قصة أصل بحيرة ناران أو (The origin of the Narran Lake) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.
الشخصيات:
- بيامي.
- بيراهغنولو.
- كونونبيلي.
قصة أصل بحيرة ناران:
كان هناك رجل يُدعى بيامي وهو رجل عجوز لديه زوجتين صغيرتين في العمر تدعيان، بيراهغنولو وكونونبيلي، وفي يوم ما قال لهن: لقد أمسكت بنحلة وعلّقت ريشة بيضاء بين الأرجل الخلفية لها، وسأتركها تذهب ثمّ أتبعها إلى عشها حتّى أحصل على العسل، أذهبا للبحث والحصول على الضفادع والبطاطا وأخرجاهما من الأرض، ثمّ قابلنني في ربيع كوريجل حيث سنخيم هناك.
لأنّ الماء هناك حلو ونقي، ثمّ قامت الزوجتان وأخذتا أعواد الخيزران وخرجن كما قال لهن وبعد أن ذهبن بعيدًا، وحفرن الأرض لإخراج العديد من البطاطا والضفادع، كانتا متعبين عندما وصلن إلى ربيع كوريجل وعند ورؤيتهن المياه العذبة والباردة، كنّ يتقن للاستحمام، لكنهنّ بنين في البداية مظلة من الأغصان، وتركن هناك البطاطا والضفادع التي عثرن عليها، وعندما كان مخيمهن جاهزًا لمجيء بيامي الذي كان يخيف زوجاته بسلاحه.
وأبقاهن مطيعات بسبب الخوف من السلاح، ثم ذهبن إلى المياه للاستحمام بسرور، وبعد أن انغمسن في الماء، بعد أن جردن أنفسهن أولاً من ملابسهن القديمة الثقيلة والتي كنّ لا يزلن صغارًا بما يكفي لارتدائها، والتي تركنها على الأرض بالقرب من الربيع، لقد كان نادراً ما كنّ يستمتعن بالراحة الباردة التي أعطتها المياه لأطرافهنّ الساخنة المتعبة، وفجأة تمّ الاستيلاء على أطرافهن وابتلاعها من قبل اثنين من جنيّات الكوريات المفترسة.
وبعد أن ابتلعت الفتيات غصن في فتحة في جانب النبع، والتي كانت مدخل مجرى مائي تحت الأرض يؤدي إلى نهر ناران، ومن خلال هذا الممر ذهبت الكوريات وأخذن معهن كلّ الماء من النبع إلى ناران، الذي جففن مساره أيضًلا أثناء سيرهن، في غضون ذلك كان بيامي لا يعرف مصير زوجاته لأنّه كان مشغولاً بجمع العسل، لقد تبع النحلة مع الريشة البيضاء عليها لمسافة ما.
ثم طارت النحلة إلى بعض أزهار بوذا، ولم تتحرك أبعد من ذلك، قال بيامي لنفسه: لقد حدث شيء ما، أو لن تبقى النحلة هنا وترفض الانتقال إلى عشها، يجب أن أذهب إلى ربيع كوريجيل وأرى ما إذا كانت زوجاتي بأمان، لقد حدث شيء رهيب بالتأكيد، فاستدار بيامي مسرعًا نحو النبع وعندما وصل إلى هناك رأى الأغصان التي صنعتها زوجاته، ورأى البطاطا التي حفرنها من الأرض.
ورأى الضفادع، لكنّ زوجاته بيرراهغنولو وكونونبيلي لم تكن هناك، ودعاهن بصوت عالٍ لكن لا جواب، ذهب نحو النبع وعلى طرفه رأى ملابس نسائه، ونظر إلى النبع ورآه جافًا فقال: إنّه عمل الساحرات الكوريات، لقد فتحن الممر تحت الأرض وذهبن مع زوجاتي إلى النهر، وفتح الممر تسبب بتجفيف الينبوع، فقال لنفسه: حسنًا أنا أعرف من أين ينتهي الينبوع إلى ناران، وهناك سأذهب بسرعة.
سلّح نفسه بالرماح والأغصان وبدأ في المطاردة، وسرعان ما وصل إلى الحفرة العميقة حيث اتصلت قناة كوريجيل تحت الأرض إلى ناران، وهناك رأى ما لم يره من قبل، وهو حفرة عميقة جافة، وقال: لقد أفرغن الثقوب أثناء سيرهن، وأخذن الماء معهن، لكنني أعرف جيدًا أين الحفر العميقة للنهر، لن أتبع المنعطف وبالتالي أضاعف المسافة التي يجب أن أقطعها ثلاث مرات، لكنني سأقطع من حفرة كبيرة إلى حفرة كبيرة، وبذلك قد أتقدم على الكوريات.
وبسرعة قام بعمل طرق مختصرة من حفرة كبيرة إلى حفرة كبيرة، ولا زال مساره يتميز بحواف موريلا التي تمتد أسفل ناران، مشيرةً نحو الثقوب العميقة، وكانت كلّ حفرة عندما وصل إليها يجدها جافة، حتّى وصل أخيرًا إلى نهاية الناران حيث كانت هناك حفرة لا تزال مبللة وموحلة، ثمّ عرف أنه بالقرب من أعدائه، وسرعان ما رآهن واستطاع أن يتقدم بصورة غير مرئية.
ثمّ اختبأ خلف شجرة كبيرة، وعندما اقتربت الكوريات وبدأت بالانفصال، استدارت أحداهن لتذهب في اتجاه آخر، وسرعان ما ألقى بيامي رمحًا تلو الآخر، مما أدى إلى إصابة الكوريات اللواتي كن يتلوين من الألم وتجلد ذيولها بشراسة، مما أحدث فجوات كبيرة في الأرض، والتي ملأها الماء الذي أحضرنه معهن بسرعة، وطردهن بيامي من الماء برماحه.
وبعد ذلك في مكان قريب قتلهن برماحه وفي وقت الفيضان، كانت ناران تتدفق في هذا الفراغ الذي صنعته الكريَّات في حركاتهن، وعندما رأى بيامي أنّ الكريات متن تمامًا، قطعهن وأخذ جثث زوجاته التي كانت مغطاة بالطين الرطب، وبدت هامدة تمامًا، لكنّه حملها ووضعها في عشين من عش النمل الأحمر، ثم جلس على بعد مسافة قصيرة وراقبهن.
وسرعان ما غطى النمل الجثث ونظفها بسرعة من الوحل الرطب، وسرعان ما لاحظ بيامي عضلات الفتيات ترتعش، قال: آه هناك حياة إنهنّ يشعرن بوخز النمل، وبينما كان يتحدث تقريبًا جاء صوت مثل صفير الرعد، لكن بدا أنّ الصوت يأتي من آذان الفتيات، وبينما كان الصدى يتلاشى نهضت الفتيات ببطء على أقدامهن، وتوقفن للحظة، وعلى وجوههن تعبير مذهول.
ثم تشبثن ببعضهنّ البعض وارتجفن كما لو كنّ مصابات بخوف مميت، لكن بيامي أتى إليهن وشرح لهن كيف أنقذهن من الكوريات. ولقد أمرهن بالحذر من الاستحمام في الثقوب العميقة في ناران، لئلا تكون هذه الثقوب مطاردة من الكوريات، ثمّ أمرهن بالنظر إلى الماء الآن في بوجيرا، وقال: قريبًا سوف تجد البجع الأسود طريقها إلى هنا البجع والبط حيث كانت هناك أرض جافة وحجارة في الماضي.
وفي المستقبل سيكون هناك ماء وطيور مائية، ومن الآن فصاعدًا عندما تجري ناران ستجري في هذه الحفرة، وبامتداد مياهها تصنع بحيرة كبيرة، وقد حدث ما قاله بيامي كما تظهر بحيرة ناران بغطائها الكبير من المياه الممتد لأميال، أصبحت موطنًا لآلاف الطيور البرية.