قصة أمنيات صياد

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الأشخاص يعيشون في تعاسة كبيرة؛ بسبب عدم الرضا لديهم، فهم لا يقتنعون بما يملكون، ويمضون أوقاتهم في التذمّر والتأفّف، ويخسرون بسبب عدم رضاهم هذا كل شيء فتزول نعمهم، أمّا الشخص الراضي عن حياته فإن الله يزيده في الرزق، سنحكي في قصة اليوم عن صياد كانت زوجته شديدة التذمّر، ولكن حدث شيء لزوجها أدركت وقتها أنّها كانت مخطئة وأنّها يجب أن تكون حامدة لربّها وقنوعة بما تملك.

قصة أمنيات صياد:

كان هنالك صياد فقير الحال لا يمتلك إلّا شبكة وقارب صغير، كان يذهب كل يوم للبحر لاصطياد الأسماك، ويعود في آخر النهار ثم يذهب للسوق لبيعها، على الرغم من قلّة رزقه إلّا أنّه كان راضياً؛ حيث كان كلمّا مر بالباعة يبتسم لهم، وفي يوم من الأيام قال له أحد التجار: لماذا تبتسم دائماً على الرغم من فقر حالك؟ فانت تبيع السمك بثمن زهيد، رد عليه الصياد: أنا أبتسم لأنني أرضى بما رزقني به الله ويكفيني أن أتمتّع بصحة جيدة.

كان هذا الصياد كلمّا عاد لمنزله يجد زوجته تنتظره وهي عابسة الوجه؛ فسرعان ما تختفي هذه الابتسامة، وكان كلّما سألها عن سبب حزنها تبدأ بالتذمر والشكوى، وكانت دائماً تنعته بالرجل الكسول الذي يأتي بالسمك القليل، وليس ذلك فحسب بل كانت دائماً ما تصنع المقارنة بينها وبين جيرانها والاغنياء منهم.

كان زوجها دائماً يقول لها: يجب عليكِ أن تحمدي الله يا زوجتي؛ فأنا أقوم بتأمين احتياجات المنزل وأشتري الطعام الكافي كل يوم، ولكن كانت هي لا تتوقّف عن التذمّر والمقارنة بغيرها، ووصفها بأن معيشتها أقل من غيرها، وفي مرّة من المرّات شعر الصياد بأنّه مهموم بسبب لوم زوجته الدائم له.

في صباح اليوم التالي حمل الصياد شباكه على ظهره وهو يشعر بالحزن، ويريد أن يصطاد المزيد من السمك فقط لإرضاء زوجته، عندما وصل إلى البحر رمى شباكه، وظل واقفاً لساعات طويلة ينتظر الحصول على السمك، ولكنّه عندما أخذ شباكه لم يجد أي شيء، عاد الصياد ليرمي شباكه ولكن في كل مرّة دون جدوى، بدأ الشك يتسلّل لنفس هذا الصياد ويقول: لماذا لا أحصل على سمك كثير كغيري؟ أنا بائس انا قليل الحظ وليس لدي أي من النعم كغيري.

وفجأةً برق شيء في السماء، وعندما التفت شعر بالخوف الشديد، وفجأةً ظهرت أمامه حورية غاية في الجمال؛ فنظرت له وهي تبتسم وقالت: أيّها الصياد الطيب سوف أحقّق لك ثلاث أمنيات، ولكن عليك أن تختار أوّلاً ما ينفعك أنت.

جلس الصياد يفكّر ماذا سيطلب من الحورية، وقرّر أن يعود للمنزل ويخبرها بما حدث، وعندما وصل المنزل أيقظ زوجته، فردّت عليه وهي غاضبة: لماذا توقظني من نومي صوتك مزعج للغاية؟  فقال لها: لقد أتتني حورية ووعدتني أن تحقّق لي ثلاث أمنيات علينا أن نفكّر ماذا سنطلب.

فرحت الزوجة ومن شدّة فرحها أطلقت زغرودة بصوت عالي وقالت: الحمد لله سوف نودّع الفقر ونصبح من الأغنياء، سنطلب الفضة والمجوهرات والذهب والأشياء الثمينة، وسننعم بالرفاهية لبقية حياتنا، نظر لها زوجها وقال: ولكن يجب علينا أن نلتزم بما قالته الحورية؛ فهي نصحتني أن أطلب ما ينفعني.

وفجأة جلس الزوج وزوجته يفكّران ماذا سيطلبان من تلك الحورية، مرّ وقت طويل وبدأ الزوج يشعر بالإرهاق وشعر أنّه يتمنّى كوباً من الشاي، وفجأة حضر كوب الشاي الذي تمنّاه الزوج؛ فنظرت الزوجة لزوجها وقالت له: يا لك من زوج أحمق لقد ضيّعت الأمنية الأولى.

غضب الزوج من كلام زوجته وبدأ الشجار بينهما، وبدأت الزوجة تلومه بما فعل فقال لها: أتمنّى لو أن لدي قطعة من اللحم لكي أسد بها فمكِ، وفجأةً حصل ما تمنّى ودخلت قطعة من اللحم في فم زوجته؛ فشعر الزوج بالخوف الشديد على زوجته وخاف أن تموت، فتمنّى زوال هذه القطعة من فمها فذهبت.

وبذلك يكون هذا الصياد قد استنفذ جميع أمنياته، نظرت الزوجة لزوجها وهي نادمة على ما قالته له، وشكرته لأنّه ضحّى بالأمنية الأخيرة من أجلها، فقال لها: يجب عليكِ يا زوجتي أن تكوني راضية بما رزقنا الله؛ فليس كل ما يتمنّى المرء يدركه، فوافقته على كلامه وحمدت ربّها، ومنذ ذلك الوقت توقّفت عن التذمّر والشكوى.


شارك المقالة: