يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية الاستماع لنصائح الكبار، فهم يمتلكون المعرفة الأكبر، هذا ما حدث مع أرنبة وأرنوب الذين أوصتهم أمّهما بعدم الخروج لأنّهما ما زالا صغيرين، ولكن الفضول أثار أرنبة وأرنوب لاكتشاف هذا العالم، وعندما تعرضّ كل منهما للخطر أدرك وقتها أنّهما قد خرجا إلى العالم الكبير في وقت مبكّر.
قصة الأرانب الصغيرة
كان هنالك عائلة جميلة من الأرانب التي تعيش مع بعضها البعض في سعادة، وكانت تلك العائلة مكوّنة من الأب والأم وولدين هما أرنوب وأرنبة، في يوم من الأيام لم يعد في منزلهم أي طعام؛ فقرّرت الأم أن تخرج وتبحث عن طعام لأطفالها، وقبل خروج الأم من المنزل قالت لأولادها أرنب وأرنوبة: أنا سأخرج لأحضر لكم بعض الجزر، وأوصيكم بعدم الخروج من المنزل حتّى أعود.
قالت الأم لأولادها جملة غريبة وهي: إن العالم كبير وأنتم لا زلتم صغاراً، عندما خرجت الأم قالت أرنبة لأرنوب: تعال يا أخي وانظر للخارج، أمنّا محقّة إن العالم كبير ونحن لا زلنا صغاراً، ولكن دعنا نلقي نظرة على هذا العالم الكبير، وافق أرنوب وخرج هو وأخته أرنبة للخارج.
خرج أرنوب وأرنبة وصارا يقفزان ويلعبان وينظران لهذا العالم الذي وصفته أمّهما بالعالم الكبير، وفجأةً بينما كانت أرنبة تقفز إذ وجدت نفسها داخل سلة من الفواكه، فرحت أرنبة وبدأت تأكل من الفاكهة، بينما أرنوب كان يبحث عنها في كل مكان، وفجأةً شعرت أرنبة بأن يد صغيرة تمسك بأذنها، وعندما التفتت وجدت فتاة تقول لها في غضب: أيّتها الأرنبة لقد أفسدتِ ما قمت بجمعه طوال اليوم.
عاقبت الفتاة تلك الأرنبة وأمسكتها من أذنها وقامت برميها هي في الحديقة، قالت لها الفتاة: أنتِ خرجتِ لهذا العالم مبكرّة، يجب أن تبقين هنا حتّى تكبرين، صارت أرنبة تبكي وسمعها أرنوب الذي كان يبحث عنها، وعندما وجدها حاول أن يفتح باب الحديقة لها، استطاع أرنوب أن ينقذ أخته أرنبة وعادا سويّةً إلى المنزل.
عندما عادت الأم وقال لها أولادها ما حدث معهم قالت لهم: لقد أخبرتكم أن العالم أكبر منكم، كان يجب عليكم الانتظار حتى تكبر آذانكم لتتمكنّوا من سماع ما حولكم بسهولة، في ذلك الوقت أدرك الأولاد لماذا يملك أبيهم وأمهم آذاناً طويلة وهم يمتلكون آذاناً قصيرة.