يحب الأطفال إدراك الأشياء من حولهم بأسلوب غير مباشر، سنحكي في قصة اليوم عن حكاية ألوان الطيور، وهي قصة خيالية والهدف منها إيصال فكرة أهمية الالتزام بالمواعيد بأسلوب لطيف وقريب من عقلية الأطفال.
قصة ألوان الطيور
عاشت الطيور بإحدى الأزمان موحدّة اللون؛ فقد كان جميعها باللون الأبيض؛ لا أحد كان يستطيع تمييز أنواعها أو أصنافها، بالإضافة إلى أن الصيادين كانوا يقومون بمطاردة أي عصفور بسهولة دون معرفة نوعه أو مدى خطورته، انزعجت الطيور مثل النسر والببغاء والطاووس لذلك، وقرّروا الذهاب لكبير الطيور كي يحكوا له قضيتهم.
ذهبوا جميعهم للطير الكبير وأخبروه بمشكلتهم؛ فقال لهم تعالوا إليّ جميعاً بعد ثمانية أيّام، وأنا أعدكم أن أعطي كل منكم لونه الخاص به، عاشت الطيور هذه المدّة وهي بانتظار أن يأتي ذلك اليوم، اجتمعت الطيور بعد مضي هذه المدّة لدى الطائر الأكبر وقال لهم: على كل طائر منكم أن يطلب اللون الذي يريده.
قال الببغاء: أنا أرغب باللون الأخضر؛ فمن خلاله لن يستطيع الصيادين تمييزي عندما أكون واقفاً على غصون الأشجار، ولكن أتمنّى أن يكون فكّي السفلي وأنفي باللون الأحمر، فأعطاه الطائر الأكبر الألوان التي تمنّاها، بعد ذلك جاء العصفور وقال: أنا أريد اللون البني؛ فهو لون الطين الذي أعيش أنا عليه، فأخذ اللون البني.
عندما حان دور النسر فقال: أنا أريد لوناً يطابق المكان الذي أسكن به؛ فأنا أعيش فوق الجبال العالية، فأعطاه الطائر الأكبر اللون البني، ثم حان دور الطاووس الجميل فقال: أنا لا أريد لوناً واحداً، بل أريد القليل من كل لون، فأعطاه الطائر الأكبر مجموعة ألوان صغيرة.
كادت الألوان تنفذ وكان البط والوقواق لم يصلوا بعد، ولكنّهم عند وصولهم لم يكن تبقّى من الألوان إلّا اللون الأبيض والأسود؛ فقام الطائر الأكبر بخلطهم معاً وصار لونهم مائل إلى السكني، كان الغراب آخر من وصل وقد تأخّر عن موعده؛ لذلك عندما وصل قال له الطائر الأكبر: اعذرني يا غراب فلم يبق لك إلّا اللون الأسود، وتم إعطائه اللون الأسود وسخرت منه جميع الطيور وقالت له: هذا عقابك لأنّك تأخّرت عن موعدك.