قصة أحمد والمعلمة الجديدة

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ الظروف التي من الممكن أن يعيشها الأطفال هي الحروب؛ فهي تعدمهم شعور الأمان، وتسلب منهم كل عزيز، سنحكي في قصّة اليوم عن طالب أحبّ معلّمته الجديدة؛ حيث كانت تشبه أخته البعيدة بشكل كبير، وكان يحب أن يذهب إلى المدرسة كي ينظر لها، ولكن ظروف الحرب التي يعيشها أحمد في مدينته لم تجعل فرحته تكتمل، حيث ماتت تلك المعلّمة في الحرب.

قصة أحمد والمعلمة الجديدة

بينما كان أحمد جالساً يتناول وجبة الإفطار مع أمّه، بدأ يحدّثها عن معلّمته الجديدة، وكان أحمد يتناول وجبة الإفطار ويشرب الحليب، نظرت له أمّه وقالت له بنبرة سعيدة: لقد كبر ابني أحمد العزيز وصار يحدّثني عن معلّماته.

نظر أحمد لأمّه وقال لها: لقد قلت لمعلمّتي أنتِ تشبهين أختي سمر التي تزوّجت وسافرت إلى بغداد؛ فابتسمت معلّمتي معبرة عن سعادتها، قالت الأم لأحمد: حسناً لا بدّ أن هذه المعلّمة جميلة للغاية، لذلك هي تشبه أختك سمر، قال لها أحمد نعم يا أمّي هي كذلك، وأنا أتذكّر أختي سمر كلمّا نظرت لها.

أكمل أحمد وجبة الإفطار وحمل حقيبته المدرسيّة وكان متحمّساً للذهاب إلى المدرسة؛ ولكن أحمد كان يسكن مدينة تحتلّها الحروب، فكان يستمع إلى صوت إطلاق الرصاص الذي لا يتوقّف، وعندما دخل إلى المدرسة وتذكّر أن حصّته الأولى هي لمعلّمته الجديدة التي تشبه أخته سمر فرح كثيراً، وعندما انتهى الطابور المدرسي ودخل الطلبة إلى مقاعد الدراسة وبدأت الحصة الأولى، تفاجأ أحمد بدخول المديرة بدلاً من المعلمة الجديدة.

كانت المديرة تنظر للطلّبة بعيون ممتلئة بالحزن العميق، دخلت وحيّت الطلبة وقالت لهم: أنا أريد أن أخبركم بشيء ما، وكانت الدموع تريد أن تنزل من عينيها؛ فقالت: يؤسفني إخباركم أن المعلّمة الجديدة لن تأتي اليوم، شعر الطلبة بالحزن الشديد لذلك، ولم يحاول أحد أن يسأل عن السبب، ولكن جميع الطلبة أدركوا أن المعلّمة الجديدة لن تأتي أبداً، شعر الجميع بالحزن الشديد لذلك، وخابت آمال أحمد بفرحته بالنظر إلى معلّمته التي تشبه أخته سمر البعيدة.

قال أحمد في نفسه: لا بدّ أن معلّمتي قد سافرت إلى مكان بعيد مثل أختي سمر، وكان أحمد لا يعلم أن معلّمته قد ماتت بسبب هذا الرصاص الذي كان يسمعه وهو في طريقه إلى المدرسة.


شارك المقالة: