نبذة عن رواية فاتيك:
تؤرخ رواية فاتيك أو (Vathek) سقوط الخليفة فاتيك من السّلطة الذي انخرط مع والدته كاراثيس، بقيام سلسلة من الأنشطة الفظيعة والمؤسفة المُصمَّمة لاكتسابه قوى خارقة للطبيعة. وفي نهاية الروايّة بدلاً من حصوله على هذه القوى، تم نبذه إلى جحيمٍ يحكمه الملاك الساقط إبليس. وحسب الرواية يزعم الكاتب بأنَّ فاتيك محكوم عليه بالتجول في الجحيم للأبد وبلا قدرة على الكلام.
فاتيك هي رواية قوطيّة تركّز على كل ما هو خارق للطبيعة والأشباح والأرواح، بالإضافة إلى الرعب الذي تحاول أن تثير فيه اهتمام القارئ. فاتيك هو الخليفة التّاسع للعباسيين، تولى العرش في سن مبكرة. فهو شخصية مهيبة، فظيع في الغضب، فيُقال بأنَّ نظرة واحدة من عينه الوامضة يمكن أنْ تجعل الرجل يسقط على الفور.
الشخصيات:
- كاراثيس.
- فاتيك.
- جياور.
- الأمير فخر الدين.
- نورونيهار.
- جولشنروز.
- موراكاناباد.
- السلطانة ديلارا.
رواية فاتيك:
وَصَلَ شخص غريب إلى مدينة فونثيل جيفورد مُدعيًا بأنَّه تاجر من الهند يبيع سلعًا ثمينة. اشترى الخليفة فاتيك سيوفًا متوهجة عليها حروف من التّاجر، وبعد ذلك قام بدعوة التاجر لتناول العشاء. وعندما كانوا يتناولوا العشاء، كان الخليفة فاتيك يسأل التاجر بعض الأسئلة، ولكن التّاجر لم يرد على أسئلة فاتيك، فبدأ فاتيك بالنظر إليه بعينه الشريرة، ولكن لم يكن لنظراته أي تأثير على التّاجر، لذلك قامَ فاتيك بسجن التّاجر.
وفي اليوم التالي، اكتشف الخليفة فاتيك بأنَّ التّاجر قد هرب وأنَّ حراس سجنه قد ماتوا. وبعدها بدأ النّاس بدعوة فاتيك بالجنون؛ وذلك لأنَّه حقق في قضيته لفترة طويلة. فأخبرته والدته كاراثيس بأنَّ التّاجر هو الشخص الذي تحدثا عنه في النبوءة، التي تقول بأنَّ شخص غريب سيحمل معه الخير لفاتيك وسيساعده بفك العديد من رموز حياته. وبعدها اعترف فاتيك بأنَّه كان يجب أنْ يعامل الغريب بلطف.
أراد الخليفة فاتيك فك رموز الرسائل على سيوفه الجديدة، وعرض مكافأة لمن يمكنه مساعدته، ولكنه توعد بالعقاب لمن سيفشل بذلك. وبعد فشل العديد من العلماء، نجح رجل كبير في السن بفك رموز السيف، فقال بأنَّه لقد صنعنا كل شيء بشكل جيد، فنحن أصغر عجائب هذا الكون حيث كل شيء رائع ويستحق التضحيّة.
ولكن في صباح اليوم التالي، تغيرت الرسالة وتبين فيها بأنَّ السيف يقول الآن، ويلٌ للرجل المتهور الذي يريد أنْ يعرف ما يجب أن يظل جاهلاً به وأنْ يقوم بما يفوق قوته. فهرب الرجل العجوز الذي فسر رموز السيف قبل أن يعاقبه فاتيك. ومع ذلك، أدرك فاتيك أنَّ الكتابة على السيوف قد تغيرت بالفعل، وهذا كان أمر مريب.
أُصيب الخليفة فاتيك بعطشٍ شديد لا يُشبع، وكان يذهب إلى مكان بالقرب من جبل مرتفع ليشرب من واحدة من أربع نوافير هناك راكعًا على حافة النافورة للشرب. وذات يوم سَمِعَ صوتًا يقول له ألا يدمج نفسه في كلب، فكان ذلك هو صوت التّاجر الذي باعه السيوف، وهو رجل غامض يسميه فاتيك جياور، وهو مصطلح عثماني يستخدم للإشارة إلى غير المؤمنين.
فبدأ جياور بالحديث مع الخليفة فاتيك عن القوة وسببها، فاقترح عليه أنْ يقوم بالتضحية بخمسين من أبناء المدينة، وبالمقابل سوف يحصل فاتيك على مفتاح القوة العظمى. وبعد ذلك، أقام فاتيك مسابقة بين أبناء نبلاء سامراء، مُعلنًا أنَّ الفائزين سيحصلون على امتيازات لا تنتهي. ومع اقتراب الأطفال من فاتيك للمنافسة، ألقى بهم داخل بوابة من خشب الأبنوس ليتم التضحية بهم. وبمجرد الانتهاء من التضحية بهؤلاء الأطفال، جعل جياور البوابة تختفي؛ فكان أحد أهم السحرة والعرافين في ذلك الوقت.
وعندما رأى المواطنون السامريون فاتيك وهو يقوم بالتضحية بأطفالهم، اتهموه بأنَّه مجرم وبدأوا بتشكيل حشد من السّكان لقتل فاتيك. وعندما رأت والدته كاراثيس أنَّ ابنها سيُقتل، بدأت بمناشدة وزير الدولة موراكان آباد؛ وذلك لتهدئة الحشد وللمساعدة لإنقاذ حياة ابنها.
وبعدها غادر فاتيك مع زوجاته وخدمه تاركًا المدينة تحت رعاية موراكان آباد وكاراثيس. وبعد أسبوع من مغادرته، هاجمت الحيوانات آكلة اللحوم قافلته، وأصيب الجنود بالذعر وأضرموا النار في المنطقة بالخطأ، ولهذا كان من الواجب عليه أنْ يفر مع زوجاته والاستمرار بطريقهم.
وبعد طريقٍ طويلة، وصل فاتيك وزوجاته إلى جبال شديدة الانحدار، حيث يسكن الأقزام الإسلاميون. فقاموا سكان هذه الجبال بدعوة فاتيك للراحة معهم؛ وذلك لأنهم تأملوا بعودته إلى الإسلام. ولكن عندما رأى فاتيك بأنَّ السّكان قُصار القامة، تذكّر رسالة تركتها له والدته وهي، احذر من الأطباء القدامى ورسلهم الذين لا يزيد ارتفاعهم عن ذراع واحدة ولا تثق في مخادعهم الأتقياء وبدلاً من أكل شمامهم قم بطعن حامليهم، فأنه من الحماقة أن تزورهم وتثق بهم. ولكن كان قليل الحيلة، فأقام مع الأقزام والتقى بأميرهم المُسمى بفخر الدّين وابنة الأمير الجميلة نورونيهار.
عندما رأى الخليفة فاتيك نورونيهار، أراد الزواج منها، ولكنها كانت تُحب ابن عمها جولشنروز. حاول بذل قصارى جهده ليجعلها تترك ابن عمها؛ وذلك لاعتقاده بأنها يجب أن تكون مع رجل ذو سلطة ونفوذ، فقام باختطاف جولشنروز وحاول أنْ يغوي نورونيهار. ولكن بعد اكتشاف الأمير فخر الدّين لمحاولة فاتيك لإغواء ابنته، طلب من جنوده قتله، ولكن لم ينجحوا جنوده بمهمتهم؛ وذلك بعد أنْ كشف فاتيك خطة الأمير فخر الدّين بقتله. ونتيجة لذلك، بدأ بالتخطيط لقتل الأمير؛ وذلك لأنه انتهك قوانين الضيافة وحاول قتله. فحاولت نورونيها منع فاتيك من قتل والدها، وبعدها قامت بتهريب جولشنروز.
وبعد ذلك، قرر الأمير وخدمه أنْ يضعوا خطة لحماية نورونيهار وجولشنروز، وذلك من خلال تخديرهم ووضعهم في وادٍ خفي على ضفاف بحيرة، حيث لا يستطيع فاتيك العثور عليهم. نجحت خطة فاتيك، وتم تخدير الاثنين وإحضارهما إلى الوادي، وعند استيقاظهم اقتنعا أنهما قد ماتا وأنَّهما في المطهر، أيّ الفردوس.
شعرت نورونيهار بالفضول حيال محيطها، فحاولت الكشف عن ما هو حولها وما يكمن وراء الوادي. وهناك رأت فاتيك، لتدرك بذلك أنَّ موتها كان خدعة. وعندما رآها فاتيك أمرها بالزواج منه وإلا سيقتل والدها وابن عمها، فتخلت نورونيهار عن جولشنروز وتخلى الأمير فخر الدّين عن الأمل.
وفي هذه الأثناء في مدينة سامراء، لم تكن كاراتيس تعرف أي معلومة عن ابنها فاتيك، على الرغم من أنّها كانت تستطيع قراءة النجوم. أتت زوجة فاتيك المفضلة، السّلطانة ديلارا، لتخبر كاراتيس أنَّ ابنها قد كسر شرط عقد جياور بقبول ضيافة فخر الدّين وهو في طريقه إلى استخار.
طلبت ديلارا من فاتيك إغراق نورونيهار وقتلها، ولكنه رفض؛ وذلك لأنه ينوي جعلها ملكته. وعندما سمعت كاراتيس بذلك قررت قتل جولشنروز؛ حتى تتمكن من النيل من نورونيهار. ولكن قبل أن تتمكن من الإمساك به، قفز جولشنروز في أحضان الجني الروحي الذي يحميه. وفي تلك الليلة، سمعت كاراتيس أنَّ موتافاكيل، شقيق فاتيك، يُخطط لقيادة ثورة ضد موراكان آباد. فقالت كاراتيس لفاتيك بأنَّه ميَّز نفسه بخرق قوانين الضيافة، وذلك من خلال إغواء ابنة الأمير بعد أنْ تقاسم معه خبره، كما أنَّها أخبرته بأنَّه إذا تمكن من ارتكاب جريمة أخرى على طول الطريق فسوف يدخل بوابات سليمان جزارًا منتصرًا. واصل فاتيك رحلته، ووصل إلى روكن آباد، وأهان مواطنيها من أجل سعادته.
وصل فاتيك إلى استخار، حيث وجد سيوفًا عليها كتابات تقول لقد انتهكت شروط مخطوطاتي وتستحق أنْ تُعاد، لكن لصالح رفيقك الأبدي وكدليل لما لديك، وبهذا أنت تسمح لإبليس أنْ يستقبلك في جحيمه. كانت نهاية فاتيك نهاية بائسة، فنتيجة لجشعة وحبه للسلطة والتملك، فقد خُلّد في الجحيم إلى الأبد.