يُعتبر الكاتب والمؤلف آرثر غولدن وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الأدباء الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه مجموعة من الروايات والقصص القصيرة، وقد تم تلقيه العديد من الجوائز والشهادات جراء أعماله الأدبية العريقة، ومن أهم الروايات التي قد حصدت له نسبة مبيعات عالية وحققت شهرة حول العالم هي رواية مذكرات فتاة الغيشا، وقد تم العمل على إصدار الرواية في سنة 1997م.
نبذة عن الرواية
تم تصنيف الرواية تحت مسمى الروايات التاريخية، وقد تناولت الحديث في مضمونها حول إحدى الفنانات التي تقيم في مدينة كيوتو في دولة اليابان، وفي فترة من الفترات تعزم على الانتقال والعيش في مدينة نيويورك، تمت الإشارة من خلال الرواية إلى أماكن حقيقة وفعلية موجودة على أرض الواقع، على الرغم من أن الرواية كانت تحت مسمى الروايات الخيالية التاريخية، إلى أنه تم وضع قسم كبير من الأحداث والوقائع في إحدى المناطق التي تعرف باسم بلدة الجيشا الشعبية إذ تقع في مدينة كيوتو.
وتلك المناطق كان يتردد عليها الكثير من الغيشا وهن مجموعة من الفتيات اليابانيات يعرفن بأنهن فنانات تقليديات ولديهن العديد من الفنون مثل الرقص والألعاب والموسيقى وكانوا برفقتهم رعاتهم، كما وضع المؤلف جزء من الأحداث في إحدى الجزر التي تشتهر باسم جزر أمامي، ومن يقوم بسرد الرواية فتاة تدعى سا يوري، حيث أنها كانت تقيم في جناح موجود ضمن الأبراج في مدينة نيويورك.
دار حول الرواية العديد من الآراء والانتقادات من قِبل الأدباء، حيث أنها أول ما تم إصدار الرواية وقد كانت باللغة اليابانية، تم رفع دعوة قضائية ضد المؤلف ومحاكمته ومقاضاته؛ وذلك لأنه من رأي الأدباء والنقاد أن المؤلف كان قد تعمد خرق شروط العقد الذي تم بينه وبين الشخصية التي أخذ منها بعض المعلومات حول الحياة التي تعيشها فتيات الغيشا، كما ادعى عليه أنه قام بالتشهير بها وبسمعتها، حيث أنه في وقت نشر الرواية كانت تلك الشخصية من السيدات الرائدات في مجال ريادة الأعمال، كما كانت معروفة ولها شهرة واسعة في المجتمع الذي تقيم به، وهي من إحدى فتيات الغيشا التي كانت قد تقاعدت من قبل من هذا العمل.
رواية مذكرات فتاة الغيشا
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول مذكرات كانت قد قامت إحدى الفتيات التي ما زالت في ربيع العمر بكتابتها عن حياتها وتجاربها، حيث أنه أول ما أشارت به هو عملها كفنانة من فنانات الغيشا، وقد كانت تلك الفتاة من الفتيات التي تتميز بجمال أخاذ وباهر، حيث أنها تمتلك ملامح وجهة جميلة جداً، وتتميز بعينين جذابتين بلونهن الرمادي، كما كان قوامها وكأنها من عارضات الأزياء العالميات، كتبت الفتاة الجميلة في دفتر مذكراتها عن بعض الأسرار حول مهنتها حينما كانت تعمل كممثلة مع الفتيات في ذلك المكان والتجارب التي خاضتها ومرت بها من علاقات حب وصداقة التي كانت تقيمها مع الرجال في ذلك الوقت.
كانت الفتاة قد جاءت من عائلة فقيرة جداً، وقد نشأت على تقاليد والعادات التي يتبعنها تلك الفتيات، كما أنها تمكنت من تعلم الطريقة السليمة في إسعاد الرجل ببراعة، ونظراً للظروف المعيشية التي كانت تعيشها أسرتها، حيث أن والدتها كانت قد توفيت من فترة طويلة، وبما أن والدها كان يعيش في ظروف فقر قاسية جداً، وعلى أثر ذلك قام والدها ببيعها إلى أحد الرجال وهي ما زالت صغيرة في العمر، وهذا الرجل سرعان ما قام ببيعها لإحدى البيوت التابعة لتربية الغيشاوات.
في البداية كانت بطلة الرواية تعمل في أحد البيوت التي تتبع للغيشا في مدينة طوكيو، ومن هناك كانت قد تعلمت أشياء كثيرة عن الرجال وأكثر الأمور التي يفضلونها في المرأة، وعلاوة على كل ذلك كانت الفتاة تتميز بجمال فريد من نوعه، حيث أن كل ملامحها يوجد بها خاصية جمالية، وبمقارنتها مع الفتيات اللواتي كانت يعملن في ذلك المكان، كانت تتم تصنيفها أنها الأجمل على الاطلاق، كما كانت لبقة في انتقاء الحديث مع الرجال في كافة المواضيع وبقدرة تركيز عالية ولعدد ساعات طويلة، وإضافة على ذلك إلى كونها فتاة لديها موهبة في الرقص والعزف على الآلات الموسيقية ومُتذوقة للفن بشكل بارع.
ولكن لم تتوقف حياة الفتاة هنا، إذ مع الوقت أصبحت تملك منافسات قويات جداً من حولها، وهذا ما جعلها تشعر بالخوف الشديد على حياتها، وهذا ما دفع بها إلى التفكير في الفرار والبحث عن حياة حرة ومليئة بالمال، وبالفعل انتقلت إلى إحدى الجزر الأمريكية على متن سفينة متنكرة بملابس فتى، وهناك تتخرط في العمل وجني المال، وبعدها تتعرف على رجل من أصول أمريكية وتدخل في علاقة معه ويعيشا حياتهم سوياً.