تُعد رواية طعام، صلاة، حب من الروايات التي حققت رواجاً عالياً على مستوى العالم أجمع، حيث يعود تأليفه إلى الكاتبة والروائية إليزابيث جيلبرت، وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، عملت في العديد من المجالات وانتهى بها الأمر إلى العمل في مجال الصحافة، وتم العمل على نشر الكتاب الذي تضمنه الرواية 2006م، ولقد حقّق الكتاب لمدة ما يقارب 110 أسابيع أكبر نسبة مبيعات في مدينة نيويورك.
نبذة عن الرواية
تُعرف تلك الرواية على أنها عبارة عن مذكرات شخصية قامت الكاتبة بتدوينها من خلال كتاب تحدثت فيه عن الأحداث والوقائع التي حدثت معها أثناء مسيرة حياتها والتي اكتشفتها أثناء رحلتها حول العالم، فبعد حصولها على الطلاق دخلت في حالة من اليأس والإحباط، مما جعلها تفكر في طريقة للخروج من تلك الحالة البائسة، فعزمت على السفر حول العالم ساعية بذلك إلى الوصول أعلى مراتب السعادة والراحة النفسية، ومحاولة من خلال تلك الرحلة اكتشاف ذاتها، فقد تحدثت من خلال الكتاب أيضاً عن الروحانيات، ونظراً لما حققه الكتاب من نجاح باهر تم تجسيده إلى فيلم سينمائي.
رواية طعام صلاة حب
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول سيدة من أصول أمريكية تبلغ من العمر اثنان وثلاثون سنة، وعلى الرغم من أنها كانت واصلة إلى أعلى المستويات في المرحلة التعليمية، وحاصلة على عمل في مجال الصحافة فقد كانت كاتبة مبدعة، وبالرغم من أن لديها بيت في مدينة مانهاتن وبيت آر في منطقة مجاورة إلا أنها لم تشعر بالسعادة في أي يوم من الأيام.
بقيت على الدوام وكانت تشعر بأن هناك شيء ما في داخلها يثير بها الانزعاج، وهذا الشيء ذاته يبقيها في حالة مستمرة من الحزن الشديد، ففي نظر الأشخاص من حولها أنها سيدة تملك كل سبل الراحة والرفاهية، إذ لديها الأموال وبيت مسقل ملكاً لها وليس لأحد، ولا يوجد هناك ما يقلق راحتها مما يجعلها كاملة ولا ينقصها أي شيء، فقد كان الشعور الذي ينتابها لا يعلم به أحد فلا تظهره على الملأ، فقط هي من تشعر بنفسها أنّ هناك شيء ما تفتقده، مما يجعلها في كثير من الأحيان تدخل في حالة اكتئاب شديدة، فقد كانت تقضي الليل بأكمله في حمام بيتها تنغمر في البكاء، وحين تفكر في الأسباب التي تقودها إلى مثل تلك الحالة لا تتوصل إلى سبب بحد ذاته.
فقد كانت بشكل يومي ومتكرر تحاول الوصول إلى سبب واحد فقط يجعلها تجأش بالبكاء، لكن دون جدوى فلا تصل إلى حل، وبالرغم من كل الأمور الجيدة التي تتمتع بها في حياتها، إلا أنها مع ذلك دائماً تدخل في حالة من اليأس والإحباط، مما جعلها تكره كامل نظام حياتها بشكل قاطع، وهذا ما قادها إلى كره زوجها كذلك وحينها قررت أن تقوم بطلب الطلاق منه.
لم يكن الطلاق من الأمور التي يمكن للمرء تحملها واجتيازها بسهولة، وهذا ما جعلها تدخل في مشكلات أكبر وحالة أسوأ مما كانت عليه في السابق، إضافة إلى أنّ الحصول على الطلاق كان قد استغرق وقتاً طويلاً، وعلى أثر ذلك وما أن حصلت على الطلاق إلى كانت في مرحلة أكثر تعقيداً، إذ خرجت من هذه المرحلة مدمرة بشكل أكبر، مما اضطرها إلى التفكير في علاج نفسها بأي طريقة وبأي شكل من الأشكال، فإن بقيت على تلك الحالة سوف تفقد حياتها إلى الأبد.
بدأت الأمور تتصاعد بشكل كبير وكل يوم يزداد تأزماً عن اليوم السابق، ومن هنا عزمت على اتخاذ قرار بترك كل الأمور هذه خلفها وأن ونسيان أي أمر مرتبط بحياتها السابقة وأن تطير بنفسها إلى رحلة مدتها سنة كاملة في كافة أنحاء العالم، فقد كانت قد توجه لها الكثير من النصائح من الأشخاص من حولها أن تقوم برحلة نقاهة وترفيه حول العالم.
وأول ما بدأت به الانطلاق في الرحلة هو التوجه إلى دولة إيطاليا، وعند وصولها توجت لزيارة المطبخ الإيطالي الشهير، والاستمتاع بكل ما يقدمه من أكلات شهية ورائعة، حيث قضت في ذلك المكان ما مدته أربع شهور، فأخذت تستمتع بالمناظر الجميلة والخلابة من حولها وتذوق الأطعمة الشهية، ومن هنا بدأ وضع الاسم الأول للرواية وهو طعام
ثم بعد ذلك توجهت إلى الاسم الثاني في الرواية، حيث كان توجهت في الجزء الثاني من الرحلة إلى الاستفراد بالنفس من خلال الصلاة وقد كان ذلك الجزء مرتبط بشكل كبير في الروحانيات، حيث اتخذت من أحد المعابد مسكن لها وعزلت نفسها بشكل كامل عن العالم الخارجي بأكمله، إذ خضعت لكافة القواعد والأنظمة والتشريعات التي يلتزم بها المكان، فقد كانت غايتها من هذه المرحلة الوصول إلى الراحة والسكينة والسلام الداخلي، فقد كانت تتعرض في ذلك المكان للكثير من الأشياء الغريبة التي لم تسمع بها من قبل، مثل الصوم عن الكلام ليوم كامل.
وبعد مكوثها فترة لا بأس بها في ذلك المكان بدأت بالشعور وإدراك مدى أهمية النشاطات والقواعد في هذا المكان والأثر الذي تتركه في الذات، ففي تلك اللحظات كانت قد وصلت إلى نوع من أنواع الراحة النفسية والسلام الداخلي، وفي الجزء الثالث والأخير انتقلت في رحلة إلى دولة إندونيسيا، وفي هذا الجزء وصلت إلى مرحلة الحب، فقد التقت في إندونيسيا بالحب الذي طالما كانت تفتقده، الحب الذي كانت تبحث عنه فترة طويلة، إذ قابلت رجل برازيلي وتم التعارف فيما بينهم في مدينة بالي، وتعلم أنه رجل مُطلق، ومن هنا تبدأ فيما بينهم العلاقة ويتم وضع العنوان الأخير ألا وهو الحب.