تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والمؤلف غاستون ليرو، وهو من مواليد دولة فرنسا، حيث صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية المميزة والمتقنة، ومن أهم وأبرز مؤلفاته الأدبية التي حققت انتشار واسع وشهرة حول العالم هي رواية شبح الأوبرا، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، كما تم العمل على نشرها سنة 1909م.
رواية شبح الأوبرا
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهي سيدة تدعى كريستين، وقد كانت تلك السيدة تعمل في مجال الغناء في إحدى دور الموسيقى، وفي ذلك الوقت كانت كريستين في مرحلة الشباب، وتلك الفترة هي فترة الازدهار والشهرة بالنسبة لها، حيث أنها كانت تحقق نجاحات باهرة واحد تلو الآخر، وقد كان أول ظهور لها في إحدى الليالي التي كان يقام فيها احتفال من أجل ليلة التقاعد لمجموعة من المدراء القدامى الذين كانوا يعملون في الدار، إذ أن في تلك الليلة قد تم السماح لها بالغناء من قِبل أحد أصدقائها المقربين والذي كانت تعرفه منذ مرحلة الطفولة ويدعى راؤول، ومن هنا بدأت تعود إليه تلك المشاعر والأحاسيس التي كان يكنها لها منذ الطفولة.
وفي تلك الأثناء بدأ انتشار مجموعة من الشائعات حول أن دار الأوبرا الواقعة في مدينة باريس يسكنها شبح أو ما يطلق عليه في بعض الأحيان طيف، وقد كان ذلك الشبح يقوم بالتعريف عن نفسه من خلال القيام بالعديد من الأفعال والسلوكيات التي تبرز حقدة وبغيضته، كما كان ذلك الطيف يقوم بإرسال العديد من الخطابات إلى المدراء، وفي أثناء الاحتفال قررت دار أوبرا الواقعة في باريس أن تقوم بتقديم إحدى العروض الموسيقية الذي يطلق عليه عرض فاوست.
حيث يتم إسناد الدور الرئيسي في العمل الفني الخاص به إلى إحدى الشخصيات والتي تدعى دونا، وقد كان ذلك العرض يندد بأفعال وتصرفات الشبح ويعارض رغباته ودوافعه، وأثناء أداء العرض حدث أمور عجيبة، حيث أن دونا قد فقدت صوتها، بالإضافة إلى أن الثريا الكبرى في قاعة الحضور قد انهارت وسقطت.
وأثناء الحديث عن ذلك الأمر استغل الشبح الأمر وقام بخطف كريستين وقادها إلى أحد المنازل الخاصة به والذي كان يقع في القبو التابع إلى الدار، وفي ذلك القبو اعترف إلى كريستين باسمه الحقيقي وهو إريك، ومن هنا قرر أن يتحفظ على كريستين في منزله لعدة أيام؛ وذلك على أمل منه في أن تبادل مشاعر الحب التي يكنها لها، ولكن ما حدث كان عكس تخيلات إريك، إذ أنها تسببت في إحداث تغيير جذري لتفكير وللخطط التي كانت تدور في ذهن إريك، كما أنها قامت بنزع القناع عن وجهه، وقد كان ذلك الأمر قد أرعب كلاً منهما، إذ شاهدت وجهه الحقيقي والذي كان بدون أنف أو شفتين.
بالإضافة إلى أن عينيه كانت غارقة في وجهه، وهذا ما جعل وجهه يشبه جمجمة جفت منذ عدة قرون سابقة، كما أن وجهه كان مغطى بجلد ناشف ذو أصفر اللون، وهنا قرر إريك أن يبقي كريستين إلى جانبه إلى الأبد؛ وذلك بسبب خوفه من أنها قد لن تعود مرة أخرى، ولكن بعد مرور أسبوعين على احتجازها طلبت كريستين أن يقوم بإطلاق سراحها، وافق الشبح ولكن قد وضع شرط لذلك وهو أن تلبس خاتمه وأن تكون مخلصة ووفية له مدى الحياة.
وحينما خرجت كريستين سرعان ما توجهت إلى صديقها راؤول، وهنا أخبرته بما حدث معها وأن إريك اختطفها وتحفظ عليها على في قبو تحت الدار، وعلى إثر ذلك وعدها راؤول بأن يقوم بأخذها ونقلها إلى مكان بعيد، بحيث لا يتمكن إريك من العثور عليها وخطفها مرة أخرى، كما أخبرها أنه سوف يبدأ بتنفيذ وعده لها في صباح اليوم التالي، وهنا وافقت كريستين على اقتراحه، ولكن مع ذلك كانت تشعر بالشفقة اتجاه إريك، ولهذا قررت ألا تغادر المكان قبل أن تقوم بالغناء له أغنية واحدة للمرة الأخيرة، وحين أكمل كل من راؤول وكريستين حديثهما انصرف الإثنين وهما لا يعلمان أن إريك قد استمع لكامل حديثهم، وأنه قد سيطرت عليه الغيرة الشديدة.
ومع فجر صباح اليوم التالي خطف إريك كريستين مرة أخرى وقد كان ذلك أثناء إعداد التجهيزات لعرض فاوست، حيث أنه في تلك اللحظة حاول إخضاعها وإجبارها على الزواج منه، وقام بتهديدها أنها في حال رفضت طلبه، سوف يقوم باستخدام مجموعة من المتفجرات، والتي كان في وقت سابق قام بزرعها في عدد من الأقبية؛ وذلك من أجل التجهيز إلى تدمير دار الموسيقى بأكملها، ولكن كريستين رفضت طلبه، ولكن في تلك اللحظة سرعان ما أدركت أن إريك قد علم بمحاولة راؤول لتهريبها إلى مكان بعيد من أجل إنقاذها.
كما علمت أن إريك قد حبس راؤول في إحدى غرف التعذيب التي تتميز بدرجة حرارة عالية، ولهذا وافقت كريستين على الزواج منه، مما اضطرها إلى ذلك هو محاولة إنقاذ راؤول وإنقاذ الجمهور في الدار فوق تلك الأقبية، وقد حاول إريك في البداية أن يقوم بإغراق راؤول وإحدى الرجال الذي كان برفقته في تلك الغرفة وهو من أصول فارسية، وذلك من خلال استخدام الماء الذي كان قد أعده من أجل إخماد المتفجرات، ولكن كريستين توسلت إليه وتقدم له نفسها كعروس، وهنا قد وعدته ألا تعزم على قتل نفسها بعد أن تصبح عروسه له، مثلما كانت تفكر وتحاول في وقت سابق.
وعلى إثر ذلك حرر إريك راؤول والشخص الفارسي الذي كان معه من غرفة التعذيب أخيراً، وحينما اختلى إريك بكريستين رفع قناعه لتقبيلها على جبينها والتي بدورها بادلته كذلك القبلة، وهنا اكتشف إريك أنه لم يتلقى في يوم من الأيام قبلة أبداً في حياته ولا حتى من والدته، وعلاوة على ذلك لم يكن أحد يسمح له بتقبيله، ولهذا غلبت عليه عواطفه وانخرط إريك وكريستين في البكاء سوياً، وهنا صرح إريك في وقت لاحق أنه لم يشعر بذلك القرب والشعور اتجاه أي إنسان من قبل.
وفي النهاية سمح إريك إلى كل من راؤول والفارسي بالهروب وأخذ كريستين معهم، ولكن ليس قبل أن يأخذ من كريستين وعد بأنها سوف تزوره في يوم موته، وترجع له خاتمه الذهبي الذي قدمه لها كهدية، كما أنه أخد وعد من الرجل الفارسي بأن يقوم بالذهاب بعد وفاته لإحدى الصحف ويبلغ عن وفاته، إذ شعر بأنه سوف يموت في وقت قريب، وأنه سوف يموت بسبب حالة العشق الذي يعيشها، وبالفعل عادت كريستين في وقت لاحق قصير إلى مخبأ إريك فوجدته متوفي وقامت بدفنه في مكان لا يمكن العثور عليه؛ وقد كان ذلك الأمر حسب رغبته، كما أعادت له الخاتم الذهبي، وبعد ذلك نشرت إحدى الصحف المحلية إشعار بسيط نوه من خلاله بأن إريك قد توفي.