في المشمش

اقرأ في هذا المقال


جميع الشّعوب تمتلك موروثات ثقافيّة تميّزها عن غيرها، وهي بدورها تعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التّاريخ، ولعلّ من أكثر أنواع التّراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، إذ يقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبّرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجدّ من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “في المشمش”.

قصة مثل: “في المشمش”

أمّا أحداث مثل: “في المشمش”، فقد وقعت في قديم الزّمان، في واحدة من بلاد العرب، وذلك حين قرّر صديقان، أن يتشاركا في التّجارة، كي يستثمرا أموالهما، فاتّجها إلى تجارة الفاكهة، ليبيعاها في السّوق، ويربحا منها، غير أنّ أحد الشّريكين قد أخلّ بما اتفقا عليه، فعوضًا من المشاركة في البيع، قام بمضايقة صديقه الآخر في التّجارة، وحدث منه ما جعله يقول جملته المشهورة: “ده كان في المشمش”، والتي تمّ اختصارها إلى: “في المشمش” فيما بعد، وأصبحت مثلًا تناقلته الأجيال حتّى يومنا هذا.

اتّفق الصّديقان بداية على بيع المشمش في السّوق، وفي أوّل يوم للصّديقين في السّوق، أخذ أحدهما يبيع النّاس، بينما الآخر انشغل بأكل المشمش فقط، وفي اليوم الآخر شرع الرّجل بالبيع، والآخر يأكل المشمش بنهم وشراهة، فكان كلّما الأوّل كمية من المشمش، أكل الصّديق الآخر كمية مماثلة منه، وبالتّأكيد لم تعجب هذه الحال الرّجل، وأخبر صديقه أنّ الحال لا يمكن أن تستمرّ هكذا، ثمّ إنّه اقترح عليه أن يقوما ببيع العنب عوضًا عن المشمش، راجيًا أنّ صاحبه لن يستطيع أكل عناقيد العنب كما يأكل المشمش.

في صبيحة اليوم التّالي، مضى الصّديقان إلى السّوق يجرّان عربة من العنب، وبدأ الرّجل ببيع العنب للنّاس، والصّديق يأكل العنب، غير أنّه بدلاً من أن يأكله حبة حبة، كان يضع العنقود كلّه في فمه مرة واحدة، حينها انزعج شريكه من الأمر، وقال له: أكل العنب حبّة حبّة يا صديقي، فرد عليه قائلًا: “لا يا حبيبي، حبّة حبّة كان في المشمش”، والتي اخُتصرت إلى: “في المشمش”، والتي أصبحت مثلاً شائعًا يتداوله الناس.

فيم يضرب مثل: “في المشمش”؟

يُعتبر مثل: “في المشمش”، من الأمثال الشّعبية المشهورة، والتي نسمعها كثيرًا في حياتنا اليوميّة، وهو مثل يُستخدم للتّعبير عن استحالة تنفيذ أو حصول الغرض المطلوب.


شارك المقالة: