رواية شكرا يا سيدتي - Thank You M'am Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب لانغستون هيوز وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من الكُتاب الذي كانوا ينتمون إلى أكثر من عرق وأصل، وهذا ما جعل روايته تنتشر بشكل أوسع حول العالم، حيث كان أصله يرد إلى أصول أفريقية وكما أنه كان فيه عرق من دولة اسكتلندا، ومن أكثر القصص التي لاقت صدى واسع حول العالم هي قصة شكراً لك يا سيدتي.

نبذة عن الرواية

تناولت القصة مناقشة موضوع إنساني بحت ألا وهو الفقراء، فعلى الرغم من أن القصة بأكملها دارت حول شخصيتين من أصول مختلفة إلا أنها لم تتطرق لمناقشة موضوع اختلاف الأصول والأعراق، وهذا ما جعل الروائيين والخبراء يصنفون تلك القصة على أنها من أروع القصص التي تميزت بالإبداع للكاتب المسرحي لانغستون هيوز.

رواية شكرا لك يا سيدتي

في البداية كانت تدور أحداث ووقائع القصة حول إحدى السيدات تدعى لويلا باتس جونز التي كانت في إحدى اللحظات تتوجه إلى بيتها حيث كانت تحمل حقيبة في يدها، وفي تلك الأثناء جاء من وراءها لص حاول أن يقوم بسرقة حقيبتها، حيث كان شاب في مقتبل العمر والسيدة لويلا كانت تبدو بالنسبة للشاب أنها عجوز ويستطيع التمكن منها  سريعاً دون جهد، ولكن ما جرى له كان عكس التوقعات إذ حينما كان يحاول القيام بخطف الحقيبة يفقد الشاب السيطرة على نفسه ويسقط على الأرض، وعلى الفور تقوم السيدة لويلا بضربه من جهة الخلف في البداية بينما تدرك حينها أنه ملقى على جانب الرصيف، وهنا سرعان ما تسترد حقيبتها منه.

وفي ذلك الوقت تحاول السيدة لويلا أن تلقي عليه نظرة محاولة بذلك التعرف على من تجرأ على الاقتراب منها، وحين رأته اشمأزت من كمية الأوساخ التي تملأ وجهه، حينها صرخت في وجهه وسألتها ألا يوجد عندك في البيت شخص كبير في السن يقول لك أن تقوم بتنظيف وجهك، وسرعان ما رد عليها الصبي بأنه يعيش بمفرده ولا يوجد أحد معه، وفي تلك اللحظة أمسكته السيدة لويلا من كتفه وأخبرته أنه في هذه الليلة سوف يتم تنظيف وجهك بالكامل.

ومنذ تلك اللحظة أصحبت السيدة المسنة تتحول من سيدة شديدة وعنيفة إلى سيدة حنونة وعاطفية، إذ أثار منظر الفتى وكلامه الشفقة لديها فأصبحت تعتني به وكأنها أمه الحقيقية، وبينما كانت تجره من ملابسه ورؤيتها إلى الثياب التي يرتديها أدركت حينها أنّ ما يقوم به الفتى من سرقة هو أمر طبيعي نتيجة للفقر والحياة البائسة التي يعيشها الناس الفقراء، فهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يجبرون على القيام بالتصرفات والسلوكيات المنبوذة إلا أنهم يعيشون في واقع مؤلم وبائس خالي من كل المعايير الحياة الكريمة وهذا ما يدفعهم في الحقيقة للقيام بمثل تلك السلوكيات.

وفي تلك الأثناء تتوجه السيدة لويلا إلى الصبي وتقول له: إذا كان حسب اعتقاداتك أنك كنت سوف تحظى بحقيبتي وتهرب وأنّ هذا الفعل لا يحتاج إلا إلى وقت قصير، فمن الآن وصاعداً ينبغي أن تغير اعتقاداتك لأنّ السيدة لويلا لا يمكن لأحد أن يعرفها وينساها على الاطلاق.

وبقيت السيدة تتحدث إلى الصبي وهي متمسكة به من ملابسه وتجر به إلى أن وصلت في النهاية إلى منزلها، حينها أحضرت له حوض الاستحمام وقدمت له الملابس والثياب النظيفة والجديدة وقدمت له الكثير من الطعام، وبعد أن أكمل كل ذلك بدأ بالتحدث معه لوعظة ونهيه عن فعل التصرفات السيئة والمحرمة، وأشارت إليه أنّ سرقة الأموال لا تجدي نفعاً، إنما الحصول على عمل وأخذ راتب وتأمين العيشة الكريمة هو ذلك التصرف السوي والصحيح، وحين انتهت من كلامها سألته عن السبب الذي كان يحتاج به إلى النقود، فأجابها أنه كان يحلم بشراء حذاء لونه أزرق وأن ذلك الحذاء تم صنعه من جلد الغزال، حينها قدمت له مبلغ من المال يقدر الفتى أن يشتري به الحذاء ويزيد معه من المال.

وفي نهاية القصة اصطحبت السيدة الفتى إلى باب منزلها وأكدت عليه أنه من الآن وطالع يجب عليه أن ينظر إلى الطريق السليم والصحيح ويسلكها، وأن يبتعد عن التصرفات والسلوكيات السيئة فهي من يسير في طريقها لا يجد في النهاية سوى المتاعب والمخسر، وحينها نطق الفتى وقال لها شكراً لك يا سيدتي وأراد أن يثنى عليها بأكثر من ذلك، لكنه ما تمكن من النطق بتلك الكلمة إلى أن رأى السيدة تغلق بابها.

المصدر: Thank You, Ma'am (by Langston Hughes)


شارك المقالة: