اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن المصطلحات الممنوعة والمحظورة
- السبب في تفوه بعض الكلمات المحظورة
- علاقة المصطلحات المحظورة بالزمن
- علم اللغة الاجتماعي والمصطلحات المحظورة
- علاقة المصطلحات المحظورة باللطف في الكلام
- السلوك اللغوي والمصطلحات المحظورة
- المحرمات غير اللغوية
- الدين والمصطلحات المحظورة
نبذة عن المصطلحات الممنوعة والمحظورة:
تُعرف المصطلحات المحظورة بالألفاظ التي يجب علينا تجنب استخدامها في أي مجتمع، وذلك لكونها مصطلحات قد تؤدي إلى حدوث أضرار بأعضاء هذا المجتمع، فمن الممكن أن يسبب لهم القلق أو الإحراج أو الخجل. وبالتالي لا يمكن قول أي كلمة تتبادر إلى ذهننا لمجرد القول في ظروف مجتمعية محددة، فتعلمنا منذ الصغر إنه لا يجب علينا التحدث بكل ما يتبادر إلى ذهننا.
كما يمكن أن تشمل المحظورات على بعض الأفعال وليس فقط الكلام، فمنذ القدم هناك الكثير من الأقوال بأن استخدام اليد اليسرى يدل على الشؤم.
السبب في تفوه بعض الكلمات المحظورة:
وبالطبع هناك دائمًا من هم على استعداد لكسر المحظورات في محاولة لإبراز حريتهم وتحررهم من مثل هذه القيود الاجتماعية أو لفضح المحرمات باعتبارها غير عقلانية وغير مبررة، كما هو الحال في بعض الحركات من أجل “حرية التعبير“.
فعندما يخالف شخص ما القواعد قد يثير هذا الأمر تعليقًا وجلبة كبيرة في المجتمع وعلى الرغم من أنه ربما لا يحدث نفس الجلبة في وقتنا هذا مقارنة بما كان يحدثه من جلبة في الماضي. كما حدث عندما أثار استخدام كلمة (bloody) في (Pygmalion) أو استخدام كلمة (damn) في فيلم (Gone with the Wind) تعليقات عامة واسعة النطاق.
ففي وقتنا هذا ما زال البعض من الدول وحتى الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بالأخلاقيات اللغوية وتفرض عقوبات قاسية عند كسر المحرمات اللغوية؛ وذلك لأن إحداث الجلبة غير الأخلاقية تعد جريمة في العديد من الولايات القضائية في الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من كونها أكثر بلد في العالم تدعم حرية التعبير.
ولكن مهما كبر استخدام هذه الألفاظ والتعرض للقضاء من غير الممكن أن تكلفك حياتك؛ وذلك لأن انتهاك بعض المحرمات غير اللغوية قد تكون محصورة في أماكن معينة ومحدودة حول العالم.
علاقة المصطلحات المحظورة بالزمن:
تتغير المعايير والقواعد بشكل مستمر مع تغير معتقدات المجتمعات، كما أنه تُنتهك البعض من المحرمات اللغوية في بعض الأحيان للفت الانتباه أو لإظهار الازدراء أو لأن تكون شخصًا عدوانيًا أو استفزازيًا أو أن تسخر من السلطة.
علم اللغة الاجتماعي والمصطلحات المحظورة:
أشار هاس في عام 1951 إلى أن بعض المحرمات اللغوية يبدو أنها تنشأ من المواقف ثنائية اللغة. كما إنها تستشهد بأمثلة من أغريق الأوكلاهوما، التي زاد تجنبها للكلمات الإغريقية مثل (fakki) أي التربة و (apiswa) أي اللحم و (apissi) أي الدهون؛ وذلك لأنها لغة استخدمت الكثير من مصطلحات اللغة الإنجليزية.
كما يمكن ملاحظة تجنب استخدام بعض الكلمات في بعض الأحيان بين الطلاب التايلانديين الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية. فيتجنبون الكلمات التايلاندية مثل (fag والتي تعني sheath أي ثوب ضيق) و(chili التي تعني pepper أي فلفل) في وجود أحد يتحدث اللغة الإنجليزية بسبب التشابه الصوتي لهذه الكلمات مع بعض الكلمات المحظورة والممنوعة في اللغة الإنجليزية.
غالبًا ما يجد المتحدثون التايلانديون صعوبة في نطق الكلمات الإنجليزية حتى الآن مثل (yet و key)، وذلك لأنها تشبه إلى حد كبير أحد الكلمات التايلاندية كونها كلمة مبتذلة وتعتبر أحد الكلمات المحظورة. ففي ظروف معينة قد تتغير الأسماء الشخصية تبعا لاختلاف الثقافاتوالحضارات، فيجد بعض الأشخاص بإحدى اللغات أن اسمه يسبب الإحراج في إطار لغوي مختلف، على سبيل المثال الاسم الفيتنامي Phuc في مجموعة الناطقين بالإنجليزية قد يسبب لصاحبه بعض الحرج لكونه يحمل نطق مشابه لكلمة محظورة.
علاقة المصطلحات المحظورة باللطف في الكلام:
ربما شهد أواخر القرن العشرين تغييرًا كبيرًا فيما يتعلق بالمحرمات اللغوية – في العالم الناطق باللغة الإنجليزية على الأقل – حيث تم تخفيف بعض القيود الاجتماعية. ومع ذلك قد يكون هذا التراجع قد اقترن بأكثر بالزيادة الملحوظة في استخدام اللطف والتكافل في الكلام ومحاولة لجعل لغة مناطق معينة في الحياة أكثر جاذبية عمّا سبق.
كما تسمح لنا الكلمات والتعبيرات اللطيفة بالتحدث عن الأشياء غير السارة بطريقة تخفي أو تقلل البغضاء، على سبيل المثال مواضيع المرض والموت والبطالة والجريمة وغيرها من المواضيع. وتسمح لنا أيضًا بإعطاء تسميات للمهام والوظائف غير السارة في محاولة لجعلها تبدو جذابة تقريبًا.
إن اللطف في الكلام ظاهرة متوطدة في مجتمعنا. كما أننا نعيد تسمية بعض الأشياء باستمرار ونحاول تجميلها لجعلها تبدو أفضل في أعيننا وأعين من حولنا، فيجب أن نتذكر أن نسخة أورويل للمستقبل اعتمدت بشكل كبير على وصف سكان ذلك العالم المستقبلي بأنهم وقعوا ضحية لمجموعة من التعابير اللطيفة وإعادة تسمية الواقع ليناسب نظامًا جديدًا للمجتمع.
دراسة نادل في المصطلحات المحظورة واللطف في الكلام:
في سلسلة من المنشورات في علم اللغة الاجتماعي وصف نادل (على وجه الخصوص في عام 1954) كيف يجب أن يكون النوبيون في غرب إفريقيا من بين أكثر الناس حكمة في العالم، حيث يميز أفرادها بحدة بين التعبيرات المناسبة للمحادثات المهذبة وتلك غير المناسبة. فهم يلجأون وباستمرار إلى الإحاطة والتعبير الملطّف لتجنب الإشارة المباشرة إلى الأمور المتعلقة بأجزاء الجسم والوظائف الجسدية والموت وما إلى ذلك.
ومع ذلك يظهرون بنفس الوقت انبهارًا شديدًا باللغة وهم على استعداد تام لمناقشة مختلف التعقيدات اللغوية وبشكل مفصل. ويبدو أنهم يدركون تمامًا لما يفعلونه عندما يستخدمون العبارات الملطفة، فيضعون كل كلمة في مكانها الصحيح. كما يقول نادل عندما يستخدمون الاستعارات أو يتلاعبون بالتعبيرات بطريقة أخرى، فإنهم دائمًا على دراية كاملة بالآثار الدلالية المترتبة على هذه الاستخدامات.
على ما يبدو طور النوبيون طرقًا غير مباشرة لأنفسهم للإشارة إلى الأمور المحظورة والطرق التي يمكنهم استخدامها في تلك المناسبات التي يكون من الممكن أن يقوموا بتحرير أنفسهم من القيود العادية، على سبيل المثال في أنواع معينة من سرد القصص أو في مناسبات احتفالية محددة.
فالمحرمات واللطف في الكلام يؤثر علينا جميعًا، قد لا نكون على وعي عميق بالآثار المترتبة على مثل هذه المصطلحات مثل النوبيون، ولكن يعد تأثيرها على الجميع تأثير واحد.
السلوك اللغوي والمصطلحات المحظورة:
تختلف كل مجموعة اجتماعية عن بعضها البعض في كيفية تقييدها للسلوك اللغوي بهذه الطريقة، لكن جميع المجتمعات تتقيد وتنحصر حرياتها فيما يتعلق بمثل هذه المصطلحات. ربما يكون أحد العوامل اللغوية العالمية هو أنه لا توجد مجموعة اجتماعية تستخدم اللغة بشكل غير مقيد. إذا كان الأمر كذلك، فسيكون من المثير للاهتمام افتراض سبب حدوث ذلك.
فمن المحتمل أن يكون لدينا بعض الأشياء التي نرفض الحديث عنها وما زلنا لا نتحدث عنها بشكل مباشر. قد يكون لدينا بعض الكلمات التي نعرفها ولكننا لا نستخدمها أبدًا – أو نادرًا ما نستخدمها؛ لأنها عاطفية للغاية بالنسبة لنا أو للآخرين.
في حين أننا قد نجد “بعض الأفكار عميقة للغاية بالنسبة للكلمات” – وهو شيء يصعب إثباته للآخرين، فإننا بالتأكيد حريصون على عدم التعبير عنه على الإطلاق على الرغم من أننا نعرف هذه الكلمات، أو نعبر عن أنفسنا من خلالها بشكل غير مباشر للغاية.
المحرمات غير اللغوية:
المحرمات غير اللغوية هي المصطلحات أو الموضوعات التي يعتقد أنها غير مهذبة أو غير مقبولة للاستخدام بسبب السياق الاجتماعي. على عكس الألفاظ النابية فهي ليست ألفاظ غير مهذبة في جوهرها، فبدلاً من ذلك يُنظر إليهم على أنهم مصطلحات يتم استخدامها في ظروف معينة على النحو الذي تحدده المعتقدات أو مفاهيم التأدب المرتبطة ثقافيًا التي يتبناها المتحدث أو المستمع.
من قبيل الصدفة يؤدي هذا الاستخدام أحيانًا إلى تفاوت قبولية هذه المصطلحات بالنسبة لسجلها الذي تعتبره الثقافة مناسبًا عند التحدث ضمن طبقة ضمنية معينة من التفاعل الاجتماعي (أي أنه لغتك مع الأصدقاء مختلفة تماما عن لغتك مع الأهل).
الدين والمصطلحات المحظورة:
يلعب الدين دورًا مهمًا فيما يتعلق بالمحظورات والمحرمات كما يتضح من أصل كلمة “المحرمات” وهي أحد أهم المصطلحات المستخدمة في الدين، حيث يميل المنظور الديني إلى اعتبار اللغة تتمتع بقوى خارقة للطبيعة كونها ما يميزنا إلى جانب العقل عن الحيوانات. وبالتالي يميل الدين إلى أن يكون مصدرًا للمحرمات اللغوية.
عبر الخطاب الديني القديم والعصور الوسطى والحديثة بأن الإشارة المباشرة لاسم “الروح الشريرة” أي الشيطان فهي كلمة تعتبر من أحد الكلمات المحرمة في الدين والتي نشأت من الاعتقاد بأن القيام بذلك سيؤدي إلى سوء حظ وجلب الشؤم لمن ينطق هذا المصطلح.
لفظ الجلالة (الله) لا يجب علينا استخدم لفظ الجلالة بأي مكان أو خطاب لا يتمتع بالسمو والرفعة، ففي الأونة الأخيرة كثر استخدام الناس أساليب القسم في العديد من الأمور التي تواجههم، يقوم البعض منهم باستخدام هذا الأسلوب للتهرب من العديد من الأمور التي تواجههم في حياتهم اليومية، وهذا بالطبع شيء خاطئ.