طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها

اقرأ في هذا المقال


جميع الشعوب التي عانقت الحياة على الأرض، تمتلك الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما أنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها”.

فيم يضرب مثل: “طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها”؟

يُعتبر مثل: “طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها” من الأمثال الشعبية المتداولة بشكل كبير في البلدان العربية، وهو يقال دائمًا كدليل على تشابه البنت في صفاتها وأفعالها مع أمها، وتعود أصول هذا المثل إلى التراث الشعبي الفلسطيني، حيث تم تداول هذا المثل في الأحياء الشعبية، ثم تناقلته الألسنة ليصير من الأمثال المشهورة والمعروفة في مناطق متعددة من الوطن العربي.

قصة مثل: “طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها”

يُقال إنه كانت هناك امرأة من بسطاء الناس، تذهب كل يوم إلى النبع كي تعبّئ جرار الماء؛ لتستخدمها في المنزل في إعداد الطعام وغيره من مستلزمات البيت، وكانت عند عودتها، وبما أنها كانت تحمل أكثر من جرة مملوءة بالماء، فقد كانت تتعثر في الطريق، فتفقد جميع الجرار، وتضطر للعودة لتملأها من جديد، الأمر الذي كان يجعلها تتأخر في جلب الماء، وكانت والدة زوجها كثيرًا ما تؤنبها على هذا التأخير، غير أنها في النهاية لا تأتي إلا بالقليل من الماء، وكانت لهذه المرأة ابنة جميلة، فأرادت جدتها أن ترسلها لجلب الماء حتى تكيد زوجة ابنها وتريها أن حفيدتها أمهر منها، وأنها سوف تأتي بالماء الذي يحتاجونه في أسرع وقت، وبالفعل أعطت الجرة للبنت، وقالت: لها اذهبي واملئي الجرة بالماء، وهكذا ذهبت البنت وملأت الجرة من النبع، ولكن عند عودتها تعثرت في الطريق، وانكسرت الجرة، وفقدت الماء، وعادت لجدتها، وهي تبكي لتعثره، فقالت الجدة وهي تندب حظها: “طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها”.

تداول المجتمع العربي لمثل: “طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها”

اعتاد الناس في مجتمعاتنا العربية على تناقل هذا المثل، وذلك من باب التقليل من شأن المرأة وإلحاق الصفات الموجودة بالأم بها، وعلى الأكثر إن كانت هذه الصفات صفات غير مرغوبة، ولكن عند الوقوف على الحقائق، نجد الكثير من الفتيات اللواتي كان لهنّ شخصية وصفات تختلف تمامًا عن صفات أمها، فمثلًا ابنة بائعة اللبن والتي كانت أمها تغش اللبن، وراجعتها في فعلها ونبهتها أن الله يراها، ولم توافقها أو تغش اللبن مثلها، وغيرها من الأمثلة التي ضربت فيها الفتاة العربية أروع مثال على التضحية والعلم والنباهة وعدم التقيد بأخطاء الآباء والأمهات.


شارك المقالة: