قصة أحمد والقطة الشجاعة

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ الصفات التي يجب علينا أن نتخلّص منها هي البخل، يجب أن نعلّم أطفالنا ما هي آثار هذا الخلق الذميم، فالبخيل لا يحبّه الناس، سنحكي في قصة اليوم عن ولد بخيل كان عنده طابع الأنانيّة لا يحب أن يشارك أحداً بالأكل وعندما طلبت منه قطة جائعة بعض الطعام عاملها بقسوة، ولكن قابلت هذه القطة معاملته السيئة بالإحسان؛ فندم ندماً شديداً على بخله وقسوته معها.

قصة أحمد والقطة:

كان هنالك ولد اسمه أحمد، كان يحب الطعام كثيراً، بالإضافة إلى أنّه يجب أن يجلس على المائدة ويأكل لوحده دون أن يشاركه أحد في طعامه، وفي مرة من المرات كانت عائلته تريد الجلوس على مائدة الغداء؛ فرفض الجلوس معهم وملأ طبقه الخاص به باللحم والأرز وذهب خارجاً، مشى أحمد إلى أن وصل لشجرة زيتون في حديقة المنزل، وجلس تحت ظلّها ليتناول الطعام لوحده.

حينما كان أحمد يتناول وجبة الغذاء إذ انتشرت رائحة الطعام حتّى اشتمتّها قطّة من القطط الموجودة بحديقة منزله، ظلّت هذه القطة تتبع حاسّة الشم حتى وصلت لطبق أحمد، وعندما رأت اللحم الشهي زاغت عينيها وبدأت تتوسّل له لكي يطعمها قطعةً من اللحم.

كان أحمد ولد قاسي القلب وبخيل ولا يحب إطعام أحد؛ لذلك بدأ يتصرّف مع القطة بوحشية، فتناول أحد الحجارة وقام برميه على القطة، ضرب الحجر قدمها ووقعت على الأرض وتألّمت بشدّة، وبدأ الدم يسيل من قدمها، ولشدة خوفها أرادت الابتعاد ولكنّها غير قادرة على المشي؛ فقامت بجر قدمها الأخرى بيديها لتبتعد وهي تتأوّه من ألمها وتصرخ.

جلست القطة تفكّر لماذا عاملها أحمد بهذه الطريقة، ولامت نفسها وقالت: ربّما أنا مخطئة فقد كان علي أن أنتظره لحين إكماله الطبق؛ فربّما سيبقي لي بعضاً من طعامه، أنا أسرعت في قدومي يجب علي انتظاره حتى يشبع، راقبت القطة أحمد وعندما انتهى من طعامه عادت واقتربت لترى إن تبقّى شيء من الطبق، ولكنّها تفاجأت بأن الطبق فارغ ولم يتبق منه أي شيء.

عندما نظرت لأحمد البخيل وجدته قد التهم كل الطعام، وقام بلحس الطبق أيضاً، وبعد الطعام استلقى على ظهره من شدّة الشبع، وذهب في سبات عميق دون أن يدري، وبقيت القطة تراقبه في صمت.

شعرت هذه القطّة بالحزن الكبير، ولكنّها لم تملك أي شيء لفعله سوى الصمت، وعندما نظرت له وجدت يديه وقدميه قد تجمدتا من الحركة، وبدأت تسمع صوت شخيره، وفي هذه الأثناء وهي تنظر له مستلقياً تحت شجر الزيتون إذ سمعت صوت ما، عندما التفتت وجدت أفعى كبيرة تقترب من شجرة الزيتون التي ينام تحتها أحمد.

شعرت القطة بالخوف والارتباك، ولشدّة خوفها قامت بجرجرة قدميها وأرادت الاقتراب من الأفعى قبل وصولها لأحمد، على الرغم من ألمها الشديد في قدميها وما فعله بها، تناست كل ذلك وأسرعت تنوي مواجهة هذه الأفعى الضخمة، بدأت المواجهة وارتفع صوت فحيح الأفعى السامة، حاولت أن تتجنّب أنيابها الحادة والسامّة، حاولت أن تمسك بذيلها لكي تستطيع التحكّم في حركتها، واستطاعت بنهاية المواجهة أن تمسك ذيلها وتبعدها وتكسب المواجهة.

قتلت القطة الأفعى وكانت متعبة جدّاً، وفجأة جاءت أم أحمد لتبحث عنه، وعندما وجدته مستلقياً على الأرض والأفعى بجانبه شعرت بالذعر؛ طنّت أن هذه الأفعى الشريرة قتلت ابنها، ولكنّها عندما اقتربت وجدت الأفعى ميتة والقطة تقف بجانبها تلهث من شدّة التعب بعد هذه المعركة، استيقظ أحمد على صوت صراخ أمّه فحمدت ربّها أنّه لم يصبه أي مكروه.

علمت الأم أنّ القطة هي من قتلت الأفعى وأنقذت حياة ابنها، شعرت الأم بالسعادة الكبيرة والفخر لما فعلته القطة مع ابنها، وبدأت تنظر لها نظرات الشكر والامتنان، وعندما نظرت لابنها وجدته حزيناً، فسألته عن سبب حزنه فقال: لقد طلبت مني هذه القطة الطعام وأنا كنت قاسياً معها ورميتها بالحجر وأصبت قدمها، غضبت الأم كثيراً لما سمعته من ابنها، وبدأت تصرخ عليه وتوبخّه لقسوته مع القطة، وطلبت منه أن يذهب على الفور لإحضار الطعام لهذه القطة.

أسرع أحمد إلى المنزل وقام بإحضار الطعام للقطة، وكان يشعر بداخله بالندم الكبير لبخله ومعاملته السيئة لها، ومنذ ذلك اليوم أصبح أحمد والقطة صديقين حميمين، وأصبح يلعب معها كل يوم، ولا يتناول طعامه إلّا ويطعمها منه.


شارك المقالة: