رواية عبر النهر وبين الأشجار

اقرأ في هذا المقال


تعتبر رواية عبر النهر وبين الأشجار من أغنى الروايات التي قام الكاتب والمؤلف (أرنست هيمنجواي) بكتابتها وتأليفها، فأرنست هيمنجواي من الكتاب التي تعود جذورهم إلى الأصول الأمريكية، تم نشرها في عام 1950 ميلادي بطريقة متسلسلة في ذات السنة، والعنوان الذي تم اختياره للرواية.

نبذة عن الرواية

لقد تم نشرها في عام 1950 ميلادي بطريقة متسلسلة في ذات السنة، والعنوان الذي تم اختياره للرواية، تم اقتباسه من آخر كلام نطق به الجنرال الذي يُدعى (ستونول جاكسون)، والذي كان مشارك في الحرب التي أقيمت بين كوبا وفرنسا وأمريكا، حيث بدأ الكاتب هيمنجواي كتابة روايته في أواخر الأربعينيات في دولة إيطاليا، إذ قابلها العديد من النقاد والروائيين بالبرود في البداية، ولكنها كانت قد حصدت مبيعاً بنسبة عالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

قام الكاتب بعرض الحياة التي كان يعيشها في إيطاليا في روايته، حيث تحدث عن التجارب التي خاضها خلال الحرب العالمية الثانية، وكيفية لقائه بالفتاة (ريناتا)، كما عمل هيمنجواي على استخدام أسلوب الرمزية في الرواية، وهذا ما اشتهر به في معظم رواياته.

ففي عام 1948م، قامت إحدى المجلات المعروفة على مستوى العالم، والتي تمتلك عدد هائل من القراء والمتابعين تعرف باسم (كوزموبوليتان) والمكلفة بمديرها (هوتشر)، بالاتصال مع الروائي والكاتب أرنست هيمنجواي؛ وذلك من أجل التباحث حول إمكانية الاتفاق على كتابة مقالة للمجلة، فذهب حينها هوتشر إلى كوبا وطلب عقد اجتماع مع المؤلف أرنست هيمنجواي، لكن الكاتب لم يقوم بكتابة مقال، وإنما سعى في تقديم تلك الرواية لهوتشر، والتي تضمنت السيرة الذاتية للكاتب.

كان يدور ذهنه حول عطلة نهاية الأسبوع، والتي كانت الأخيرة له في مدينة فينيسيا مع الفتاة ريناتا والتي تبلغ من العمر 18 عامًا، إذ كان يتراجع بذاكرته للخلف؛ من أجل التفكر والتأمل في التجارب التي عاشها أثناء فترة الحرب، حيث قام هيمنجواي بالعمل على تأليف كتاب الرواية ما بين الأعوام 1949 و 1950م، متنقلاً بين أربع أماكن مختلفة، فبدأ في دولة إيطاليا، وانتهى في باريس.

ملخص الرواية

في البداية قام الراوي بالتحدث في الجزء الأول من روايته (عبر النهر وبين الأشجار)، عن واقعة حدثت مع الجنرال الكونيل كانتويل، والذي يبلغ من العمر خمسين عاماً في ذلك الوقت، حيث ذهب للصيد البط في مدينة البندقية، لإشغال نفسه بعد عودته من الحرب، ونظراً إلى أنه مصاب بمرض في القلب، فقد كان معرض للوفاة في أي وقت، وفي أثناء قيامه برحلة الصيد، كان المراكبي يقوم بالتعامل معه بشكل عدائي؛ وذلك لأنه يقيم علاقة مع فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، مما جعله يقضى عطلته بكاملها في المخبأ المخصص لصيد البط.

وفي الفصل الثاني من الرواية، عاد الكاتب إلى البطل كانتويل، في استرجال للذكريات التي كانت تجمعه بالفتاة (ريناتا)، وذلك من خلال سلسلة من المونولوج الداخلي للوعي، والتي بدورها تعمل على عودة قسم كبير من الذاكرة للشخص، حيث قام هيمنجواي باقتباس شخصية (أدريانا إيفانيتش)، على أنها تلك الفتاة التي عشقها خلال زيارته لإيطاليا، حيث كان المحور التي تدور حوله الرواية هو الموت، والكيفية التي تتم مواجهته فيها، حيث انتهت الرواية بالمعاناة التي عاشها كانتويل بسبب تعرضه لسلسلة قاتلة من النوبات القلبية وهو يقوم بمغادرة مدينة البندقية.

ففي الماضي كان قد ذهب أرنست هيمنجواي مع زوجته إلى مكان للتزلج، وفي تلك الرحلة تعرضت زوجته لكسر في أحد كاحليها، مما أجبرها في تلك اللحظة على دخول المستشفى لفترة طويلة، وقد حدث هذا الأمر معها مرتين متتاليتين في نفس المكان، هنا ومن هذا المنطلق بدأ هيمنجواي يشعر بالملل المفعم، فاقترح عليه أحد الأصدقاء الارستقراطيين بالذهاب في رحلة صيد؛ من أجل التخفيف عن نفسه الضغوطات والملل الذي يعيشه، وفي تلك الرحلة قام بالتعرف على فتاة تبلغ من العمر الثامنة عشر تدعى أدريانا إيفانشيتش، فأحبها وخرج معها العديد من المرات، كما ذهب برفقتها إلى فينيسيا مرات عدة.

لكن لم تتوقف الحياة هنا، فحينما شرع أرنست بالعمل من أجل تأليف كتاب الرواية، وذهب إلى مدينة فوسالتا في سنة 1918م، أصيب بعدوى في إحدى عينيه، مما اضطره للدخول المستشفى، فقرر العودة إلى باريس، إذ قامت مجلة كوزموبوليتان وقتها بنشر الجزء الأول من روايته، بعدها أقر أرنست هيمنجواي العودة إلى كوبا، وأجرى التدقيق النهائي لمسودة الرواية قبل أن يشرع في نشرها بالكامل، ومن ثم أكمل طريقه إلى مدينة باريس ليقوم بنشرها هناك.

المصدر: Across the River and into the Trees


شارك المقالة: