نبذة عن رواية صورة دوريان غراي:
إنَّ رواية صورة دوريان غراي هي رواية قوطيّة ذات طابع فلسفي، قامَ بتأليفها الروائي أوسكار وايلد، وطُبعت في البداية في شهر يوليو من عام 1890م في مجلة ليبنكوت. وخوفًا من كون الرواية كانت تحتوي على ألفاظ غير مُحببة للقارئ قبل نشرها، فتمّ حذف ما يقارب ستمائة كلمة من قِبَل المجلة دون علم أوسكار وايلد.
وعلى الرغم من حذف عدد كبير من الكلمات في الرواية وتشديد الرقابة الأدبيّة عليها، إلّا أنَّ فيلم (The Picture of Dorian Gray) لم يلتزم بالأخلاقيات التي سنّها مُراجعي الروايات الإنجليز، الذين بيّنوا بأنَّ الروائي أوسكار وايلد كان لا بد من أنْ يُحاكم؛ وذلك لأنه قامَ بانتهاك التشريعات التي تحافظ على الآداب العامة.
ولكن أوسكار وايلد لم يبقى صامتًا، فرد بقوة وهاجم كل من يهاجم رواياته وأعماله، إلّا أنَّه قامَ بالنهاية بحذف العديد من المواد والأجزاء المكونة لهذه الرواية؛ وذلك لأنها كادت أنْ تُصبح قضية رأي عام.
الشخصيات:
- دوريان جراي: وهو رجل وسيم ولائق المظهر، منذهل بمذهب اللورد هنري الجديد.
- باسل هالورد: وهو رجل ذات أخلاق رفيعة، مُحب لرسم صورة لكل موقف يمر بيومه. كما أنَّه مذهول بدوريان.
- اللورد هنري: وهو رجل أرستقراطي متغطرس ورائع منحل يعتنق فلسفة مذهب المتعة المتسامح.
- سيبل فاين: وهي مطربة ومؤدية للأدوار موهوبة، وهي الفتاة التي يقع دوريان بحبها.
- جايمس فاين: وهو شقيق سيبل فاين.
ملخص أحداث رواية صورة دوريان غراي:
في يوم من الأيام وفي أيام الصيف البديعة في المملكة المتحدة، قامَ رجل فظ وعنيد للغاية يُدعى اللورد هنري ووتون بمراقبة الشاب الحساس وذو الحس الفني، باسل هالوارد، وكان في هذه الأثناء يبدع برسم صورة دوريان غراي. حيث كان دوريان غراي هو المثل الأعلى لباسل هالوارد في معظم أعماله الفنية، وعندما كان اللورد هنري ودوريان يجلسان، قامَ بإخباره عن اللوحة، فأراد أنْ تكون هذه الصورة كأنها صورة قديمة له.
ويقع دوريان بفخ كلام اللورد هنري، ويصبح يومًا بعد يوم جشع ومُحب للأذية. وبينما كان يُشاهد مسرحية من مسرحيات شكسبير، عرف بوجود مُمثلة يافعة وجميلة تُدعى سيبل فاين، فيقع دوريان بحبها. وبدروها، كونها فتاة من مسرح الطبقة العاملة الذي كان يُعرف بأنَّه مسرح دنيء، طلبت منه أنْ يتزوجها، ولكن قامَ أخيها جايمس بتهديدها بقتل دوريان إذا قامَ بإيذائها. كانت بيسل تُحب دوريان كثيرًا، وكانت تعتقد أنَّه يُحبها لذاتها، وليس لأدائها التمثيلي أو لمظهرها الخارجي. كانت تُسميه بالأمير الساحر؛ وذلك لأنه وسيم للغاية.
وبعد ذلك، قامَ دوريان بدعوة باسل واللورد هنري ليشاهدوا مسرحية روميو وجولييت، التي ستقوم سيبل بتأدية دور فيها، ولكن عندما رأت سيبل دوريان كانت تشعر بالفرح الشديد، لدرجة أنَّها لم تعرف أنْ تؤدي دورها. فشعر بحرج شديد من عدم مقدرة سيبل على التمثيل أمام رفاقه، فقالوا له بأنَّه يُحبها لجمالها.
وبعد أنْ سَمِعَ دوريان هذا الكلام، ذهب إلى سيبل وأخبرها بأنَّه لم يعد يريد الزواج منها، وأخبرها بأنَّ التمثيل هو السبب الوحيد لجمالها، كما أنَّه أخبرها بأنَّها لم تعد تهمه. وعند عودته إلى المنزل، لاحظ أنَّ الصورة التي رسمها باسل له قد تغيرت، وبهذا تحققت أمنيته بأنْ تكن الصورة كأنها صورة قديمة له، والرجل الذي في الصورة كان يبدو كأنَّه يحمل سخرية خفية من القسوة.
وبعد فترة من الزمن، بدأ دوريان بالاشتياق إلى سيبل، وأراد أن يتصالح معها، ولكن أخبره اللورد هنري بأنَّها قد قامت بقتل نفسها بعد أنْ تركها. وبهذا فهم دوريان بأنَّ جماله ورغباته تكفيه حيثما يتجه بحياته، ثم يقوم دوريان بتخبئة الصورة، وعلى مدار الثمانية عشر عامًا التالية، قامَ بتجربة جميع أنواع الرذائل، متأثرًا برواية فرنسية الأصل دنيئة أخلاقياً أعطاها له اللورد هنري ووتون.
وفي يوم من الأيام قبل أنْ يعزم على الرحيل إلى باريس العاصمة الفرنسيّة، ذهب باسل إلى بيت دوريان، وطلب منه أنْ يرى الصورة، وعندما شاهد ما حصل لها من تغيرات، شعر باسل بالرعب الشديد، فلم تكن الصورة مماثلة لما كانت عليه. فعلم باسل قصة الصورة، ففي كل مرة يقوم بها دوريان بارتكاب الرذيلة تتغير الصورة وتصبح بشعة للغاية، وهنا طلب من دوريان الذهاب إلى الكنيسة للصلاة والدعاء لنفسه بالخلاص، فلم يبدو هذا شيء بسيط. ولكن شعر دوريان بأنَّ باسل والصورة التي قامَ برسمها هي السبب بكل ما يحصل له من انجرار للرذيلة، وقام بطعنه بالسكين حتى مات.
وبعد ذلك، يذهب دوريان إلى أحد أصدقائه القدامى، العالم آلان كامبل، وقامَ بابتزازه لاستخدام معرفته بالكيمياء لتدمير جسد باسل هالورد، الذي قامَ دوريان بقتله. ولكن بعد ذلك قامَ آلان بقتل نفسه. ولكثرة جرائم دوريان ورغبة منه للهرب منها، ذهب دوريان إلى عرين الأفيون، وكان يختبئ هناك جايمس فاين، شقيق سيبل. فمنذ أنْ قامت سيبل بقتل نفسها، كان جايمس يسعى للانتقام من دوريان، ولكنه لم يكن يعلم عنه أي شيء سوى اسمه التي كانت شقيقته سيبل تطلقه عليه، وهو الأمير الساحر.
وعندما يشاهد جايمس من كان السبب في موت شقيقته، حاول أنْ يقتل دوريان، ولكن كان دوريان ماكر للغاية، فأخبره بأنَّه صغير للغاية ليعرف فتاة قامت بقتل نفسها قبل ثمانية عشر عامًا، فكان يتمتع بوجه الشباب على الرغم من تقدمه بالسن. فيصدق جايمس دوريان، ولكن بعد ذلك اقتربت منه امرأة من عرين الأفيون، وتوبخ جيمس لعدم قتل دوريان، وتؤكد له بأنَّ الرجل كان دوريان غراي، فيركض جايمس خلفه، ولكنه ذهب.
بدأ جايمس فاين بملاحقة جديدة لدوريان غراي، وكان دوريان يشعر بخوف شديد على حياته. وفي أحد الأيام، كان هناك حفل ريفي لإطلاق النار، وتمت إصابته عن طريق الخطأ، وتوفي بذلك. وعندما سمع دوريان بذلك، عاد إلى لندن، وقرر البدء بحياة جديدة بعيدة عن الرذيلة والقتل والجرائم. وبعدها يتعرف على فتاة تُدعى هيتي ميرتون، ويقسم بأنَّه سيهتم بها ولن يكون سببًا لحزنها.
وبعد أنْ قرر دوريان أنْ يكون شخص فاضل، ذهب إلى الغرفة التي قامَ بتخبئة صورته التي قام باسل برسمها له، ويتساءل عمّا إذا كانت ستتغير للأفضل، ولكنه يشاهد صورة قبيحة للغاية. وبعد ذلك، يقرر بطعن الصورة بنفس السكين التي قامَ بطعن باسل بها، ليستيقظ كل من في المنزل على صوت صراخ من هذه الغرفة. وعندما كان أحد المارة بالقرب من المنزل، سمع صوت صراخ شديد، واتصل بالشرطة، وعندما قدمت الشرطة شاهدت جثة رجل عجوز متهالك وبجانبه صورة جميلة للغاية لدوريان غراي، وبعدها استنتجت الشرطة أنَّ الجثة هي جثة دوريان غراي.
وهنا عُرف أنَّ دوريان غراي قامَ بقتل نفسه بعد كافة الجرائم والرذائل التي ارتكبها، وبعد توبته وقتل نفسه عادت الصورة إلى أصلها. كما أنَّه عُرف أنَّ هناك روح شيطانيّة كانت تسكن الصورة، وهي السبب بكل ما ارتكبه من رذائل.
