يُعتبر المؤلف والأديب أنتوني هوب وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أشهر الكُتاب الذين برزوا في مجال الأدب الإنجليزي، وقد كانت رواياته تلقى شعبية واسعه حول العالم، وهذا ما جعله يستمر في المزيد من كتابة الروايات والقصص القصيرة، وتم إصدار الرواية في كتاب سنة 1894م، كما أنّ رواية سجين زندا اعتبرت لدى كثير من الكُتاب أنها بمثابة مصدر إلهام إلى الكُتاب حول العالم، واعتبرها البعض الآخر أنها الجزء الأول من رواية الهنتزوي التي دارت في ذات الدولة الخيالية.
نبذة عن الرواية
الموضوع الذي تناولته الرواية للحديث عنه هو المناهج التعليمية المتنوعة في العديد من دول العالم، وهذا ما جعلها محط أنظار الرواد في مجال التعليم وتجسيدها في مجموعة كبيرة من البرامج التعليمية، حيث كانت وقائع وأحداث الرواية تدور حول في دولة من صنع الخيال وأطلق عليها اسم روريتاريا، تم ترجمة الرواية إلى العديد من الأفلام السينمائية، بالإضافة إلى أنه تم تصنيفها ضمن الروايات التعليمية التي تدخل تحت سياق المناهج التعليمية في تخصص الأدب الإنجليزي في الغالبية العظمى من الدول.
رواية سجين زندا
في البداية كانت وقائع وأحداث الرواية تدور حول شخصية البطل حيث أنه كان شاب في مقتبل العمر ينحدر من إحدى العائلات الإنجليزية ومن الطبقة الأرستقراطية يعرف باسم رودلف راسينديل، حيث كان يمتلك قصر يقطن به هو وشقيقه وزوجة شقيقة التي كانت تتمتع بدرجة عالية من الجمال والحُسن، وبما أنّ شقيقه الذي كان يدعى اللورد بيرلسدون ماسك زمام الأمور في المنطقة؛ فإنه رودلف كان يعيش نمط حياة مليء بالتقاعس والكسل، فلماذا يعمل فهو ليس بحاجة إلى أي شيء، فكل ما تشتهيه النفس موجود وكل أوامره مجابة ومنفذه، ومن وجهة نظرة كان يرى أن الأشخاص النبلاء لا يجهدون أنفسهم في العمل والشقاء.
لكن ذلك الأمر كان يزعج زوجة شقيقه كثيراً، والتي كانت تعود أصولها إلى أحد العائلات التي تتميز بالثراء والغنى، ولكنها لم تكن على نفس المستوى الذي تعيش فيه في بيت زوجها وشقيقه، وفي أحد الأيام اقترحت عليه زوجة شقيقه أن يبحث عن عمل يناسبه وأن لا يبقى على هذا الحال فيعتاد عليه مدى حياته، في البداية لم يتقبل الأمر من أي جهة من الجهات، فقد كانت تعجبه حياة الرفاهية والراحة الكاملة، وبعد تكرار الطلب عليه عدة مرات وهو أن يشغل منصب كمساعد للسفير، حينها بدأ بتجهيز نفسه للعمل، ولكنه اشترط عليهم قبل سفره أن يقوم برحلة في الجبال ويعمل على تأليف كتاب خاص به.
في الحقيقة لم يريد رودلف أن يذهب من أجل خوض مغامرة في أعالي الجبال كما قال لزوجة شقيقه، ولكن في الواقع كان يريد أن يتوجه في زيارة لمملكته الخيالية وقد رغب في زيارتها دوناً عن غيرها لغايات عدة في نفسه، فقد كان السبب الأول هو أنّ امرأة الملك في تلك الدولة السابق كانت من النساء المقربات من أسرته، وقد ورثت عن تلك الأسرة الشعر ذو اللون الأحمر وقد كانت تلك الصفة مما يميز عائلته عن غيرها وانتقلت تلك الصفة إلى أمراء روريتانيا، والسبب الثاني أنه في تلك الأثناء كانت المملكة تتجهز من أجل حفل تتويج الملك الجديد وهو ما يعرف باسم رودلف الخامس، وقد كان في وقتها انتشر في الصحف والمجلات أخبار حول هذا الحفل المهيب فرغب في حضوره.
وقبل أن يتوجه نحو روريتانيا سافر في البداية إلى مدينة باريس حيث قضى هناك ليلة بأكملها، ثم في صباح اليوم التالي ذهب إلى محطة القطار واعتلى قطار متوجه إلى زندا، وهي من القرى الصغيرة الواقعة ضمن حدود روريتانيا، إذ كان يريد أن يقضي بعض الأيام في تلك القرية، لكنه ركب القطار وتوجه نحو العاصمة ستريلسو لحضور حفل التتويج، وفي اللحظة التي وصل بها إلى العاصمة علم أنّ القلعة التي كانت موجودة في البلدة تعود ملكيتها إلى الدوق الذي يدعى مايكل وهو الأخ غير الشقيق للملك الذي سوف يتم تتويجه، وأن جميع السكان في تلك العاصمة كانوا يرغبون لو أنّ مايكل هو من يتم تتويجه كملك بدل من أخيه.
وأثناء تواجده في قرية زندا علم رودلف أنّ الملك الذي سوف يتم تتويجه متواجد في البلدة، وقد كان ذلك بعد أن تلقى دعوة من أخيه مايكل لقضاء بعض الوقت في قلعته والاستمتاع بمغامرة جميلة في الصيد، وفي لحظة من اللحظات تقابل رودلف مع الملك بالصدفة أثناء التجوال في الغابة، تفاجئ بدرجة الشبة بينه وبين الملك، وأنّ الملك له ذات اللون من الشعر الأحمر، حيث كان ذلك اللون ما يميز عائلته فقط ولم يكن على الاطلاق منتشر بين أي عائلة أخرى.
وبعد أن حصلت المقابلة بين رودلف والملك لفترة بسيطة، كان في ذلك الوقت مايكل يقوم بتجهيز حبكة مضمونه للقضاء على أخيه والتخلص منه بشكل أبدي، إذ عزم على وضع أحد أنواع السموم القاتلة له في الطعام؛ وقد كانت غايته من ذلك حتى لا يحضر حفل تتويجه ويتوج هو بدلاً منه ملك على الدولة والحكم عليها، وفي تلك الأثناء اختفى الملك المراد تتويجه، لكن رجال الملك الجديد أصروا على أن تقام الإجراءات حول مراسم التتويج في ذات الموعد والمكان، حينها توجه الجميع نحو رودلف واقترحوا عليه أن يتوجه معهم إلى العاصمة ستريلسو؛ وذلك حتى يتم تتويجه بدل من الملك الجديد، وقد كان ذلك الطلب بناءً على درجة الشبه الكبيرة بينه وبين الملك المراد تتويجه.
وافق رودلف على ذلك على الفور، وبالفعل تم التوجه إلى حفل التتويج بحضور رودلف بدل من الملك المختفي، لكن ذلك كان وسط غضب شديد ودهشة كبيرة من مايكل، وبعد الانتهاء من مراسم ذلك الحفل عزم رجال الملك على العودة إلى قرية زندا والبحث عن الملك الحقيقي ومحاولة العثور عليه بكل الطرق والوسائل، وحين علم مايكل بذلك الأمر سرعان ما هبّ في ملاحقتهم برفقة رجاله، وحينما وصلوا الرجال التابعين للملك اكتشفوا كافة الحقائق، فقد علموا أن مايكل هو من قام بوضع الملك الحقيقي في قلعة زندا وحبسه في مكان محدد، ولكن رودلف وحاشية الملك نجحوا في تخليص الملك قبل أن يفتك مايكل به ويتخلص منه.
وبعد أن استلم الملك الجديد العرش رجع رودلف إلى دولة بريطانيا، وعندما تعرف زوجة شقيقه بعدم وجود أي كتاب من الذي ادعى أنه سوف يقوم بتأليفه ووعدها بذلك، أحست بخيبة الأمل، فتخبره أنه الآن سوف يشغل منصب سفير، كما تخبره أنه سوف ينتقل إلى دولة روريتانيا حيث أنه سوف يكون سفير فيها، لكنه لم يقبل بذلك المنصب على الإطلاق؛ لأنه كان ملك في فترة من الفترات على تلك البلاد فكيف له أن يصبح مجرد سفير فيها.