نبذة عن رواية ميلموث المتجول:
ميلموث المتجول هي رواية قوطيّة تم تأليفها من قبل الكاتب المسرحي الأيرلندي تشارلز ماتورين (Charles Maturin) في عام 1820ميلادي. تدور أحداث القصة حول العالم الذي تخلى عن روحه للشيطان، وذلك مقابل اكتساب 150 سنة أخرى للعيش في هذه الحياة.
تتألف الروايّة من مجموعة من الحكايات المتداخلة ببعضها البعض، التي تُبين بشكل متدرج طريقة حياة ميلموث. حيث تُظهر الروايّة انتقادًا اجتماعيًا في المملكة المتحدة في بدايات القرن التّاسع عشر، وتُندد بالديانة الكاثوليكيّة الرومانيّة، وتُظهر فضائل الديانة البروتستانتيّة.
الشخصيات:
- جون ميلموث.
- ستانتون.
- ألونزو مونكادا.
- الموقر أدونيا.
- والبيرج.
- إيسيدورا.
- والد إيسيدورا.
- جوزمان.
- إلينور.
أحداث رواية ميلموث المتجول:
جون ميلموث هو طالب في جامعة دبلن. في يوم من الأيام زار جون ميلموث عمه المحتضر، وعندما كان يتجول في المنزل وجد صورة لسلف غامض يُسمى ميلموث المتجول، ويرجع تاريخ الصورة إلى عام 1646م. وفي جنازة عمه، روى جون قصة عائليّة قديمة عن شخص غريب يُدعى ستانتون، وصل باحثًا عن ميلموث المتجول قبل عقود.
وتصف إحدى المخطوطات التي تركها ستانتون اكتشافه الأول لميلموث وهو يضحك على مشهد اثنين من العشاق الذين أصابهما البرق. كما أنَّه سَمِع عن حفل زفاف كان ميلموث ضيفًا غير مرغوب فيه، فماتت فيه العروس وأصيب بعدها العريس بالجنون. فكان يُعتبر بحث ستانتون عن ميلموث المتجول جنونًا؛ وذلك لأنَّ ميلموث المتجول شخص يجلب النحس لكل من حوله، وبعدها تم إرسال ستانتون إلى المصحة العقليّة. وبعد أنْ سَمِعَ ميلموث عن قصته، فقام بزيارته هناك وعَرَضَ عليه إطلاق سراحه، ولكن ستانتون رَفَضَ ذلك وهَرب.
وبعد رغبة عم جون ميلموث، أحرق جون صورة ميلموث. وفي هذه الليلة، أتى ميلموث المتجول لزيارة جون في المنام، وبعد ذلك رأى ميلموث المتجول يضحك على حُطام سفينة، فحاول جون أنْ يقترب منه، ولكنه انزلق وسقط في البحر. حيث تمّ إنقاذه من الغرق من قبل الناجي الوحيد من الحطام، وهو الإسباني ألونزو مونكادا، وهو شخص واقعي في الرواية وليس مجرد شخصية عابرة في حلم جون ميلموث.
يروي ألونزو مونكادا قصته (حكاية الإسباني)، حيث تحصره عائلته في دير، ويتعرض لسوء المعاملة من قبل الرهبان، ويرتب له شقيقه خوان للهروب بمساعدة أحد الرهبان، وهو قاتل الأب في الدير. ولكن كانت خطة الهروب هذه فخ؛ وذلك ليُقتل الأخ خوان. فتم نقل مونكادا إلى سجن محاكم التفتيش، وهناك زاره ميلموث في زنزانته، ويقول إنَّه سيساعده على الهروب. فاندلع حريق، وفي حالة من الارتباك هرب مونكادا من السجن. وبعدها التقى مونكادا بالعالم اليهودي الموقر أدونيا، الذي يعيش في غرفة سرية مُزيّنة بهياكل عظميّة لعائلته. ومقابل الطعام والمأوى الذي يعرضه أدونيا لمونكادا، أجبر أدونيا مونكادا على نسخ مخطوطة له سماها، حكاية الهنود.
وتحكي قصة الهنود عن جزيرة في المحيط الهندي يُشاع أنَّ هذه الجزيرة تُطاردها إلهة بيضاء تُدعى إمالي. وفي الواقع إمالي، هي شخصية منبوذة نشأت بمفردها على الجزيرة معزولة عن الإنسانيّة. فزارها ميلموث المتجول، وأخبرها أنَّه قد جاء من الجزء الآخر من العالم الذي يعاني. وحاول تدمير براءتها وظهر لها عيوب المجتمعات البشريّة وبشاعة بعض الأديان. ولكن وقعت إمالي بحبه وطلبت منه البقاء معها ولكنه رحل وتركها وحيدة في هذه الجزيرة. وبعد ثلاث سنوات، عادت إمالي التي تُسمى الآن إيسيدورا إلى عائلتها في مدريد. فظهر فجأة أمامها ميلموث المتجول وهرب معها في الليل، ليقودها إلى كنيسة نائية ويزوجهما ناسك ميت حي، أي أنَّه شبح يدّعي الحياة.
وفي أحد الفنادق يصادف والد إيسيدورا شخصًا غريبًا ويروي له قصة عائلة جوزمان، وهو تاجر إسباني ثري تزوجت أخته من موسيقي ألماني فقير اسمه والبيرج. فقرر جوزمان أنْ يجعل عائلة والبيرج ورثته، ولكن عندما ظهرت وصيته، تبين أنَّه ترك كل شيء للكنيسة، وغرقت كافة الأسرة في الفقر. فكاد والبيرج أنْ يُصاب بالجنون، لدرجة أنَّه قرر إنهاء فقرهم بقتلهم جميعًا، ولكن قبل أنْ يفعل ذلك، تصل إليهم أخبار بأنَّ وصية جوزمان الحقيقية قد تم العثور عليها وأنَّ الأسرة سيتم إنقاذها من فقرها هذا.
وخلال هذا الوقت أي عند ظهور الوصية الحقيقة لجوزمان، نامَ والد إيسيدورا، واستيقظ ليجد الغريب الذي لاقاه في بداية يومه يجلس مكانه في الحانة ميلموث المتجول. ويبدأ بإخباره عن قصة العشاق، وهي قصة عن امرأة شابة في يوركشاير تُدعى إلينور، تمّ هجرها عند مذبح الكنيسة، فعرض عليها ميلموث المتجول مساعدته، ولكنها رفضت ذلك.
وبالعودة إلى قصة الهنود، تعود إيسيدورا إلى عائلتها، ولكنها كانت حامل بطفل ميلموث، وكان لديها شعور بأنَّها لن تعيش لتربي طفلها، فتطلب من ميلموث المتجول أنْ يعدها بأنَّ طفلها سينشأ ويترعرع على الدّيانة المسيحية. ولكن لم يقبل والدها أنْ تبقى هي وطفلها مع ميلموث المتجول، فيجد لها زوجًا، وفي منتصف احتفال الزفاف، يحاول ميلموث اختطاف إيسيدورا.
يحاول شقيق إيسيدورا التدخل فقتله ميلموث، وهنا يُغشى على إيسيدورا وتسقط أرضًا، وخلال هذا الوقت يهرب ميلموث المتجول. تُسجن إيسيدورا بعد أنْ تمّ اتهامها بقتل أخاها، فتلد طفلتها في محاكم التفتيش، ويهددها المحققون بأنهم سيأخذون الطفل منها، ولكنهم يجدون أن طفلها قد مات بسبب سوء الأحوال المحيطة في السجن. وعندما تسمع إيسيدورا بذلك، تحزن حزنًا شديدًا لدرجة المرض والاحتضار، وتتذكر جزيرة الفردوس الخاصة بها التي لاقت عليها ميلموث المتجول، وتتمنى أنْ ينعم طفلها بالجنة السماوية المشابهة لهذه الجزيرة.
يظهر ميلموث المتجول على مرأى كلٍ من جون ميلموث ومونكادا، وخلال هذا اللقاء يعترف لهم بالغرض من وجوده على الأرض. كما أنَّه بيَّن لهم أنَّ حياته الممتدة أوشكت على الانتهاء، وأنَّه لم ينجح أبدًا بإغراء الآخرين على الرغم من أنَّه قد استخدم لعنته الشيطانية، فقال: لقد اجتزت هذا العالم بحثًا عن الكثير من الأمور، ولقد اكتشفت أنَّه من غير الممكن أنْ يخسر أي شخص قد كسب هذا العالم روحه للشيطان.
وبعد ذلك، يحلم ميلموث المتجول بإدانته وخلاص ستانتون ووالبيرج وإلينور وإيسيدورا ومونكادا. ويطلب من جون ميلموث ومونكادا تركه وشأنه طوال الساعات القليلة الأخيرة من حياته المميتة، فبدأ هنا بالاحتضار. يلبي كافة المتواجدين طلب ميلموث المتجول بتركه وشأنه ويتركونه في غرفته، فيسمعون أصواتًا رهيبة من الغرفة، ولكن عندما يدخلون يجدون غرفة ميلموث المتجول فارغة. فيتبعون مسار مشي ميلموث المتجول الذي أخذهم إلى قمة جرف مميت، ويرون منديله على صخرة تحت هذا الجرف.
عمّ الصمت والرعب للحظات، ولكن عندما عادوا إلى ديارهم أدركوا أنَّهم قد تخلصوا من ميلموث المتجول ولعنته الشيطانية للأبد. وكانت وفاة ميلموث المتجول هي نهاية هذه الروايّة.