في الرواية، وكذلك عملت الرواية على تغيير الأسلوب الكتابي لدى الكثير من المجلات الأمريكية خلال فترة القرن العشرين.
وكانت قد دارت أحداث قصة الرواية حول جماعة من الأشخاص المغتربين في الأمريكيين وأشخاص بريطانيين في الدول الأوروبية، فكتب أرنست هيمنجواي روايته بأسلوب بسيط وخالي من الكماليات التي تتمثل في الوصف المفصل، وهو ما اشتهر به في معظم الروايات، وقد كان ذلك الأسلوب الذي يظهر أثره بشكل جلي وواضح في عدد لا بأس به من قصص الخيال والجريمة لكن اتسم بساطة الأسلوب.
الراوي الذي روى الرواية هو جاك بارنز، وهو من الصحفيين المغتربين الذين يقطنون في مدينة باريس، فقد كان جاك مولع العشق بآشلي، إذ كانت امرأة متزوجة مرتين سابقتين، ولها العديد من العلاقات العاطفية خلال فترة الحرب، كانت تقع الأحداث الأولية للرواية في باريس، حيث كان بارنز يتشارك لعبة التنس مع صديقه المقرب روبرت كون.
يسافر جاك بالقطار من مدينة نيويورك إلى مدينة بنبلونة، ليصل في الجزء الثاني من الكتاب، ويتقابل مع بيل جروتون وكون الذي يقطن في شمال مدينة بنبلونة، ثم بدأوا بالتخطيط لرحلة صيد؛ من أجل الترفيه عن أنفسهم، لكن جون يقوم بين الحين والآخر بالانفراد عن أصدقائه؛ ليذهب لمقابلة حبيبته بريت، وفي تلك الأثناء يصل مايكل كامبل من اسكتلندا وينضم إلى جاك، وهو خطيب بريت، فيلتقون جميعاً شمال مدينة بنبلونه لإتمام رحلة الصيد والاستمتاع بها سوياً.
ومن هنا تبدأ الغيرة لدى جاك من كون، بالرغم من أنهم قضوا هو وجروتون فرصة خمس أيام من الصيد بكامل الهدوء والمتعة، ولكن بعد ذلك اجتمعوا كافة الأصدقاء في بنبلونة، ومن ثم أخذوا في الإفراط بشرب واحتساء الشراب، عندها بقي الشغل الشاغل ل كون، هو التخلي عن المجموعة وهجرها؛ لأنه لم يرغب في مرافقة جاك، لكنه مع ذلك وفي ذات الوقت يرغب في الاستمرار والبقاء في المنطقة؛ من أجل عشيقته بريت.
وفي اليوم التالي، بدأ احتفال في المدينة، يضم العديد من الفعاليات المشوقة والمرغوب بها من قبل سكان تلك المدينة، مما جعل بقية المجموعة تقضي جلّ وقتها في الشرب والأكل والمشاركة في مسابقة الجري مع الثيران ومشاهدة المشاجرات التي تحدث في ذلك الاحتفال بين الناس.
ويُعرف جاك بأنّ بريت من النساء اللواتي يعشقن الأشخاص المشهورين والماهرين في مصارعة الثيران، وحينما بدأت فقرة المصارعة نزل أحد الشبان الذي يعرف باسم روميرو، وبدأ يظهر مهاراته أمام الحاضرين، إذ أثار ذلك الغيرة بين الرجال المختصين بتلك المصارعة، وعلى أثر هذا شعر كلًا من كون وجاك وكامبل بالغيرة الشديدة من روميرو مصارع الثيران، وسرعان ما دارت بين كون والشاب المصارع مشاجرة كبيرة، أدت إلى تدخل كل من جاك وكامبل.
يصور الجزء الثالث من كتاب الرواية ما حدث بعد الاحتفال، حيث قام جميع الأصدقاء بمغادرة مدينة بنبلونة، بعد أن استفاقوا من نومهم، يرجع جروتون إلى باريس ويبقى كمبل في بايون، فعاد جاك إلى مدينة سان سبيستان، وتصل جاك رسالة من بريت الموجودة في باريس تطلب منه أن ينظم إليها لأنها في مأزق.
يجد جاك في النهاية بريت وحيدة من دون وجود المصارع الشهير روميرو في مدريد، وفي تلك الأثناء تخبر بريت جاك بأنها أخذت قرارها في استكمال بقية حياتها مع كمبل، وتنتهي الرواية بمشهد بريت وجاك يتحدثان إلى بعضهم البعض في المقعد الأخير لأحد سيارات الأجرة عن ما سوف تكون عليه الأمور.