سلم الخاسر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن سلم الخاسر:

وهو سلم بن عمرو بن حماد الخاسر، أحد أبرز الأدباء والشعراء في الأدب بعصر الدولة العباسية الثاني، كما يًعتبر أحد الأشخاص الذين عاشوا مع الخليفة الرشيد أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وهو مولى بنو تيمي بن مرّة، ولد الشاعر سلم الخاصر في مدينة البصرة في العراق، كما أنَّه نشأ وترعرع فيها. ولم يذكر المدوّنون والمؤرّخون الأدب العربيون زمناً معروفاً ومحدداً لولادة الشاعر سلم الخاسر، حيث أنَّهم فقط اقتصروا على مكان ولادته.
وكان الشاعر سلم الخاسر أحد أعظم وأثقف الشعراء الذين تتلمذوا على يد الشاعر بشار بن برد. وفي بعض الأقاويل يقولون أنَّ الشاعر سلم الخاسر قد احتذى وسار على منهج الشاعر بشار بن برد، من حيث السهولة والرشاقة والأناقة وبساطة النسيج اللغوي.
وعاش الشاعر سلم الخاسر فترة وجيزة في بغداد العراق، حيث كان كثير التقرّب فيها من الأمراء والخلفاء وكبار رجال الدولة في الدولة العباسية في العصر آنذاك، كما اشتهر الشاعر كثيراً بكتابة الشعر الذي يتضمَّن الرثاء والمديح والغزل والمجون و اللهو والخمرة؛ كأغراض شعرية رئيسية في الشعر الذي عمد إلى كتابته ونظم أبياته.
ولقب الشاعر سلم الخاسر بالخاسر؛ لأنه توجه لبيع مصحفاً كان قد ورثه من عن أبيه، حيث اشترى بثمن ذلك المصحف الذي باعه طنبوراً. وفي رواية أخرى دفتراً ليكتب فيه ويدوّن فيه كل ما يؤلفه من قصائد شعرية عربية. والكثير من الأشخاص انتقدوه وذلك بسبب مجونه. وعلى الرغم من هذا لم يكن الشاعر رديء الدين أو سيء الخلق.
وفي رواية أخرى يقولون أنَّ سبب تسميته بالخاسر؛ أنه قد ورث مبلغاً كبيراً من المال، فعمد على إنفاقه كلَّه ولهذا لُقب بسلم الخاسر. وقد أشار إلى ذلك المؤرّخ الأدبي العريق أبو فرج الأصفهاني الذي كتب في كتابه الأغاني، أن سبب تسمية الشاعر بسلم الخاسر هو: أنّه لمّا مات عمرو أبو الشاعر سلم الخاسر اقتسموا ميراثه، فوقع من نصيب الشاعر مصحف عظيم، لكنه لم يقبل به، فرده واستبدله بدفتر شعري، فلُقّب حينئذن بالخاسر.
ومن أبرز ما قاله الشاعر سلم الخاسر حتى أصبح مثلاً وحكمة تتداولها الألسن العربية؛ هو أنه قال في بيت من الأبيات التي نظمها:

مَنْ رَاَقبَ النَّاسَ مَاتَ همّاً وفَازَ بِاللذّةِ الجَسورِ 


حيث كان هذا البيت يتبع للشاعر بشار بن برد، حيث كان يقول فيه:

من راقب الناس لم يظفرْ بحَاجتهِ وفازَ بالطيبِاتِ الفاتِك اللَهجُ

وتوفّي الشاعر سلم الخاسر عام مائة وسته وثمانين للهجرة في البصرة بالعراق.


شارك المقالة: